291
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

۲۹۶۷.الإمام الباقر عليه السلام :لَمَّا احتُضِرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام جَمَعَ بَنيهِ : حَسَنا وحُسَينا وَابنَ الحَنَفِيَّةِ وَالأَصاغِرَ مِن وُلدِهِ ، فَوَصّاهُم وكانَ في آخِرِ وَصِيَّتِهِ : يا بَنَيَّ ، عاشِرُوا النّاسَ عِشرَةً إن غِبتُم حَنّوا إلَيكُم ، وإن فُقِدتُم بَكَوا عَلَيكُم .
يا بَنِيَّ ، إنَّ القُلوبَ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ ، تَتَلاحَظُ بِالمَوَدَّةِ ، وتَتَناجى بِها ، وكَذلِكَ هِيَ فِي البُغضِ ، فَإِذا أحبَبتُمُ الرَّجُلَ مِن غَيرِ خَيرٍ سَبَقَ مِنهُ إلَيكُم فَارجوهُ ، وإذا أبغَضتُمُ الرَّجُلَ مِن غَيرِ سوءٍ سَبَقَ مِنهُ إلَيكُم فَاحذَروهُ ۱ .

۲۹۶۸.الإمام الكاظم عليه السلامـ في بَيانِ وَصِيَّةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ـ: هذا ما قَضى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ في أموالِهِ هذِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكِنَ ۲ ابتِغاءَ وَجهِ اللّهِ وَالدّارِ الآخِرَةِ وَاللّهُ المُستَعانُ عَلى كُلِّ حالٍ ، ولا يَحِلُّ لِامرِئٍ مُسلِمٍ يُؤمَنُ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أن يَقولَ في شَيءٍ قَضَيتُهُ مِن مالي ولا يُخالِفَ فيهِ أمري مِنٍ قَريبٍ أو بَعيدٍ .
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ وَلائِدِيَ اللّائي أطوفُ عَلَيهِنَّ السَّبَعَةَ عَشَرَ مِنهُنَّ اُمَّهاتُ أولادٍ مَعَهُنَّ أولادُهُنَّ ، ومِنهُنَّ حَبالى ومِنهُنَّ مَن لا وَلَدَ لَهُ ، فَقَضايَ فيهِنَّ إن حَدَثَ بي حَدَثٌ أنَّهُ مَن كانَ مِنهُنَّ لَيسَ لَها وَلَدٌ ولَيسَت بِحُبلى فَهِيَ عَتيقٌ لِوَجهِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِنَّ سَبيلٌ ، ومنَ كانَ مِنهُنَّ لَها وَلَدٌ أو حُبلى فَتُمسَكُ عَلى وَلَدِها وهِيَ مِن حَظِّهِ ، فَإِن ماتَ وَلَدُها وهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتيقٌ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيها سَبيلٌ ، هذا ما قَضى بِهِ عَلِيٌّ في مالِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكَنَ ، شَهِدَ أبو سَمُرِ بنِ أبرَهَةَ ، وصَعصَعَةُ بنُ صوحانَ ،

1.الأمالي للطوسي : ص۵۹۵ ح۱۲۳۲ عن جابر بن يزيد ، تنبيه الخواطر : ج۲ ص۷۵ ، بحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۴۷ ح۵۰ وص۲۵۳ ح۵۵ وراجع نهج البلاغة : الحكمة ۱۰ وعيون الحكم والمواعظ : ص۲۴۲ ح۴۶۰۶ .

