595
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

قالَ : بَلى ، قالَ : فَتَواعَدا أن يَغدُوا إلَيهِ .
قالَ : فَغَدَوتُ مَعَهُما ، فَاستَأذَنَ أبو سَعيدٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، ثُمَّ استَأذَنَ عَبدُ اللّهِ ، فَلَم يَزَل بِهِ حَتّى أذِنَ لَهُ .
فَلَمّا دَخَلَ قالَ أبو سَعيدٍ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّكَ لَمّا مَرَرتَ بِنا أمسِ ـ فَأَخبَرَهُ بِالَّذي كانَ مِن قَولِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو ـ .
فَقالَ حُسَينٌ : أعَلِمتَ يا عَبدَ اللّهِ أنّي أحَبُّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ؟
قالَ : إي ورَبِّ الكَعبَةِ . قالَ : فَما حَمَلَكَ عَلى أن قاتَلتَني وأبي يَومَ صِفّينَ ؟ فَوَاللّهِ لَأَبي كانَ خَيرا مِنّي . قالَ : أجَل ۱ .

۳۷۱۲.كتاب سليم بن قيس :حَجَّ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ وعَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ مَعَهُ ، فَجَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام بَني هاشِمٍ رِجالَهُم ونِساءَهُم ومَوالِيَهُم وشيعَتَهُم مَن حَجَّ مِنهُم ، ومِنَ الأَنصارِ مِمَّن يَعرِفُهُ الحُسَينُ عليه السلام وأهلُ بَيتِهِ ، ثُمَّ أرسَلَ رُسُلاً : لا تَدَعوا أحَدا مِمَّن حَجَّ العامَ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله المَعروفينَ بِالصَّلاحِ وَالنُّسُكِ إلَا أجمِعوهُم لي ، فَاجتَمَعَ إلَيهِ بِمِنىً أكثَرُ مِن سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ وهُم في سُرادِقِهِ ۲ عامَّتُهُم مِنَ التّابِعينَ ونَحوٌ مِن مِئَتَي رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وغَيرِهِم .
فَقامَ فيهِمُ الحُسَينُ عليه السلام خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ . . . إلى أن قالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أ تَعلَمونَ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ كانَ أخا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ آخى بَينَ أصحابِهِ ، فَآخى بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ وقالَ : «أنتَ أخي وأنَا أخوكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .

1.اُسد الغابة : ج۳ ص۳۴۷ ح۳۰۹۲ ، تاريخ دمشق : ج۳۱ ص۲۷۵ ، المعجم الأوسط : ج۴ ص۱۸۱ ح۳۹۱۷ نحوه ، كنز العمّال : ج۱۱ ص۳۴۳ ح۳۱۶۹۵ .

2.السُّرادِق : هو كلّ ما أحاط بشيء من حائط أو مِضرَب أو خباء (لسان العرب : ج۱۰ ص۱۵۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
594

وذلِكَ أنَّهُ لَم يَسبِقهُ إلَى الإِيمانِ أحَدٌ ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ السَّـبِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـنٍ»۱ فَهُوَ سابِقُ جَميعِ السّابِقينَ ، فَكَما أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ فَضَّلَ السّابِقينَ عَلَى المُتَخَلِّفينَ وَالمُتَأَخِّرينَ ، فَكَذلِكَ فَضَّلَ سابِقَ السّابِقينَ عَلَى السّابِقينَ ۲ .

راجع : ج 7 ص 129 (معاوية بن حديج) .

4 / 3

الإِمامُ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ سَيِّدُالشُّهَداءِ

۳۷۱۰.تاريخ دمشق عن مولى لحذيفة :كانَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ آخِذا بِذِراعي في أيّامِ المَوسِمِ ، قالَ : ورَجُلٌ خَلفَنا يَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ولِاُمِّهِ ، فَأَطالَ ذلِكَ ، فَتَرَكَ الحُسَينُ ذِراعي وأقبَلَ عَلَيهِ فَقالَ : قَد آذَيتَنا مُنذُ اليَومِ ، تَستَغفِرُ لي ولِاُمّي وتَترُكُ أبي ؟ وأبي خَيرٌ مِنّي ومِن اُمّي ۳ .

۳۷۱۱.اُسد الغابة عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه :كُنتُ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في حَلقَةٍ فيها أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ وعَبدُ اللّهِ بنُ عَمرٍو ، فَمَرَّ بِنا حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ القَومُ السَّلامَ ، فَسَكَتَ عَبدُ اللّهِ حَتّى فَرَغوا ، رَفَعَ صَوتَهُ وقالَ : وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى القَومِ ، فَقالَ : أ لا اُخبِرُكُم بِأَحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ؟ قالوا : بَلى . قالَ : هُوَ هذَا الماشي ؛ ما كَلَّمَني كَلِمَةً مُنذُ لَيالي صِفّينَ ، ولَأَن يَرضى عَنّي أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يَكونَ لي حُمرُ النَّعَمِ . قالَ أبو سَعيدٍ : أ لا تَعتَذِرُ إلَيهِ ؟

1.التوبة : ۱۰۰ .

2.الأمالي للطوسي : ص۵۶۲ ح۱۱۷۴ عن عبد الرحمن بن كثير ؛ ينابيع المودّة : ج۳ ص۳۶۶ ح۳ نحوه وكلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين عليهم السلام .

3.تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۱۸۳ و ج۴۲ ص۴۱۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203959
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي