سَبعينَ رَجُلاً مِن بَني ناجِيَةَ ومَن مَعَهُم مِنَ العَرَبِ ، وقَتَلوا نَحوا مِن ثَلاثِمِئَةٍ مِنَ العُلوجِ ۱ وَالأَكرادِ ، وَانهَزَمَ الخِرّيتُ بنُ راشِدٍ فَلَحِقَ بِأَسيافِ البَحرِ ، وبِها جَماعَةٌ كَثيرَةٌ مِن قَومِهِ ، فَما زالَ يَسيرُ فيهِم ويَدعوهُم إلى خِلافِ عَلِيٍّ ، ويُخبِرُهُم أنَّ الهُدى في حَربِهِ حَتَّى اتَّبَعَهُ مِنهُم ناسٌ كَثيرٌ . . .
فَكَتَبَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى مَعقِلٍ يُثني عَلَيهِ وعَلى مَن مَعَهُ ويَأمُرُهُ بِاتِّباعِهِ وقَتلِهِ أو نَفيِهِ . . . فَلَمَّا انتَهى مَعقِلٌ إلَيهِ نَصَبَ رايَةَ أمانٍ وقالَ : مَن أتاها مِنَ النّاسِ فَهُو آمِنٌ إلَا الخِرّيتَ وأصحابَهُ الَّذينَ حارَبونا أوَّلَ مَرَّةٍ . فَتَفَرَّقَ عَنِ الخِرّيتِ جُلُّ مَن كانَ مَعَهُ مِن غَيرِ قَومِهِ . . . ثُمَّ حَمَلَ مَعقِلٌ وجَميعُ مَن مَعَهُ فَقاتَلوا قِتالاً شَديدا وصَبَروا لَهُ ، ثُمَّ إنَّ النُّعمانَ بنَ صُهبانَ الرّاسِبِيَّ بَصُرَ بِالخِرّيتِ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ فَطَعَنَهُ فَصُرِعَ عَن دابَّتِهِ ، ثُمَّ اختَلَفا ضَربَتَينِ فَقَتَلَهُ النُّعمانُ وقُتِلَ مَعَهُ فِي المَعرَكَةِ سَبعونَ ومِئَةُ رَجُلٍ ، وذَهَبَ الباقونَ يَمينا وشِمالاً ۲ .