2.مسكِن : موضع بالكوفة قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق ، به كانت الوقعة بين عبدالملك بن مروان ومصعب بن الزبير ، فقتل مصعب ، وقبره هناك معروف (معجم البلدان : ج۵ ص۱۲۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
290

عَلى كُلِّ حالٍ ، وَارحَم مِن أهلِكَ الصَّغيرَ ، ووَقِّر مِنهُمُ الكَبيرَ ، ولا تَأكُلَنَّ طَعاما حَتّى تَصَّدِّقَ مِنهُ قَبلَ أكلِهِ .
وعَلَيكَ بِالصَّومِ ؛ فَإِنَّهُ زَكاةُ البَدَنِ وجُنَّةٌ لِأَهلِهِ ، وجاهِد نَفسَكَ ، وَاحذَر جَليسَكَ ، واَجتَنِب عَدُوَّكَ ، وعَلَيكَ بِمَجالِسِ الذِّكرِ ، وأكثِر مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنّي لَم آلُكَ يا بُنَيَّ نُصحا ، وهذا فِراقٌ بَيني وبَينَكَ .
واُوصيكَ بِأَخيكَ مُحَمَّدٍ خَيرا ؛ فَإِنَّهُ شَقيقُكَ وَابنُ أبيكَ ، وقَد تَعلَمُ حُبّي لَهُ .
وأمّا أخوكَ الحُسَينُ فَهُوَ ابنُ اُمِّكَ ، ولا أزيدُ الوَصاةَ بِذلِكَ ، وَاللّهُ الخَليفَةُ عَلَيكُم ، وإيّاهُ أسأَلُ أن يُصلِحَكُم ، وأن يَكُفَّ الطُّغاةَ البُغاةَ عَنكُم ، وَالصَّبرَ الصَّبرَ حَتّى يَتَوَلَّى اللّهُ الأَمرَ ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ۱ .

۲۹۶۶.تاريخ الطبري :نَظَرَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ، فَقالَ : هَل حَفِظتَ ما أوصَيتُ بِهِ أخَوَيكَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَإِنّي اُوصيكَ بِمِثلِهِ ، واُوصيكَ بِتَوقيرِ أخَوَيكَ ؛ لِعَظيمِ حَقِّهِما عَلَيكَ ، فَاتَّبِع أمرَهُما ، ولا تَقطَع أمرا دونَهُما . ثُمَّ قالَ : اُوصيكُما بِهِ ؛ فَإِنَّهُ شَقيقُكُما ، وَابنُ أبيكُما ، وقَد عَلِمتُما أنَّ أباكُما كانَ يُحِبُّهُ .
وقالَ لِلحَسَنِ : اُوصيكَ أي بُنَيَّ بِتَقوَى اللّهِ ، وإقامِ الصَّلاةِ لِوَقتِها ، وإيتاءِ الزَّكاةِ عِندَ مَحَلِّها ، وحُسنِ الوُضوءِ ؛ فَإِنَّهُ لا صلاةَ إلّا بِطَهورٍ ، ولا تُقبَلُ صَلاةٌ مِن مانِعِ زَكاةٍ ، واُوصيكَ بِغَفرِ الذَّنبِ، وكَظمِ الغَيظِ ، وصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَالحِلمِ عِندَ الجَهلِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدّينِ ، وَالتَّثَبُّتِ فِي الأَمرِ ، وَالتَّعاهُدِ لِلقُرآنِ ، وحُسنِ الجِوارِ ، وَالأَمرِ بِالمَعروفِ ، وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، وَاجتِنابِ الفَواحِشِ ۲ .

1.الأمالي للمفيد : ص۲۲۰ ح۱ ، الأمالي للطوسي : ص۷ ح۸ كلاهما عن الفجيع العقيلي ؛ الفصول المهمّة : ص۱۳۳ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۶ ، المعجم الكبير : ج۱ ص۱۰۱ ح۱۶۸ ، المناقب للخوارزمي : ص۳۸۴ ح۴۰۱ كلاهما عن إسماعيل بن راشد نحوه ، مقتل أمير المؤمنين : ص۴۸ ح۳۲ عن أبي عبد الرحمن السلمي نحوه وفيه من «اُوصيك أي بنيَّ بتقوى اللّه . . .» وراجع الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۶۸ والفتوح : ج۳ ص۲۸۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165269
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي