الفصل الثاني: تحذير الإمام أصحابه من عاقبة العصيان
2 / 1
التَّحذيرُ مِن غَلَبَةِ أهلِ الشّامِ
۲۷۵۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ في أصحابِهِ ـ: أما وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَيَظهَرَنَّ هؤُلاءِ القَومُ عَلَيكُم ؛ لَيسَ لِأَنَّهُم أولى بِالحَقِّ مِنكُم ، ولكِن لِاءِسراعِهِم إلى باطِلِ صاحِبِهِم ، وإبطائِكُم عَن حَقّي . ولَقَد أصبَحَتِ الاُمَمُ تَخافُ ظُلمَ رُعاتِها ، وأصبَحتُ أخافُ ظُلمَ رَعِيَّتي .
اِستَنفَرتُكُم لِلجِهادِ فَلَم تَنفِروا ، وأسمَعتُكُم فَلَم تَسمَعوا ، ودَعَوتُكُم سِرّا وجَهرا فَلَم تَستَجيبوا ، ونَصَحتُ لَكُم فَلَم تَقبِلوا ، أشُهودٌ كَغَيّابٍ ، وعَبيدٌ كَأربابٍ ! أتلو عَلَيكُمُ الحِكَمَ فَتَنفِرونَ مِنها ، وأعِظُكُم بِالمَوعِظَةِ البالِغَةِ فَتَتَفَرَّقونَ عَنها ، وأحُثُّكُم عَلى جِهادِ أهلِ البَغيِ فَما آتي عَلى آخِرِ قَولي حَتّى أراكُم مُتَفَرِّقينَ أياديَ سَبَأ ۱ ، تَرجِعونَ إلى مَجالِسِكُم ، وتَتَخادَعونَ عَن مَواعِظِكُم ، اُقَوِّمُكُم غُدوَةً ، وتَرجِعونَ إلَيَّ عَشِيَّةً ، كَظَهرِ الحَنِيَّةِ ۲ ، عَجَزَ المُقوِّمُ ، وَأعضَلَ المُقَوَّمُ .