73
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

3 / 4

لَبِئسَ حُشّاشُ الحَربِ أنتُم

۲۷۶۵.الإمام عليّ عليه السلامـ بَعدَ سَماعِهِ لِأَمرِ الحَكَمَينِ ـ: لَبِئسَ حُشّاشُ نارِ الحَربِ أنتُم ! اُفٍّ لَكُم ! لَقَد لَقَيتُ مِنكُم بَرحا ، يَوما اُناديكُم ، ويَوما اُناجيكُم ؛ فَلا أحرارٌ صَدقٌ عِندَ النِّداءِ ، ولا إخوانٌ ثِقَةٌ عِندَ النَّجاءِ ۱ .

۲۷۶۶.عنه عليه السلام :لَعَمرُ اللّهِ ، لَبِئسَ حُشّاشُ الحَربِ أنتُم ! إنَّكُم تُكادونَ ولا تَكيدونَ ، ويُتَنَقَّصُ أطرافُكُم ولا تَتَحاشونَ ، ولا يُنامُ عَنكُم وأنتُم في غَفلةٍ ساهونَ ، إنَّ أخَا الحَربِ اليَقظانَ ذو عَقلٍ ، وباتَ لِذُلٍّ مَن وادَعَ ، وغُلِبَ المُتَجادِلونَ ، وَالمَغلوبُ مَقهورٌ ومَسلوبٌ ۲ .

3 / 5

هَيهاتَ أن أطلَعَ بِكُم سَرارَ العَدلِ

۲۷۶۷.الإمام عليّ عليه السلام :أيَّتُهَا النُّفوسُ المُختَلِفَةُ وَالقُلوبُ المُتَشَتِّتَةُ ، الشّاهِدَةُ أبدانُهُم ، وَالغائِبَةُ عَنهُم عُقولُهُم ، أظأَرُكُم ۳ عَلَى الحَقِّ وأنتُم تَنفِرونَ عَنهُ نُفورَ المِعزى مِن وَعوَعَةِ الأَسَدِ ، هَيهاتَ أن أطلَعَ بِكُم سَرارَ ۴ العَدلِ ، أو اُقيمَ اعوِجاجَ الحَقِّ .
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُنِ الَّذي كانَ مِنّا مُنافَسَةً في سُلطانٍ ، ولَا التِماسَ شَيء

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۵ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۷۱ ح۶۰۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۰ عن زيد بن وهب ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۵۴ وفيه من «يتنقّص» إلى «ساهون» ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۸ وفيه إلى «ساهون» ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۷۰ ؛ الغارات : ج۱ ص۳۶ كلّها نحوه .

3.أي أعطفكم (النهاية : ج۳ ص۱۵۴) .

4.سَرار الشهر : آخر ليلة يستسرّ الهلال بنور الشمس (النهاية : ج۲ ص۳۵۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
72

3 / 3

لا غَناءَ في كَثرَةِ عَدَدِكُم

۲۷۶۴.نهج البلاغة :مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام وقَد جَمَعَ النّاسُ وحَضَّهُم عَلَى الجِهادِ فَسَكَتوا مَلِيّا ، فَقالَ : ما بالُكُم أمُخرَسونَ أنتُم ؟
فَقالَ قَومٌ مِنهُم : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إن سِرتَ سِرنا مَعَكَ .
فَقالَ عليه السلام : ما بالُكُم ! لا سُدِّدتُم لِرُشدٍ ، ولا هُديتُم لِقَصدٍ ! أفي مِثلِ هذا يَنبَغي لي أن أخرُجَ ؟ ! وإنّما يَخرُجُ في مِثلِ هذا رَجُلٌ مِمَّن أرضاهُ مِن شُجعانِكُم وذَوي بَأسِكُم ، ولا يَنبَغي لي أن أدَعَ الجُندَ ، وَالمِصرَ ، وبَيتَ المالِ ، وجِبايَةَ الأَرضِ ، وَالقَضاءَ بَينَ المُسلِمينَ ، وَالنَّظَرَ في حُقوقِ المُطالِبينَ ، ثُمَّ أخرُجُ في كَتيبَةٍ أتبَعُ اُخرى ، أتَقَلقَلُ تَقَلقُلَ القِدحِ فِي الجَفيرِ ۱ الفارِغِ ، وإنَّما أنَا قُطبُ الرَّحا ؛ تَدورُ عَلَيَّ وأنا بِمَكاني ، فَإِذا فارَقتُهُ استَحارَ مَدارُها ، وَاضطَرَبَ ثِفالُها ۲ . هذا لَعَمرُ اللّهِ الرَّأيُ السّوءُ .
وَاللّهِ لَولا رَجائِيَ الشَّهادَةَ عِندَ لِقائِيَ العَدُوَّ ـ ولَو قَد حُمَّ ۳
لي لِقاؤُهُ ـ لَقَرَّبتُ رِكابي ثُمَّ شَخَصتُ عَنكُم ، فَلا أطلُبُكُم ما اختَلَفَ جُنوبٌ وشَمالٌ ، طَعّانينَ عَيّابينَ حَيّادينَ رَوّاغينَ .
إنَّهُ لا غَناءَ في كَثرَةِ عَدَدِكُم مَعَ قِلَّةِ اجتِماعِ قلُوبِكُم ، لَقَد حَمَلتُكُم عَلَى الطَّريقِ الواضِحِ الَّتي لا يَهلِكُ عَلَيها إلّا هالِكٌ ؛ مَنِ استَقامَ فَإِلَى الجَنَّةِ ، ومَن زَلَّ فَإِلَى النّارِ ! ۴

1.الجفير : الكنانة والجَعبة التي تُجعل فيها السهام (النهاية : ج۱ ص۲۷۸) .

2.الثِّفال : جِلدة تبسط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق (النهاية : ج۱ ص۲۱۵) .

3.حُمّ له ذلك : قُدِّر (لسان العرب : ج۱۲ ص۱۵۱) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165045
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي