599
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

وحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أشهَدُ أنَّكَ جاهَدتَ في اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وعَمِلتَ بِكِتابِهِ ، وَاتَّبَعتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى دَعاكَ اللّهُ إلى جِوارِهِ ، فَقَبَضَكَ إلَيهِ بِاختِيارِهِ ، وألزَمَ أعداءَكَ الحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ۱ .

۳۷۱۴.عنه عليه السلامـ مِن كَلامِهِ في مَجلِسِ يَزيدَ ـ: أنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى ، أنَا ابنُ مَن ضَرَبَ خَراطيمَ الخَلقِ حَتّى قالوا لا إلهَ إلَا اللّهُ ، أنَا ابنُ مَن ضَرَبَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسَيفَينِ ، وطَعَنَ بِرُمحَينِ ، وهاجَرَ الهِجرَتَينِ ، وبايَعَ البَيعَتَينِ ، وصَلَّى القِبلَتَينِ ، وقاتَلَ بِبَدرٍ وحُنَينٍ ، ولَم يَكفُر بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ ، أنَا ابنُ صالِحِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ النَّبِيّينَ ، وقامِعِ المُلحِدينَ ، ويَعسوبِ المُسلِمينَ ، ونورِ المُجاهِدينَ ، وزَينِ العابِدينَ ، وتاجِ البَكّائينَ ، وأصبَرِ الصّابِرينَ ، وأفضَلِ القائِمينَ مِن آلِ ياسينَ ، ورَسولِ رَبِّ العالَمينَ .
أنَا ابنُ المُؤَيَّدِ بِجَبرَئيلَ ، المَنصورِ بِميكائيلَ ، أنَا ابنُ المُحامي عَن حَرَمِ المُسلِمينَ ، وقاتِلِ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ ، وَالمُجاهِدِ أعداءَهُ النّاصِبينَ ، وأفخَرِ مَن مَشى مِن قُرَيشٍ أجمَعينَ ، وأوَّلِ مَن أجابَ وَاستَجابَ للّهِِ مِنَ المُؤمِنينَ ، وأقدَمِ السّابِقينَ ، وقاصِمِ المُعتَدينَ ، ومُبيرِ المُشرِكينَ ، وسَهمٍ مِن مَرامِي اللّهِ عَلَى المُنافِقينَ ، ولِسانِ حِكمَةِ العابِدينَ ، ناصِرِ دينِ اللّهِ ، ووَلِيِّ أمرِ اللّهِ ، وبُستانِ حِكمَةِ اللّهِ ، وعَيبَةِ عِلمِ اللّهِ .
سَمِحٌ ، سَخِيٌّ ، بُهلولٌ زَكِيٌّ أبطَحِيٌّ رَضِيٌّ مَرضِيٌّ ، مِقدامٌ هَمّامٌ ، صابِرٌ صَوّامٌ ، مُهَذَّبٌ قَوّامٌ ، شُجاعٌ قَمقامٌ ۲ ، قاطِعُ الأَصلابِ ، ومُفَرِّقُ الأَحزابِ ، أربَطُهُم جَنانا ، وأطبَقُهُم عِنانا ، وأجرَأُهُم لِسانا ، وأمضاهُم عَزيمَةً ، وأشَدُّهُم شَكيمَةً ۳
، أسدٌ باسِلٌ ،

1.مصباح المتهجّد : ص۷۳۸ ح۸۲۹ ، فرحة الغري : ص۴۱ كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي ، البلد الأمين : ص۲۹۵ كلّها عن الإمام الباقر عليه السلام .

2.القمقام من الرجال : السيّد الكثير الخير الواسع الفضل (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۹۴) .

3.الشَّكيمة : قوّة القلب وإنّه لشديد الشكيمة : إذا كان شديد النفس أنِفاً أبيّاً (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۲۴) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
598

قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَهُ بِغُسلِهِ ، وأخبَرَهُ أنَّ جَبرَئيلَ يُعينُهُ عَلَيهِ ؟ قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ في آخِرِ خُطبَةٍ خَطَبَها : «أيُّهَا النّاسُ ، إنّي تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللّهِ وأهلَ بَيتي ، فَتَمَسَّكوا بِهِما لَن تَضِلّوا» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
فَلَم يَدَع شَيئا أنزَلَهُ اللّهُ في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام خاصَّةً وفي أهلِ بَيتِهِ مِنَ القُرآنِ ولا عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله إلّا ناشَدَهُم فيهِ ، فَيَقولُ الصَّحابَةُ : اللّهُمَّ نَعَم ، قَد سَمِعنا ، ويَقولُ التّابِعِيُّ : اللّهُمَّ قَد حَدَّثَنيهِ مَن أثِقُ بِهِ ؛ فُلانٌ وفُلانٌ .
ثُمَّ ناشَدَهُم أنَّهُم قَد سَمِعوهُ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني ويُبغِضُ عَلِيّا فَقَد كَذَبَ ، لَيسَ يُحِبُّني وهُوَ يُبغِضُ عَلِيّا» فَقالَ لَهُ قائِلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، وكَيفَ ذلِكَ ؟ قالَ : «لِأَنَّهُ مِنّي وأنَا مِنهُ ، مَن أحَبَّهُ فَقَد أحَبَّني ، ومَن أحَبَّني فَقَد أحَبَّ اللّهَ ، ومَن أبغَضَهُ فَقَد أبغَضَني ، ومَن أبغَضَني فَقَد أبغَضَ اللّهَ» ؟
فَقالوا : اللّهُمَّ نَعَم ، قَد سَمِعنا ، وتَفَرَّقوا عَلى ذلِكَ ۱ .

راجع : ج 1 ص 377 (الوصيّ) .
و ج 3 ص 314 (عبد اللّه بن عمرو بن العاص) .

4 / 4

الإِمامُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ

۳۷۱۳.الإمام زين العابدين عليه السلامـ في زِيارَةِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللّهِ في أرضِهِ ،

1.كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۷۸۸ ح۲۶ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۸۱ ح۴۵۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203988
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي