وكانَ عَلِيٌّ قَد وَجَّهَ الحلوَ بنَ عَوفٍ الأَزدِيَّ عامِلاً عَلى عُمانَ ، فَوَثَبَت بِهِ بَنو ناجِيَةَ فَقَتَلوهُ ، وَارتَدّوا عَنِ الإِسلامِ ، فَوَجَّهَ عَلِيٌّ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ الرِّياحِيَّ إلَى البَلَدِ [عُمانَ] ، فَقَتَلَ الخِرّيتَ بنَ راشِدٍ وأصحابُهُ ، وسَبى بَني ناجِيَةَ ۱ .
۲۷۴۵.الغارات :شَهِدَ الخِرّيتُ بنُ راشِدٍ النّاجِيُّ وأصحابُهُ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام صِفّينَ ، فَجاءَ الخِرّيتُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام في ثَلاثينَ راكِبا مِن أصحابِهِ ، يَمشي بَينَهُم حَتّى قامَ بَينَ يَدَي عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : وَاللّهِ لا اُطيعُ أمرَكَ ، ولا اُصَلّي خَلفَكَ ، وإنّي غَدا لَمُفارِقٌ لَكَ . قالَ : وذاكَ بَعدَ وَقعَةِ صِفّينَ ، وبَعدَ تَحكيمِ الحَكَمَينِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ! إذَن تَنقُضُ عَهدَكَ ، وتَعصي رَبَّكَ ، ولا تَضُرُّ إلّا نفسَكَ ! أخبِرني لِمَ تَفعَلُ ذلِكَ ؟ قالَ : لِأَنَّكَ حَكَّمتَ فِي الكِتابِ ، وضَعُفتَ عَنِ الحَقِّ إذ جَدَّ الجِدُّ ، ورَكَنتَ إلَى القَومِ الَّذينَ ظَلَموا أنفُسَهُم ، فَأَنَا عَلَيكَ رادٌّ ، وعَلَيهِم ناقِمٌ ، ولَكُم جَميعا مُبايِنٌ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : وَيحَكَ ! هَلُمَّ إلَيَّ اُدارِسكَ الكِتابَ ، واُناظِركَ فِي السُّنَنِ ، واُفاتِحكَ اُمورا مِنَ الحَقِّ أنَا أعلَمُ بِها مِنكَ ، فَلَعَلَّكَ تَعرِفُ ما أنتَ لَهُ الآنَ مُنكِرٌ ، وتَستَبصِرٌ ما أنتَ بِهِ الآنَ عَنهُ عَمٍ وبِهِ جاهِلٌ .
فَقالَ الخِرّيتُ : فَإِنّي عائِدٌ عَلَيكَ غَدا ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : اُغدُ ولا يَستَهوِيَنَّكَ الشَّيطانُ ، ولا يَتَقَحَّمَنَّ بِكَ رَأيُ السَّوءِ ، ولا يَستَخفِنَّكَ الجُهَلاءُ الَّذينَ لا يَعلَمونَ ، فَوَاللّهِ لَئِنِ استَرشَدتَني وَاستَنصَحتَني وقَبِلتَ مِنّي لَأَهدِيَنَّكَ سَبيلَ الرَّشادِ ، فَخَرَجَ الخِرّيتُ مِن عِندِهِ مُنصَرِفا إلى أهلِهِ .
قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ قُعَينٍ : فَعَجِلتُ في أثَرِهِ مُسرِعا ، وكانَ لي مِن بَني عَمِّهِ صَديقٌ ،