297
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

ثُمَّ قالَ : «لِمِثْلِ هَـذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَـمِلُونَ»۱«إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّ الَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ»۲ وعَرِقَ جَبينُهُ وهُوَ يَذكُرُ اللّهَ كَثيراً ، وما زالَ يَذكُرُ اللّهَ كَثيراً ويَتَشَهَّدُ الشَّهادَتَينِ .
ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ وغَمَّضَ عَينَيهِ ومَدَّ رِجلَيهِ ويَدَيهِ وقالَ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، ثُمَّ قَضى نَحبَهُ عليه السلام .
و كانَت وَفاتُهُ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وكانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ سَنَةَ أربَعينَ مِنَ الهِجرَةِ ۳ .

5 / 8

بُكاءُ الأَرضِ

۲۹۷۹.المستدرك على الصحيحين عن أسماء الأنصاريّة :ما رُفِع حَجَرٌ بِإيلِياءَ ۴ لَيلَةَ قَتلِ عَلِيٍّ إلّا ووُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ ۵ .

۲۹۸۰.المستدرك على الصحيحين عن ابن شهاب :قَدِمتُ دِمَشقَ وأنَا اُريدُ الغَزوَ ، فَأَتَيتُ عَبدَ المَلِكِ لِاُسَلِّمَ عَلَيهِ ، فَوَجَدتُهُ في قُبَّةٍ عَلى فَرشٍ بِقُربِ القائِمِ وتَحتَهُ سِماطانِ ، فَسَلَّمتُ ثُمَّ جَلَستُ ، فَقالَ لي : يَابنَ شَهابٍ ، أ تَعلَمُ ما كانَ في بَيتِ المَقدِسِ صَباحَ قَتلِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَقالَ : هَلُمَّ ، فَقُمتُ مِن وَراءِ النّاسِ حَتّى أتَيتُ خَلفَ القُبَّةِ ، فَحَوَّلَ إلَيَّ وَجهَهُ فَأَحنا عَلَيَّ فَقالَ ما كانَ ؟ فَقُلتُ لَم يُرفَع حَجَرٌ مِن بَيتِ المَقدِسِ إلا

1.الصافّات : ۶۱ .

2.النحل : ۱۲۸ .

3.بحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۹۰ـ۲۹۳ .

4.إِيْليَاء : اسم مدينة بيت المقدس ، ومعناه بيت اللّه (معجم البلدان : ج۱ ص۲۹۳) .

5.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۵۵ ح۴۶۹۴ ، فرائد السمطين : ج۱ ص۳۸۹ ح۳۲۶ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۴۶ عن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام وعن سعيد بن المسيّب نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
296

المَأكولَ وَالمَشروبَ فَأَبى أن يَشرَبَ فَنَظَرنا إلى شَفَتَيهِ وهُما يَختَلِجانِ بِذِكرِ اللّهِ تَعالى ، وجَعَلَ جَبينُهُ يَرشَحُ عَرَقاً وهُوَ يَمسَحُهُ بِيَدِهِ ، قُلتُ : يا أبَتِ أراكَ تَمسَحُ جَبينَكَ فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنّي سَمِعتُ جَدَّكَ ۱ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ المُؤمِنَ إذا نَزَلَ بِهِ المَوتُ ودَنَت وَفاتُهُ عَرِقَ جَبينُهُ وصارَ كَاللُّؤلُؤِ الرَّطبِ وسَكَنَ أنينُهُ ، ثُمَّ قالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ويا عَونُ ، ثُمَّ نادى أولادَهُ كُلَّهُم بِأَسمائِهِم صَغيراً وكَبيراً واحِداً بَعدَ واحِدٍ ، وجَعَلَ يُوَدِّعُهُم ويَقولُ : اللّهُ خَليفَتي عَلَيكُم ، أستَودِعُكُمُ اللّهَ وهُم يَبكونَ ، فَقالَ لَهُ الحَسَنُ عليه السلام : يا أبَه ، ما دَعاكَ إلى هذا ؟ فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ إنّي رَأَيتُ جَدَّكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَنامي قَبلَ هذِهِ الكائِنَةِ بِلَيلَةٍ ، فَشَكَوتُ إلَيهِ ما أنَا فيهِ مِنَ التَّذَلُّلِ وَالأَذى مِن هذِهِ الاُمَّةِ ، فَقالَ لي : اُدعُ عَلَيهِم ، فَقُلتُ : اللّهُمَّ أبدِلهُم بي شَرّاً مِنّي وأبدِلني بِهِم خَيراً مِنهُم ، فَقالَ لي : قَدِ استَجابَ اللّهُ دُعاكَ ، سَيَنقُلُكَ إلَينا بَعدَ ثَلاثٍ ، وقَد مَضَتِ الثَّلاثُ ، يا أبا مُحَمَّدٍ اُوصيكَ ـ ويا أبا عَبدِ اللّهِ ـ خَيراً ، فَأَنتُما مِنّي وأنَا مِنكُما . . .
ثُمَّ قالَ : يا أبا مُحَمَّدٍ ويا أبا عَبدِ اللّهِ كَأَنّي بِكُما وقَد خَرَجَت عَلَيكُما مِن بَعدي الفِتَنُ مِن ههُنا ، فَاصبِرا حَتّى يَحكُمَ اللّهُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ .
ثُمَّ قالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ أنتَ شَهيدُ هذِهِ الاُمَّةِ ؛ فَعَلَيكَ بِتَقوَى اللّهِ وَالصَّبرِ عَلى بَلائِهِ ، ثُمَّ اُغمِيَ عَلَيهِ ساعَةً ، وأفاقَ وقالَ : هذا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَمّي حَمزَةُ وأخي جَعفَرُ وأصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وكُلُّهُم يَقولونَ : عَجِّل قُدومَكَ عَلَينا فَإِنّا إلَيكَ مُشتاقونَ ، ثُمَّ أدارَ عَينَيهِ في أهلِ بَيتِهِ كُلِّهِم وقالَ : أستَودِعُكُم اللّهُ جَميعاً سَدَّدَكُمُ اللّهُ جَميعاً حَفِظَكُمُ اللّهُ جَميعاً ، خَليفَتي عَلَيكُمُ اللّهُ وكَفى بِاللّهِ خَليفَةً .
ثُمَّ قالَ : وعَلَيكُمُ السَّلامُ يا رُسُلَ رَبّي .

1.كذا في المصدر .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165186
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي