31
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

فَخَرَجَ إلَيهِ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ ، فَلَمّا خالَطَهُ السَّيفُ قالَ : حَبَّذَا الرَّوحَةُ إلَى الجَنَّةِ !
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنِ وَهَبٍ : ما أدري أإلَى الجَنَّةِ أم إلَى النّارِ ؟
فَقالَ رَجُلٌ مِن بَني سَعدٍ : إنَّما حَضَرتُ اغتِرارا بِهذا ، وأراهُ قَد شَكَّ ! ! فَانخَزَلَ بِجَماعَةٍ مِن أصحابِهِ ، ومالَ ألفٌ إلى ناحِيَةِ أبي أيّوبَ الأَنصارِيِّ ۱ .

۲۷۲۲.مروج الذهب :حَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ عَلى أصحابِ عَلِيٍّ ، فَجَرَحَ فيهِم ، وجَعَلَ يَغشى كُلَّ ناحِيَةٍ ، ويَقولُ :

أضرِبُهُم ولَو أرى عَلِيّا
ألبَستُهُ أبيَضَ مَشرَفِيّا

فَخَرَجَ إلَيهِ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، وهُوَ يَقولُ :

يا أيُّهذَا المُبتَغي عَلِيّا
إنّي أراكَ جاهِلاً شَقِيّا

قَد كُنتَ عَن كِفاحِهِ غَنِيّا
هَلُمَّ فَابرُز ها هُنا إلَيّا

وحَمَلَ عَلَيهِ عَلِيٌّ ، فَقَتَلَهُ .
ثُمَّ خَرَجَ مِنهُم آخَرُ ، فَحَمَلَ عَلَى النّاسِ ، فَفَتَكَ فيهِم ، وجَعَلَ يَكُرُّ عَلَيهِم ، وهُوَ يَقولُ :

أضرِبُهُم ولَو أرى أبا حَسَن
ألبَستُهُ بِصارِمي ثَوبَ غَبَن

فَخَرَجَ إلَيهِ عَلِيٌّ وهُوَ يَقولُ :

يا أيُّهذَا المُبتَغي أبا حَسَن
إليكَ فَانظُر أيُّنا يَلقَى الغَبَن

وحَمَلَ عَلَيهِ عَلِيٌّ وشَكَّهُ بِالرَّمحِ ، وتَرَكَ الرَّمحَ فيهِ ، فَانصَرَفَ عَلِيٌّ وهُوَ يَقولُ : لَقَد رَأَيتَ أبا حَسَنٍ فَرَأَيتَ ما تَكرَهُ ۲ .

1.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۰۵ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۲ وراجع شرح الأخبار : ج۲ ص۵۵ ح۴۱۶ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۶ وراجع بحار الأنوار : ج۳۴ ص۴۵۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
30

فَكَرَّرُوا القَولَ عَلَيهِ ثَلاثا وهُوَ يَأمُرُهُم بِالكَفِّ ، حَتّى اُتِيَ بِرَجُلٍ قَتيلٍ مُتَشَحِّطٍ بِدَمِهِ .
فَقالَ عَلِيٌّ : اللّهُ أكبَرُ ، الآنَ حَلَّ قِتالُهُمُ ، احمِلوا عَلَى القَومِ ۱ .

۲۷۲۰.شرح نهج البلاغة عن أبي عبيدةـ فِي الخَوارِجِ ـ: اِستَنطَقَهُم عَلِيٌّ عليه السلام بِقَتلِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابٍ ، فَأَقَرّوا بِهِ .
فَقالَ : انفَرِدوا كَتائِبَ لاِسمَعَ قَولَكُم كَتيبَةً كَتيبَةً .
فَتَكَتَّبوا كَتائِبَ ، وأقَرَّت كُلُّ كَتيبَةٍ بِمِثلِ ما أقَرَّت بِهِ الاُخرى مِن قَتلِ ابنِ خَبّابٍ ، وقالوا : ولَنَقتُلَنَّكَ كَما قَتَلناهُ !
فَقالَ عَلِيٌّ : وَاللّهِ ، لَو أقَرَّ أهلُ الدُّنيا كُلُّهُم بِقَتلِهِ هكَذا وأنَا أقدِرُ عَلى قَتلِهِم بِهِ لَقَتَلتُهُم . ثُمَّ التَفَتَ إلى أصحابِهِ فَقالَ لَهُم : شُدّوا عَلَيهِم ، فَأَنَا أوَّلُ مَن يَشُدُّ عَلَيهِم ۲ .

7 / 3

قِتالُ الإِمامِ بِنَفسِهِ

۲۷۲۱.الكامل للمبرّد :خَرَجَ مِنهُم رَجُلٌ بَعدَ أن قالَ عَلِيٌّ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ :
اِرجِعوا وَادفَعوا إلَينا قاتِلَ عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابٍ .
فَقالُوا : كُلُّنا قَتَلَهُ وشَرِكَ في دَمِهِ ! ثُمَّ حَمَلَ مِنهُم رَجُلٌ عَلى صَفِّ عَلِيٍّ ـ وقَد قالَ عَلِيٌّ : لا تَبدَؤوهُم بِقِتالٍ ـ فَقَتَلَ مِن أصحابِ عَلِيٍّ ثَلاثَةً وهُو يَقولُ :

أقتُلُهُم ولا أرى عَلِيّا
ولَو بَدا أوجَرتُهُ الخَطِّيّا

1.مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۶ .

2.شرح نهج البلاغة: ج۲ ص۲۸۲ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۵۵ ح۵۸۷ ، مستدرك الوسائل: ج۱۸ ص۲۱۳ ح۲۲۵۳۴ ، نفس الرحمن في فضائل سلمان : ص۶۲ وفيهما إلى «لقتلتهم» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203864
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي