69
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

الفصل الثالث: شكوى الإمام من عصيان أصحابه

3 / 1

مُنيتُ بِمَن لا يُطيعُ

۲۷۵۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ خَطَبَها عِندَ عِلمِهِ بِغَزوَةِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ لِعَينِ التَّمرِ ـ: مُنِيتُ بِمَن لا يُطيع إذا أمَرتُ ، ولا يُجيبُ إذا دَعَوتُ ، لا أبا لَكُم ! ما تَنتَظِرونَ بِنَصرِكُم رَبَّكُم ؟ أ ما دينٌ يَجمَعُكُم ، ولا حَمِيَّةٌ تُحمِشُكُم ! أقومُ فيكُم مُستَصرِخا ، واُناديكُم مُتَغَوِّثا ، فَلا تَسمَعونَ لي قَولاً ، ولا تُطيعونَ لي أمرا ، حَتّى تَكَشَّفَ الاُمورُ عَن عَواقِبِ المَساءَةِ ؛ فَما يُدرَكُ بِكُم ثارٌ ، ولا يُبلَغُ بِكُم مَرامٌ .
دَعَوتُكُم إلى نَصرِ إخوانِكُم فَجَرجَرتُم جَرجَرَةَ الجَمَلِ الأَسَرِّ ، وتَثاقَلتُم تَثاقُلَ النِّضوِ الأَدبَرِ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ مِنكُم جُنَيدٌ مُتَذائِبٌ ضَعيفٌ ۱ ، «كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ»۲ . ۳

1.قال ابن أبي الحديد ما موجزه : مُنيتُ : أي بُليت . تُحمِشكم : تُغضبكم . المتغوِّث : القائل : واغوثاه ! . الجرجرة : صوت يردّده البعير في حنجرته والجمل الأسرَّ الذي بكِركِرته [هي إحدى الثفنات الخمس ]دَبرَة . والنِّضْو : البعيرالمهزول . والأدبر : الذي به دَبَر ؛ وهو المعقور من القتب وغيره . متذائب : مضطرب (شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۳۰۰ و ۳۰۱) .

2.الأنفال : ۶ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۳۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
68

غَيبُهُ ، إذا لَخَرَجتُم إلَى الصُّعُداتِ ، تَبكونَ عَلى أعمالِكُم ، وتَلتَدِمونَ عَلى أنفُسِكُم ، ولَتَرَكتُم أموالَكُم لا حارِسَ لَها ولا خالِفَ عَلَيها ، ولَهَمَّت كُلَّ امرِئٍ مِنكُم نَفسَهُ ، لا يَلتَفِتُ إلى غَيرِها ، ولكِنَّكُم نَسيتُم ما ذُكِّرتُم ، وأمِنتُم ما حُذِّرتُم ، فَتاهَ عَنكُم رَأيُكُم ، وتَشَتَّتَ عَلَيكُم أمرُكُم . ولَوَدِدتُ أنَّ اللّهَ فَرَّقَ بَيني وَبيَنَكُم ، وألحَقَني بِمَن هُوَ أحَقُّ بي مِنكُم .
قَومٌ وَاللّهِ مَيامينُ الرَّأيِ ، مَراجيحُ الحِلمِ ، مَقاويلُ بِالحَقِّ ، مَتاريكُ لِلبَغيِ ، مَضَوا قُدُما عَلَى الطَّريقَةِ ، وأوجَفوا عَلَى المَحَجَّةِ ، فَظَفِروا بِالعُقبَى الدّائِمَةِ ، والكَرامَةِ البارِدَةِ .
أما وَاللّهِ ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم ، ويُذيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وَذَحَةَ ۱ ! ۲

1.إليك موجز ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح الخطبة : الصُّعُدات : جمع الصعيد ؛ وهو التراب . الالتدام : ضرْبُ النساء صدورهنّ في النياحة . أوجَفوا : أسرعوا . غلام ثقيف : الحجّاج بن يوسف . الذيّال : التائه من ذال ؛ أي تبختر وجرّ ذيله على الأرض . الميّال : الظالم . يأكل خضرتكم : يستأصل أموالكم . إيهٍ : كلمة يُستزاد بها من الفعل . الوَذحة : الخنفساء (شرح نهج البلاغة : ج۷ ص۲۷۸) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ ، شرح المائة كلمة : ص۲۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165057
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي