637
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

عُمَرُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَاُعطِيَنَّ الرّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ـ في ثَناءٍ كَثيرٍ أخشى أن اُخطِئَ بَعضَهُ ـ فَدَعا عَلِيّا عليه السلام ، فَقالوا لَهُ : إنَّهُ أرمَدُ ، فَجيءَ بِهِ يُقادُ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله لَهُ : اِفتحَ عَينَيكَ ، فَقالَ عليه السلام : لا أستَطيعُ . قالَ : فَتَفَلَ في عَينَيهِ مِن ريقِهِ ، وَدَلَكها بِإِبهامِهِ ، وأعطاهُ الرّايَةَ .
وَالرّابِعَةُ : يَومَ غَديرِ خُمٍّ ؛ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَبلَغَ ، ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ! أ لَستُ أولى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم ؟ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ قالوا : بَلى . قالَ صلى الله عليه و آله : اُدنُ يا عَلِيُّ ، فَرَفَعَ يَدَهُ ، ورَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَدَهُ ، حَتّى نَظَرتُ إلى بَياضِ إبطَيهِ ، فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ـ حَتّى قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ .
وَالخامِسَةُ مِن مَناقِبِهِ : أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله غَزا عَلى ناقَتِهِ الحَمراءِ ، وخَلَّفَ عَلِيّا عليه السلام ، فَنَفِسَت ۱
ذلِكَ عَلَيهِ قُرَيشٌ ، وقالوا : إنَّهُ إنَّما خُلِّفَ أنَّهُ استَثقَلَهُ ، وكَرِهَ صُحبَتَهُ .
فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام ، قالَ : فَجاءَ حَتّى أخَذَ بِغَرزِ النّاقَةِ ۲ فَقالَ عَلِيٌّ : زَعَمَت قُرَيشٌ أنَّكَ إنَّما خَلَّفتَني أنَّكَ تَستَثقِلُني وكَرِهتَ صُحبَتي ! قالَ : وبَكى عَلِيٌّ عليه السلام .
قالَ : فَنادى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي النّاسِ ، فَاجتَمَعوا ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! ما مِنكُم أحَدٌ إلّا ولَهُ حامَّةٌ ۳ ، أ ما تَرضَى ـ ابنَ أبي طالِبٍ ـ أن تَكونَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي ؟ !
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : رَضيتُ عَنِ اللّهِ ورَسولِهِ ۴ .

1.نَفِسْتُ عليه الشيءَ : إذا لم تَرَه له أهلاً (النهاية : ج۵ ص۹۵) .

2.الغَرْز : رِكاب كُور الجَمل إذا كان من جِلْد أو خَشَب . وقيل : هو الكُور مطلقا ، مثل الركاب للسَّرج (النهاية : ج۳ ص۳۵۹) .

3.حامّة الإنسان : خاصَّته ومن يقرُب منه (النهاية : ج۱ ص۴۴۶) .

4.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۱۶ ح۸۴۸۲ ـ ۸۴۸۵ ، كفاية الطالب : ص۲۸۵ ؛ بشارة المصطفى : ص۲۰۴ وراجع الخصال : ص۳۱۱ ح۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
636

۳۸۰۹.المناقب لابن شهر آشوب :دَخَلَ سَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ عَلى مُعاوِيَةَ بَعدَ مُصالَحَةِ الحَسَنِ عليه السلام ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : مَرحَبا بِمَن لايَعرِفُ حَقّا فَيَتَّبِعَهُ ولا باطِلاً فَيَجتَنِبَهُ !
فَقالَ : أرَدتَ أن اُعينَكَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام بَعدَما سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِابنَتِهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام : أنتِ خَيرُ النّاسِ أبا وبَعلاً ! ۱ .

۳۸۱۰.تاريخ دمشق عن الحارث بن مالك :أتَيتُ مَكَّةَ ، فَلَقيتُ سَعدَ بنَ أبي وَقّاصٍ ، فَقُلتُ : هَل سَمِعتَ لِعَلِيٍّ عليه السلام مَنقَبَةً ؟
قالَ : قَد شَهِدتُ لَهُ أربَعا ، لَأَن تَكونَ لي واحِدَةٌ مِنهُنَّ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنيا اُعَمَّرُ فيها مِثلَ عُمُرِ نوحٍ عليه السلام :
إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ أبا بَكرٍ بِ «بَراءَة» إلى مُشرِكي قُرَيشٍ ، فَسارَ بِها يَوما ولَيلَةً ، ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : «اِتَّبِع أبا بَكرٍ فَخُذها فَبَلِّغها ، ورُدَّ عَلَيَّ أبا بَكرٍ» فَرَجَعَ أبو بَكرٍ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أَنَزَلَ بي شَيءٌ ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : لا ، إلّا خَيرٌ ، إلّا أنَّهُ لَيسَ يُبَلِّغُ عَنّي إلّا أنَا أو رَجُلٌ مِنّي ـ أو قالَ : مِن أهلِ بَيتي ـ .
قالَ : فَكُنّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فِي المَسجِدِ ، فَنودِيَ فينا لَيلاً : لِيَخرُج مِنَ المَسجِدِ إلّا آلُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وآلُ عَلِيٍّ عليه السلام ، قالَ : فَخَرَجنا نَجُرُّ نِعالَنا ، فَلَمّا أصبَحنا أتَى العَبّاسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أخرَجتَ أعمامَكَ وأصحابَكَ وأسكَنتَ هذَا الغُلامَ ؟ !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما أنَا أمَرتُ بِإِخراجِكُم ولا إسكانِ هذَا الغُلامِ ، إنَّ اللّهَ هُوَ أمَرَ بِهِ .
قالَ : والثّالِثَةُ : أنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ عُمَرَ ۲ وسَعدا إلى خَيبَرَ، فَخَرَجَ سَعدٌ ورَجَع

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۷۰ ، الصراط المستقيم : ج۲ ص۷۰ .

2.في المصدر: «عمرا».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204421
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي