رَأيُهُ فِي المَسيرِ ۱ .
۲۷۴۹.الغارات عن طارق بن شهاب :إنَّ عَلِيّا عليه السلام انصَرَفَ مِن حَربِ النَّهرَوانِ حَتّى إذا كانَ في بَعضِ الطَّريقِ نادى فِي النّاسِ فَاجتَمَعوا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ورَغَّبَهُم فِي الجِهادِ ، ودَعاهُم إلَى المَسيرِ إلَى الشّامِ مِن وَجهِهِ ذلِكَ ، فَأَبَوا وشَكَوُا البَردَ وَالجِراحاتِ ، وكانَ أهلُ النَّهرَوانِ قَد أكثَرُوا الجِراحاتِ فِي النّاسِ .
فَقالَ : إنَّ عَدُوَّكُم يَألَمونَ كَما تَألَمونَ ، ويَجِدونَ البَردَ كَما تَجِدونَ .
فَأعيَوهُ وأبَوا ، فَلَمّا رَأى كَراهِيَتَهُم رَجَعَ إلَى الكوفَةِ وأقامَ بِها أيّاما ، وتَفَرَّقَ عَنهُ ناسٌ كَثيرٌ مِن أصحابِهِ ؛ فَمِنهُم مَن أقامَ يَرى رَأيَ الخَوارِجِ ، ومِنهُم مَن أقامَ شاكّا في أمرِهِ ۲ .
۲۷۵۰.تاريخ الطبري عن زيد بن وهب :إنَّ عَلِيّا قالَ لِلنّاسِ ـ وهُوَ أوَّلُ كَلامٍ قالَهُ لَهُم بَعدَ النَّهرِ ـ :
أيُّهَا النّاسُ ، استَعِدّوا إلى عَدُوٍّ في جِهادِهِ القُربَةُ إلَى اللّهِ ، ودَركُ الوَسيلَةِ عِندَهُ . حَيارى فِي الحَقِّ ، جُفاةٍ عَنِ الكِتابِ ، نُكبٍ ۳ عَنِ الدّينِ ، يَعمَهونَ فِي الطُّغيانِ ، ويُعكَسونَ في غَمرَةِ الضَّلالِ ، فَ «أَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ»۴ وتَوَكَّلوا عَلَى اللّهِ ، وكَفى بِاللّهِ وَكيلاً ، وكفى بِاللّهِ نَصيرا .
قالَ : فَلا هُم نَفَروا ولا تَيَسَّروا ، فَتَرَكَهُم أيّاما حَتّى إذا أيِسَ مِن أن يَفعَلوا ، دَعا رُؤَساءَهُم ووُجوهَهُم فَسَأَلَهُم عَن رَأيِهِم ومَا الَّذي يُنظِرُهُم ۵ ؟ فَمِنهُم المُعتَلُّ ، ومِنهُم
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۸ ، مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۸ وفيه إلى «النُّخَيلة» ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۷۰ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۹۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۰۷ عن عيسى بن دآب وكلّها نحوه .
2.الغارات : ج۱ ص۲۸ .
3.نَكَب عن الشيء : عَدَل (لسان العرب : ج۱ ص۷۷۰) .
4.الأنفال : ۶۰ .
5.من الإنظار : التأخير والإمهال (النهاية : ج۵ ص۷۸) .