293
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

رِجلي أن أنصَرِفَ حَتّى أرى أميرَ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . قالَ : فَتَلَبَّثَ ، فَدَخَلَ ، ولَم يَلبَث أن خَرَجَ فَقالَ لي : اُدخُل ، فَدَخَلتُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَإِذا هُوَ مُستَنِدٌ ، مَعصوبُ الرَّأسِ بِعِمامَةٍ صَفراءَ ، قَد نُزِفَ واصفَرَّ وَجهُهُ ، ما أدري وَجهُهُ أصفَرُ أمِ العِمامَةُ ، فَأَكبَبتُ عَلَيهِ فَقَبَّلتُهُ وبَكَيتُ ، فَقالَ لي : لا تَبكِ يا أصبَغُ ؛ فَإِنَّها وَاللّهِ الجَنَّةُ ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي أعلَمُ وَاللّهِ أنَّكَ تَصيرُ إلَى الجَنَّةِ ، وإنَّما أبكي لِفِقداني إيّاكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ۱ .

۲۹۷۲.بحار الأنوار عن محمّد ابن الحنفيّة :بِتنا لَيلَةَ عِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ مَعَ أبي وقَد نَزَلَ السَّمُّ إلى قَدَمَيهِ ، وكانَ يُصَلّي تِلكَ اللَّيلَةَ مِن جُلوسٍ ، ولَم يَزَل يوصينا بِوَصاياهُ ويُعَزّينا عَن نَفسِهِ ويُخبِرُنا بِأَمرِهِ وتِبيانِهِ إلى حينِ طُلوعِ الفَجرِ ، فَلَمّا أصبَحَ استَأذَنَ النّاسُ عَلَيهِ ، فَأَذِنَ لَهُم بِالدُّخولِ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ وأقبَلوا يُسَلِّمونَ عَلَيهِ ، وهُوَ يَرُدُّ عَلَيهِمُ السَّلامَ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ اِسأَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، وخَفِّفوا سُؤالَكُم لِمُصيبَةِ إمامِكُم ، قالَ : فَبَكَى النّاسُ عِندَ ذلِكَ بُكاءً شَديداً ، وأشفَقوا أن يَسأَلوهُ تَخفيفاً عَنهُ ، فَقامَ إلَيهِ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ الطّائِيُّ وقالَ :

فَيا أسفى عَلَى المَولَى التَّقِيِّ
أبو۲الأَطهارِ حَيدَرَةُ الزَّكِيِّ

قَتلَهُ كافِرٌ حَنِثٌ زَنيمٌ
لَعينٌ فاسِقٌ نَغِلٌ شَقِيِّ

فَيَلَعَنُ رَبُّنا مَن حادَ عَنكُم
ويبَرَأ مِنكُمُ لَعناً وَبِيِّ

لِأَنَّكُمُ بِيَومِ الحَشرِ ذُخري
وأنتُم عِترَةُ الهادِي النَّبِيِّ

فَلَمّا بَصِرَ بِهِ وسَمِعَ شِعرَهُ قالَ لَهُ : كَيفَ لي بِكَ إذا دُعيتَ إلَى البَراءَةِ مِنّي ، فَما عَساكَ أن تَقولَ ؟ فَقالَ : وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَو قُطِّعتُ بِالسَّيفِ إرباً إرباً ، واُضرِمَ لِى

1.الأمالي للمفيد : ص۳۵۱ ح۳ ، الأمالي للطوسي : ص۱۲۳ ح۱۹۱ .

2.كذا ، والصحيح : «أبي» ، وأيضاً البيت الثاني سقيم الوزن .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
292

ويَزيدُ بنُ قَيسٍ ، وهَيّاجُ بنُ أبي هَيّاجٍ ، وكَتَبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ بِيَدِهِ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن جُمادَى الاُولى سَنَةَ سَبعٍ وثَلاثينَ ۱
.

۲۹۶۹.الإمام عليّ عليه السلام :قاتِلوا أهلَ الشّامِ مَعَ كُلِّ إمامٍ بَعدي ۲ .

5 / 5

عِيادَةُ الإِمامِ

۲۹۷۰.اُسد الغابة عن عمرو ذي مرّ :لَمّا اُصيبَ عَلِيٌّ بِالضَّربَةِ دَخَلتُ عَلَيهِ وقَد عَصبَ رَأسَهُ . قالَ : قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أرِني ضَربَتَكَ ، قالَ : فَحَلَّها ، فَقُلتُ : خَدشٌ ولَيسَ بِشَيءٍ ، قالَ : إنّي مُفارِقُكُم ، فَبَكَت اُمُّ كُلثومٍ مِن وَراءِ الحِجابِ ، فَقالَ لَها : اُسكُتي ! فَلو تَرَينَ ما أرى لَما بَكيتِ ، قالَ : فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ماذا تَرى ؟ قالَ : هذِهِ المَلائِكَةُ وُفودٌ وَالنَّبِيّونَ ، وهذا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يا عَلِيُّ ، أبشِر ، فَما تَصيرُ إلَيهِ خَيرٌ مِمّا أنتَ فيهِ ۳ .

۲۹۷۱.الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة :لَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجِمٍ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام غَدَونا عَلَيهِ نَفَرٌ مِن أصحابِنا ، أنَا وَالحارِثُ وسُوَيدُ بنُ غَفَلَةَ وجَماعةٌ مَعَنا ، فَقَعَدنا عَلَى البابِ فَسَمِعنَا البُكاءَ فَبَكَينا ، فَخَرَجَ إلَينَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام فَقالَ : يَقولُ لَكُم أميرُ المُؤمِنينَ : اِنصَرِفوا إلى مَنازِلِكُم .
فَانصَرَفَ القَومُ غَيري ، وَاشتَدَّ البُكاءُ مِن مَنزِلِهِ فَبَكَيتُ فَخَرَجَ الحَسَنُ عليه السلام فَقالَ : أ لَم أقُل لَكُمُ انصَرِفوا . فَقُلتُ : لا وَاللّهِ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما تُتابِعُني نَفسي ، ولا تَحمِلُنى
¨

1.الكافي : ج۷ ص۵۰ ح۷ عن عبد الرحمن بن الحجّاج .

2.الغارات : ج۲ ص۵۸۰ عن ميسرة ، بحار الأنوار : ج۱۰۰ ص۴۲ ح۵۲ .

3.اُسد الغابة : ج۴ ص۱۱۴ الرقم ۳۷۸۹ ؛ شرح الأخبار : ج۲ ص۴۳۴ ح۷۸۹ عن عمر بن زمر وراجع الخرائج والجرائح : ج۱ ص۱۷۸ ح۱۱ وعيون المعجزات : ص۴۹ وبحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۲۳ ح۳۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165147
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي