۳۶۹۴.كتاب سُليم بن قيس :جاءَ رَجُلٌ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وأنَا أسمَعُ ، فَقالَ : أخبِرني يا أميرَ المُؤمِنينَ بِأَفضَلِ مَنقَبَةٍ لَكَ ؟ قالَ : ما أنزَلَ اللّهُ فِيَّ مِن كِتابِهِ . قالَ : وما أنزَلَ اللّهُ فيكَ ؟ قالَ : قَولُهُ : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» ، ۱ أنَا الشّاهِدُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . وقَولُهُ «وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ»۲ إيّايَ عَنى . ولَم يَدَع شَيئا مِمّا ذَكَرَ اللّهُ فيهِ إلّا ذَكَرَهُ .
قالَ : فَأَخبِرني بِأَفضَلِ مَنقَبَةٍ لَكَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . قالَ عليه السلام : نَصبُهُ إيّايَ بِغَديرِ خُمٍّ ، فَقامَ لي بِالوِلايَةِ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ بِأَمرِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى . وقَولُهُ : «أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى» ۳ .
۳۶۹۵.الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة :دَخَلَ الحارِثُ الهَمدانِيُّ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام في نَفَرٍ مِنَ الشّيعَةِ وكُنتُ فيهِم ، فَجَعَلَ الحارِثُ يَتَأَوَّدُ في مِشيَتِهِ ، ويَخبِطُ ۴ الأَرضَ بِمِحجَنِهِ ۵ ، وكانَ مَريضا ، فَأَقبَلَ عَلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ـ وكانَت لَهُ مِنهُ مَنزِلَةٌ ـ فَقالَ : كَيفَ تَجِدُكَ يا حارِثُ ؟ فَقالَ : نالَ الدَّهرُ يا أميرَ المُؤمِنينَ مِنّي ، وزَادَني اُوارا ۶ وغَليلاً اختِصامُ أصحابِكَ بِبابِكَ . قالَ : وفيمَ خُصومَتُهُم ؟ قالَ : فيكَ وفِي الثَّلاثَةِ مِن قَبلِكَ ، فَمِن مُفرِطٍ مِنهُم غالٍ ، ومُقتَصِدٍ تالٍ ومِن مُتَرَدِّدٍ مُرتابٍ ، لا يَدري أ يُقدِمُ أم يُحجِمُ . فَقالَ : حَسبُكَ يا أخا هَمدانَ ، ألا إنَّ خَيرَ شيعَتي النَّمَطُ الأَوسَطُ ؛ إلَيهِم يَرجِعُ الغالي ، وبِهِم يَلحَقُ التّالي .
1.هود : ۱۷ .
2.الرعد : ۴۳ .
3.كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۹۰۳ ح۶۰ ، الاحتجاج : ج۱ ص۳۶۸ ح۶۵ ، بحار الأنوار : ج۳۷ ص۳۸۷ ح۳ و ۴ و ج۴۰ ص۱ ح۲ .
4.الخبط : الضرب (المصباح المنير : ص۱۶۳) .
5.المحْجَن : عصا مُعقّفة الرأس كالصولجان ، والميم زائدة (النهاية : ج۱ ص۳۴۷) .
6.الاُوار : الحرارة (النهاية : ج۱ ص۸۰) وهو هنا كناية عن الإيلام .