593
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

المُنزَلِ عَلى نَبِيِّهِ المُرسَلِ : «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِىوَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»۱ فَرَسولُ اللّهِ الَّذي عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ ، وأبِي الَّذي يَتلوهُ ، وهُوَ شاهِدٌ مِنهُ .
وقَد قالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ أمَرَهُ أن يَسيرَ إلى مَكَّةَ وَالمَوسِمِ بِبَراءَةٍ : «سِر بِها يا عَلِيُّ ؛ فَإِنّي اُمِرتُ أن لا يَسيرَ بِها إلّا أنَا أو رَجُلٌ مِنّي ، وأنتَ هُوَ يا عَلِيُّ» فَعَلِيٌّ مِن رَسولِ اللّهِ ، ورَسولُ اللّهِ مِنهُ .
وقالَ لَهُ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ قَضى بَينَهُ وبَينَ أخيهِ جَعفرِ بنِ أبي طالِبٍ عليهماالسلام ومَولاهُ زَيدِ بنِ حارِثَةَ فِي ابنَةِ حَمزَةَ : «أمّا أنتَ يا عَلِيُّ فَمِنّي وأنَا مِنكَ ، وأنتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤمِنٍ بَعدي» .
فَصَدَّقَ أبي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سابِقا ووَقاهُ بِنَفسِهِ ، ثُمَّ لَم يَزَل رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في كُلِّ مَوطِنٍ يُقَدِّمُهُ ولِكُلِّ شَديدَةٍ يُرسِلُهُ ، ثِقَةً مِنهُ ، وطُمَأنينَةً إلَيهِ ، لِعِلمِهِ بِنَصيحَتِهِ للّهِِ ورَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّهُ أقرَبُ المُقَرَّبينَ مِنَ اللّهِ ورَسولِهِ ، وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «وَ السَّـبِقُونَ السَّـبِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ»۲ وكانَ أبي سابِقَ السّابِقينَ إلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله وأقرَبَ الأَقرَبينَ ، فَقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «لَا يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَـتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً»۳ .
فَأَبي كانَ أوَّلَهُم إسلاما وإيمانا ، وأوَّلَهُم إلَى اللّهِ ورَسولِهِ هِجرَةً ولُحوقا ، وأوَّلَهُم عَلى وُجدِهِ ووُسعِهِ نَفَقَةً ، قالَ سُبحانَهُ : «وَ الَّذِينَ جَآءُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِاءِخْوَ نِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْاءِيمَـنِ وَ لَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»۴ فَالنّاسُ مِن جَميعِ الاُمَمِ يَستَغفِرونَ لَهُ بِسَبقِهِ إيّاهُمُ الإِيمانَ بِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ،

1.هود : ۱۷ .

2.الواقعة : ۱۰ و ۱۱ .

3.الحديد : ۱۰ .

4.الحشر : ۱۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
592

أحَدا فَنَجا ، وكان إذا قاتَلَ قاتَلَ جَبرَئيلُ عَن يَمينِهِ ، وميكائيلُ عَن يَسارِهِ ، ومَلَكُ المَوتِ بَينَ يَدَيهِ ۱ .

۳۷۰۷.عنه عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ استِشهادِ أبيهِ عليه السلام ـ: يا أيُّهَا النّاسُ ! لَقَد فارَقَكُم أمسِ رَجُلٌ ما سَبَقَهُ الأَوَّلونَ ، ولايُدرِكُهُ الآخِرونَ ، ولَقَد كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَبعَثُهُ المَبعَثَ فُيُعطيهِ الرّايَةَ ، فَما يَرجِعُ حَتّى يَفتَحَ اللّهُ عَلَيهِ ، جِبريلُ عَن يَمينِهِ ، وميكائيلُ عَن شِمالِهِ ، ما تَرَكَ بَيضاءَ ولا صَفراءَ إلّا سَبعَمِئَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطائِهِ ، أرادَ أن يَشتَرِيَ بِها خادِما ۲ .

۳۷۰۸.عنه عليه السلامـ مِن كلامِهِ عليه السلام وهُوَ يَستَنفِرُ أهلَ الكوفَةِ لِنُصرَةِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام في قِتالِ النّاكِثينَ ـ: لَقَد عَلِمتُم أنَّ عَلِيّا صَلّى مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَحدَهُ ، وإنَّهُ يَومَ صَدَّقَ بِهِ لَفي عاشِرَةٍ مِن سِنِّهِ ، ثُمَّ شَهِدَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَميعَ مَشاهِدِهِ .
وكانَ مِنِ اجتِهادِهِ في مَرضاةِ اللّهِ وطاعَةِ رَسولِهِ ، وآثارِهِ الحَسَنَةِ فِي الإِسلامِ ما قَد بَلَغَكُم ، ولَم يَزَل رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله راضِيا عَنهُ ، حَتّى غَمَّضَهُ بِيَدِهِ ، وغَسَّلَهُ وَحدَهُ وَالمَلائِكَةُ أعوانُهُ ، وَالفَضلُ ابنُ عَمِّهِ يَنقُلُ إلَيهِ الماءَ ، ثُمَّ أدخَلَهُ حُفرَتَهُ ، وأوصاهُ بِقَضاءِ دَينِهِ وعِداتِهِ ، وغَيرِ ذلِكَ مِن اُمورِهِ ، كُلُّ ذلِكَ مِن مَنِّ اللّهِ عَلَيهِ ۳ .

۳۷۰۹.عنه عليه السلامـ في خُطبَتِهِ لَمّا أجمَعَ عَلى صُلحِ مُعاوِيَةَ ـ: كانَ أبي عليه السلام أوَّلَ مَنِ استَجابَ للّهِِ تَعالى ولِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وأوَّلَ مَن آمَنَ وصَدَّقَ اللّهَ ورَسولَهُ ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى في كِتابِه

1.الأمالي للصدوق : ص۶۰۳ ح۸۳۸ عن عمرو بن حبشي .

2.المصنّف لابن أبي شيبة : ج۷ ص۵۰۲ ح۴۲ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۶۸ ح۲۲ كلاهما عن هبيرة بن يريم ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۴۲۶ ح۱۷۲۰ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج۲ ص۵۹۵ ح۱۰۱۳ كلاهما عن عمرو بن حبشي ، مسند أبي يعلى : ج۶ ص۱۶۹ ح۶۷۲۵ عن جابر ؛ الكافي: ج۱ ص۴۵۷ ح۸، الأمالي للطوسي : ص۲۶۹ ح۵۰۱ عن أبي الطفيل ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۸۰ كلّها نحوه .

3.شرح نهج البلاغة : ج ۱۴ ص ۱۲ عن تميم بن حذيم الناجي ؛ بحار الأنوار : ج۳۲ ص۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203999
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي