565
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

خَمسِ راياتٍ ... وَالرّابِعَةُ مَعَ أبِي الأَعوَرِ السُّلَمِيِّ . وأمَّا الخامِسَةُ فَمَعَكَ يا عَلِيُّ ، تَحتَهَا المُؤمِنونَ ، وأنتَ إمامُهُم . ثُمَّ يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِلأَربَعَةِ : «ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَاب بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ» 1 ، وهُم شيعَتي ومَن والاني ، وقاتَلَ مَعِي الفِئَةَ الباغِيَةَ وَالنّاكِبَةَ عَنِ الصِّراطِ وبابِ الرَّحمَةِ وهُم شيعَتي ، فَيُنادي هؤُلاءِ : «أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَ لَـكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَ لَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» 2 . ثُمَّ تَرِدُ اُمَّتي وشيعَتي فَيَروَونَ مِن حَوضِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وبِيَدي عَصا عَوسَجٍ أطرُدُ بِها أعدائي طَردَ غَريبَةِ الإِبِلِ .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالثّلاثَونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : لَولا أن يَقولَ فيكَ الغالونَ مِن اُمَّتي ما قالَتِ النَّصارى في عيسَى ابنِ مَريَمَ ، لَقُلتُ فيكَ قَولاً لا تَمُرُّ بِمَلأٍ مِنَ النّاسِ إلّا أخَذُوا التُّرابَ مِن تَحتِ قَدَمَيكِ ؛ يَستَشفونَ بِهِ .
وأمّا الثّانِيَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى نَصَرَني بِالرُّعبِ ، فَسَأَلتُهُ أن يَنصُرَكَ بِمِثلِهِ ، فَجَعَلَ لَكَ مِن ذلِكَ مِثلَ الَّذي جَعَلَ لي .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله التَقَمَ اُذُني وعَلَّمَني ما كانَ وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَساقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ذلِكَ إلَيَّ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا الرّابِعَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنَّ النَّصارَى ادَّعَوا أمرا ، فَأَنزَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فيهِ : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا

1.الحديد : ۱۳ .

2.الحديد : ۱۴ و ۱۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
564

أحَدٌ مِن أصحابِهِ قَبلي ولا بَعدي ؛ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَـتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ»۱ الآيَةَ ، فَهَل تَكونُ التَّوبَةُ إلّا مِن ذَنبٍ كانَ ! !
وأمَّا الخامِسَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : الجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأَنِبياءِ حَتّى أدخُلَها أنَا ، وهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأَوصِياءِ حَتّى تَدخُلَها أنتَ . يا عَلِيُّ ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى بَشَّرَني فيكَ بِبُشرىً لَم يُبَشِّر بِها نَبِيّا قَبلي ؛ بَشَّرَني بِأَنَّكَ سَيِّدُ الأَوصِياءِ ، وأنَّ ابنَيكَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ .
وأمَّا السّادِسَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنَّ جَعفرا أخِي الطَّيّارُ فِي الجَنَّةِ مَعَ المَلائِكَةِ ، المُزَيَّنُ بِالجَناحَينِ مِن دُرٍّ وياقوتٍ وزَبَرجَدٍ .
وأمَّا السّابِعَةُ وَالعِشرونَ : فَعَمّي حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهَداءِ فِي الجَنَّةِ .
وأمَّا الثّامِنَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى وَعَدَني فيكَ وَعدا لَن يُخلِفَهُ ، جَعَلَني نَبِيّا وجَعَلَكَ وَصِيّا ، وسَتَلقى مِن اُمَّتي مِن بَعدي ما لَقِيَ موسى مِن فَرعَونَ ، فَاصبِر وَاحتَسِب حَتّى تَلقاني ، فَاُوالِيَ مَن والاكَ ، واُعادِيَ مَن عاداكَ .
وأمَّا التّاسِعَةُ وَالعِشرونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يا عَلِيُّ ، أنتَ صاحِبُ الحَوضِ ، لا يَملِكُهُ غَيرُكَ . وسَيَأتيكَ قَومٌ فَيَستَسقونَكَ ، فَتَقولُ : لا ، ولا مِثلُ ذَرَّةٍ ، فَيَنصَرِفونَ مُسوَدَّةً وُجوهُهُم . وسَتَرِدَ عَلَيكَ شيعَتي وشيعَتُكَ ، فَتَقولُ : رَوَّوا رِواءً مَروِيّينَ ، فَيَروَونَ مُبيَضَّةً وُجوهُهُم .
وأمَّا الثَّلاثونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يُحشَرُ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ عَلى

1.المجادلة : ۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 217521
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي