649
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

ولا آثَرَ إلّا لِلّهِ .
وَاللّهِ ، لَقَد كانَتِ الدُّنيا أهوَنَ عَلَيهِ مِن شِسعِ نَعلِهِ ، لَيثٌ فِي الوَغى ، بَحرٌ فِي المَجالِسٍ ، حَكيمٌ فِي الحُكَماءِ ، هَيهاتَ ! قَد مَضى إلَى الدَّرجاتِ العُلى ۱ .

۳۸۳۸.الأمالي للصدوق عن سعيد بن جبير :أتَيتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ ، فَقُلتُ لَهُ : يابنَ عَمِّ رَسولِ اللّهِ ! إنّي جِئتُكَ أسأَلُكَ عَن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وَاختِلافِ النّاسِ فيهِ ؟
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : يَابنَ جُبَيرٍ ! جِئتَني تَسأَلُني عَن خَيرِ خَلقِ اللّهِ مِنَ الاُمَّةِ بَعدَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، جِئتَني تَسأَلُني عَن رَجُلٍ كانَت لَهُ ثَلاثَةُ آلافِ مَنقَبَةٍ في لَيلَةٍ واحِدَةٍ وهِيَ لَيلَةُ القِربَةِ ۲ ؟
يَابنَ جُبَيرٍ ! جِئتَني تَسأَلُني عَن وَصِيِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ووَزيرِهِ ، وخَليفَتِهِ ، وصاحِبِ حَوضِهِ ولِوائِهِ وشَفاعَتِهِ ، وَالَّذي نَفسُ ابنِ عَبّاسٍ بِيَدِهِ ، لَو كانَت بِحارُ الدُّنيا مِدادا ، وأشجارُها أقلاما ، وأهلُها كُتّابا ، فَكَتَبوا مَناقِبَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وفَضائِلَهُ مِن يَومَ خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ الدُّنيا إلى أن يُفنِيَها ، ما بَلَغوا مِعشارَ ما آتاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى ۳ .

۳۸۳۹.الأمالي للطوسي عن عبد الوارث :بَينَا ابنُ عَبّاسٍ يَخطُبُ عِندَنا عَلى مِنبَرِ البَصرَةِ ، إذ أقبَلَ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيَّتُهَا الاُمَّةُ المُتَحَيِّرَةُ في دينِها ! أما وَاللّهِ لَو قَدَّمُتم مَن قَدَّمَ اللّهُ ، وأخَّرتُم مَن أخَّرَ اللّهُ ، وجَعَلتُمُ الوِراثَةَ وَالوِلايَةَ حَيثُ جَعَلَهَا اللّهُ ، ما عالَ سَهمٌ مِن فَرائِضِ اللّهِ ، ولا عال

1.الأمالي للصدوق : ص۴۹۲ ح۶۷۰ ، روضة الواعظين : ص۱۳۵ .

2.ليلة القربة : إشارة إلى ليلة بدر ، حيث ذهب ليأتي بالماء ، ومناقبه : سلام جبرئيل عليه في ألف من الملائكة وميكائيل في ألف وإسرافيل في ألف، فكان كلّ سلام من الملائكة منقبة (بحار الأنوار: ج۴۰ ص۸).

3.الأمالي للصدوق : ص۶۵۱ ح۸۸۷ ، روضة الواعظين : ص۱۴۲ وفيه «ألف منقبة» بدل «ثلاثة آلاف» ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۷ ح۱۷ ؛ ينابيع المودّة : ج۱ ص۳۶۵ ح۷ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
648

. . . فَقالَ الرَّجُلُ لِابنِ عَبّاسٍ : زِدني فَإِنّي تائِبٌ . قالَ : أخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِيَدي ويَدِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام فَانتَهى بِنا إلى سَفحِ الجَبَلِ ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَدَيهِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَل لي وَزيرا مِن أهلي ، عَلِيّا اشدُد بِهِ أزري .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : لَقَد سَمِعتُ مُنادِيا يُنادي مِنَ السَّماءِ : لَقَد اُعطيتَ سُؤلَكَ يا مُحَمَّدُ !
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السلام : اُدعُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اللّهُمَّ اجعَل لي عِندَك عَهدا ، اللّهُمَّ وَاجعَل لي عِندَكَ وُدّا .
فَأَنزَلَ اللّهُ : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدًّا» الآيَةَ ۱۲ .

۳۸۳۶.علل الشرائع عن عباية بن ربعي :جاءَ رَجُلٌ إلَى ابنِ عَبّاسٍ ، فقَالَ لَهُ : أخبِرني عَنِ الأَنزَعِ البَطينِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ؛ فَقَدِ اختَلَفَ النّاسُ فيهِ ؟
فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ :
أيُّهَا الرَّجُلُ ! وَاللّهِ لَقَد سَأَلتَ عَن رَجُلٍ ما وَطِئَ الحَصى بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أفضَلُ مِنهُ ، وإنَّهُ لَأَخو رَسولِ اللّهِ ، وَابنُ عَمِّهِ ووَصِيُّهُ وخَليفَتُهُ عَلى اُمَّتِهِ ، وإنَّهُ الأَنزَعُ مِنَ الشِّركِ ، بَطينٌ مِنَ العِلمِ ، ولَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن أرادَ النَّجاةَ غَدا فَليَأخُذ بِحُجزَةِ هذَا الأَنزَعِ» يَعني عَلِيّا عليه السلام ۳ .

۳۸۳۷.الأمالي للصدوق عن الضحّاك بن مزاحم :ذُكِرَ عَلِيٌّ عليه السلام عِندَ ابنِ عَبّاسٍ بَعدَ وَفاتِهِ ، فَقالَ : وا أسَفاه عَلى أبِي الحَسَنِ ! مَضى وَاللّهِ ، ما غَيَّرَ ولا بَدَّلَ ، ولا قَصَرَ ولا جَمَعَ ، ولا مَنَع

1.مريم : ۹۶ .

2.تفسير فرات : ص۲۴۹ ح۳۳۷ ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۶۰ ح۹۴ .

3.علل الشرائع : ص۱۵۹ ح۳ ، معاني الأخبار : ص۶۳ ح۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165323
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي