563
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

أصحابُ ذِي الثُدَيَّةِ ، وهُم يَمرُقونَ مِنَ الدّينِ كَما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَاقتُلهُم ؛ فَإِنَّ في قَتلِهِم فَرَجا لِأَهلِ الأَرضِ ، وعَذابا مُعَجَّلاً عَلَيهِم ، وذُخرا لَكَ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ يَومَ القِيامَةِ .
وأمَّا العِشرونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لي : مَثَلُكَ في اُمَّتي مَثَلُ بابِ حِطَّةٍ في بَني إسرائيلَ ؛ فَمَن دَخَلَ في وِلايَتِكَ فَقَد دَخَلَ البابَ كَما أمَرَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها ، ولَن تُدخَلَ المَدينَةُ إلّا مِن بابِها . ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، إنَّكَ سَتَرعى ذِمَّتي ، وتُقاتِلُ عَلى سُنَّتي ، وتُخالِفُكَ اُمَّتي .
وأمَّا الثّانِيَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَلَقَ ابنَيَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ مِن نورٍ ألقاهُ إلَيكَ وإلى فاطِمَةَ ، وهُما يَهتَزّانِ كَما يَهتَزُّ القُرطانِ إذا كانا فِي الاُذُنَينِ ، ونورُهُما مُتَضاعِفٌ عَلى نورِ الشُّهَداءِ سَبعينَ ألفَ ضِعفٍ . يا عَلِيُّ ، إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد وَعَدَني أن يُكرِمَهُما كَرامَةً لا يُكرِمُ بِها أحَدا ما خَلَا النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالعِشرونُ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أعطاني خاتَمَهُ ـ في حَياتِهِ ـ ودِرعَهُ ومِنطَقَتَهُ وقَلَّدَني سَيفَهُ وأصحابُهُ كُلُّهُم حُضورٌ ، وعَمِّيَ العَبّاسُ حاضِرٌ ، فَخَصَّنِيَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنهُ بِذلِكَ دونَهُم .
وأمَّا الرّابِعَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أنزَلَ عَلى رَسولِهِ : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَـجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً»۱ ، فَكانَ لي دينارٌ ، فَبِعتُهُ عَشَرَةَ دَراهِمَ ، فَكُنتُ إذا ناجَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أصَّدَّقُ قَبلَ ذلِكَ بِدِرهَمٍ ، ووَاللّهِ ما فَعَلَ هذا

1.المجادلة : ۱۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
562

غَيرُكَ ، ولا يُواري عَورَتي غَيرُكَ ؛ فَإِنَّهُ إن رَأى أحَدٌ عَورَتي غَيرُكَ تَفَقَّأَت عَيناهُ . فَقُلتُ لَهُ : كَيفَ لي بِتَقليبِكَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ فَقالَ : إنَّكَ سَتُعانُ ، فَوَاللّهِ ما أرَدتُ أن اُقَلِّبَ عُضوا مِن أعضائِهِ إلّا قُلِّبَ لي .
وأمَّا السّادِسَةَ عَشرَةَ : فَإِنّي أرَدتُ أن اُجَرِّدَهُ ، فَنوديتُ : يا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ ، لا تُجَرِّدهُ فَغَسِّلهُ وَالقَميصُ عَلَيهِ ، فَلا وَاللّهِ الَّذي أكرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ وخَصَّهُ بِالرِّسالَةِ ما رَأَيتُ لَهُ عَورَةً ، خَصَّنِيَ اللّهُ بِذلِكَ مِن بَينِ أصحابِهِ .
وأمَّا السّابِعَةَ عَشرَةَ : فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ زَوَّجَني فاطِمَةَ ، وقَد كانَ خَطَبَها أبو بَكرٍ وعُمَرُ ، فَزَوَّجَنِيَ اللّهُ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتِهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هَنيئا لَكَ يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ زَوَّجَكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ ، وهِيَ بَضعَةٌ مِنّي . فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أوَلَستُ مِنكَ ؟ فَقالَ : بَلى ، يا عَلِيُّ وأنتَ مِنّي وأنَا مِنكَ كَيَميني مِن شِمالي ، لا أستَغني عَنكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
وأمَّا الثّامِنَةَ عَشرَةَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قال لي : يا عَلِيُّ ، أنتَ صاحِبُ لِواءِ الحَمدِ فِي الآخِرَةِ ، وأنتَ يَومَ القِيامَةِ أقرَبُ الخَلائِقِ مِنّي مَجلِسا ، يُبسَطُ لي ، ويُبسَطُ لَكَ ، فَأَكونُ في زُمرَةِ النَّبِيّينَ ، وتَكونُ في زُمرَةِ الوَصِيّينَ ، ويوضَعُ عَلى رَأسِكَ تاجُ النّورِ وإكليلُ الكَرامَةِ ، يَحُفُّ بِكَ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حَتّى يَفرَغَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ مِن حِسابِ الخَلائِقِ .
وأمَّا التّاسِعَةَ عَشرَةَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : سَتُقاتِلُ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ ، فَمَن قاتَلَكَ مِنهُم فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنهُم شَفاعَةً في مِئَةِ ألفٍ مِن شيعَتِكَ . فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، فَمَنِ النّاكِثونَ ؟ قالَ : طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، سَيُبايِعانِكَ بِالحِجازِ ، ويَنكُثانِكَ بِالعِراقِ ، فَإِذا فَعَلا ذلِكَ فَحارِبُهما ؛ فَإِنَّ في قِتالِهِما طَهارَةً لِأَهلِ الأَرضِ . قُلتُ : فَمَنِ القاسِطونَ ؟ قالَ : مُعاوِيَةُ وأصحابُهُ . قُلتُ : فَمَنِ المارِقونَ ؟ قالَ :

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 217545
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي