321
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

فَلَمّا كانَ بَعدُ ذَهَبتُ إلَى المَوضِعِ فَتَوَهَّمتُ مَوضِعا مِنهُ ، ثُمَّ أتَيتُهُ فَأَخبَرتُهُ فَقالَ لي : أصَبتَ رَحِمَكَ اللّهُ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ ۱ .

۳۰۳۱.الكافي عن عبد اللّه بن سنان :أتاني عُمَرُ بنُ يَزيدَ فَقالَ لي : إركَب ، فَرَكِبتُ مَعَهُ ، فَمَضَينا حَتّى أتَينا مَنزِلَ حَفصٍ الكُناسِيِّ ، فَاستَخرَجتُهُ فَرَكِبَ مَعَنا ، ثُمَّ مَضَينا حَتّى أتَينا الغَرِيَّ فَانتَهَينا إلى قَبرٍ ، فَقالَ : إنزِلوا هذا قَبرُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقُلنا مِن أينَ عَلِمتَ ؟ فَقالَ : أتَيتُهُ مَعَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام حَيثُ كانَ بِالحيرَةِ غَيرَ مَرَّةٍ ، وخَبَّرَني أنَّهُ قَبرُهُ ۲ .

۳۰۳۲.الإرشاد :تَوَلّى غُسلَهُ وتَكفينَهُ ابناهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام بِأَمرِهِ ، وحَمَلاهُ إلَى الغَرِيِّ مِن نَجَفٍ الكوفَةَ ، فَدَفَناهُ هُناكَ وعَفَيا مَوضِعَ قَبرِهِ بِوَصِيَّةٍ كانَت مِنهُ إلَيهِما في ذلِكَ ؛ لِما كانَ يُعلِمُهُ عليه السلام مِن دَولَةِ بَني اُمَيَّةَ مِن بَعدِهِ ، وَاعتِقادِهِم في عَداوَتِهِ ، وما يَنتَهونَ إلَيهِ بِسوءِ النِّيّاتِ فيهِ مِن قَبيحِ الفِعالِ وَالمَقالِ بِما تَمَكَّنوا مِن ذلِكَ ، فَلَم يَزَل قَبرُهُ عليه السلام مخُفىً حَتّى دَلَّ عَلَيهِ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليهماالسلامفِي الدَّولَةِ العَبّاسِيَّةِ ، وزارَهُ عِندَ وُرودِهِ إلى أبي جَعفَرٍ [المَنصورِ] ـ وهُوَ بِالحيرَةِ ـ فَعَرَفَتهُ الشّيعَةُ وَاستَأنَفوا إذ ذاكَ زِيارَتَهُ عَلَيهِ السَّلامُ وعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطّاهِرينَ ، وكانَ سِنُّهُ عليه السلام يَومَ وَفاتِهِ ثَلاثا وسِتّينَ سَنَةً ۳ .

۳۰۳۳.الإرشاد عن عبد اللّه بن حازم :خَرَجنا يَوما مَعَ الرَّشيدِ مِنَ الكوفَةِ نَتَصَيَّدُ ، فَصِرنا إلى ناحِيَةِ الغَرِيَّينِ وَالثَّوِيَّةِ ۴ ، فَرَأَينا ظِباءً فَأَرسَلنا عَلَيهَا الصُّقورَةَ وَالكِلابَ ، فَجاوَلَتها ساعَةً ثُمَّ لَجَأَتِ الظِّباءُ إلى أكَمَةٍ ۵ فَسَقَطَت عَلَيها فَسَقَطَتِ الصُّقورَةُ ناحِيَةً ورَجَعتِ الكِلابُ ، فَعَجِبَ الرَّشيدُ مِن ذلِكَ ، ثُمَّ إنَّ الظِّباءَ هَبَطَت مِنَ الأَكَمَةِ فَهَطبت الصُّقورَةُ وَالكِلابُ ،

1.الكافي : ج۱ ص۴۵۶ ح۵ ، كامل الزيارات : ص۸۱ ح۷۷ ، فرحة الغري : ص۶۲ وفيه «خزاعة» بدل «جذاعة» .

2.الكافي : ج۱ ص۴۵۶ ح۶ ، كامل الزيارات : ص۸۲ ح۷۹ ، فرحة الغري : ص۶۳ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۰ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۱۲ نحوه إلى «بالحيرة» .

4.الثَّوِيّة : موضع قريب من الكوفة ، وقيل بالكوفة (معجم البلدان : ج۲ ص۸۷) .

5.الأكَمة : الرابِيَة ؛ وهي ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج۱ ص۵۹ وج۲ ص۱۹۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
320

إلَى القائِمِ وجِدَّ الطَّريقَ إلى الغَرِيِّ .
قالَ صَفوانُ : فَلَمّا صِرنا إلى قائِمِ الغَرِيِّ أخرَجَ رِشاءً ۱ مَعَهُ دَقيقا قَد عُمِلَ مِنَ الكِنبارِ ۲ ، ثُمَّ تَبَعَّدَ مِنَ القائِمِ مَغرِبا خُطىً كَثيرَةً ، ثُمَّ مَدَّ ذلِكَ الرِّشاءَ حَتَّى انتَهى إلى آخِرِهِ فَوَقَفَ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلَى الأَرضِ فَأَخرَجَ مِنها كَفّا مِن تُرابٍ فَشَمَّهُ مَلِيّا ، ثُمَّ أقبَلَ يَمشي حَتّى وَقَفَ عَلى مَوضِعِ القَبرِ الآنَ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ المُبارَكَةِ إلَى التُّربَةِ ، فَقَبَضَ مِنها قَبضَةً ، ثُمَّ شَهِقَ شَهقَةً حَتّى ظَنَنتُ أنَّهُ فارَقَ الدُّنيا ، فَلَمّا أفاقَ قالَ: هاهُنا وَاللّهِ مَشهَدُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ خَطَّ تَخطيطا ، فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما مَنَعَ الأَبرارَ مِن أهلِ بَيتِهِ مِن إظهارِ مَشهَدِهِ ؟ قالَ : حَذَرا مِن بَني مَروانَ وَالخَوارِجِ أن تَحتالَ في أذاهُ ۳ .

۳۰۳۰.الكافي عن صفوان الجمّال :كُنتُ أنَا وعامِرٌ وعَبدُ اللّهِ بنُ جُذاعَةَ الأَزدِيُّ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ : فَقالَ لَهُ عامِرٌ : جُعِلتُ فِداكَ إنَّ النّاسَ يَزعُمونَ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام دُفِنَ بِالرُّحبَةِ ۴ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَأَينَ دُفِنَ ؟ قالَ : إنَّهُ لَمّا ماتَ احتَمَلَهُ الحَسَنُ عليه السلام فَأَتى بِهِ ظَهرَ الكوفَةِ قَريبا مِنَ النَّجَفِ يَسرَةً عَنِ الغَرِيِّ يَمنَةً عَنِ الحيرَةِ ، فَدَفَنَهُ بَينَ ذَكَواتٍ ۵ بيضٍ .

1.الرِّشاء : الحبل (لسان العرب : ج۱۴ ص۳۲۲) .

2.الكِنبار : حَبْلُ النارَجِيلِ ، وهو نخيل الهند تُتّخذ من ليفه حبال للسفن (لسان العرب : ج۵ ص۱۵۳) .

3.فرحة الغري : ص۹۲ ، بحار الأنوار : ج۱۰۰ ص۲۳۵ ح۱ .

4.رَحَبَةُ المكان ـ كالمسجد والدار ـ : ساحته ومتّسعه ، والرحبةُ : محلّة بالكوفة (تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸) .

5.في المصدر : «زكوات» ، والصحيح ما أثبتناه كما في نسخة مرآة العقول . قال المجلسي قدس سره : كذا في أكثر نسخ الحديث ، ولعلّه أراد التلال الصغيرة التي كانت محيطة بقبره صلوات اللّه عليه ، شبّهها ـ لضيائها وتوقّدها عند شروق الشمس عليها ، لاشتمالها على الوصيات البيض والدراري ـ بالجمرة الملتهبة ، إذ الذكوة هي الجمرة الملتهبة كما ذكره اللغويّون (مرآة العقول : ج۵ ص۳۰۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165287
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي