مِن فُضولِ الحُطامِ ، ولكِن لِنَرُدَّ المَعالِمَ مِن دينِكَ ، ونُظهِرَ الإِصلاحَ في بِلادِكَ ؛ فَيَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِكَ ، وتُقامَ المُعَطَّلَةُ منِ حُدودِكَ .
اللّهُمَّ إنّي أوَّلُ مَن أنابَ ، وسَمِعَ وأجابَ ، لَم يَسبِقني إلّا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالصَّلاةِ ، وقَد عَلِمتُم أنَّهُ لا يَنبَغي أن يَكونَ الوالي عَلَى الفُروجِ ، وَالدِّماءِ ، وَالمَغانِمِ ، وَالأَحكامِ ، وإمامَةِ المُسلِمينَ البَخيلَ ؛ فَتَكونَ في أموالِهِم نَهمَتُهُ ، ولَا الجاهِلُ ؛ فَيُضِلَّهُم بِجَهلِهِ ، ولَا الجافي ؛ فَيَقطَعَهُم بِجَفائِهِ ، ولَا الحائِفُ لِلدُّوَلِ ۱ ؛ فَيَتَّخِذَ قَوماً دونَ قَومٍ ، ولَا المُرتَشي فِي الحُكمِ ؛ فَيَذهَبَ بِالحُقوقِ ويَقِفَ بِها دونَ المَقاطِعِ ، ولَا المُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ ؛ فَيُهلِكَ الاُمَّةَ ۲ .
3 / 6
ما لي أراكُم عَنِ اللّهِ ذاهِبينَ ؟
۲۷۶۸.الإمام عليّ عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! غَيرُ المَغفولِ عَنهُم ، وَالتّارِكونَ ، المَأخوذُ مِنهُم . ما لي أراكُم عَنِ اللّهِ ذاهبِينَ ، وإلى غَيرِهِ راغِبينَ ؟ كَأَنَّكُم نَعَمٌ أراحَ بِها سائِمٌ إلى مَرعىً وَبِيٍّ ومَشرَبٍ دَوِيٍّ . وإنَّما هِيَ كَالمَعلوفَةِ لِلمُدى لا تَعرِفُ ماذا يُرادُ بِها ! إذا اُحسِنَ إلَيها تَحسَبُ يَومَها دَهرَها ، وشِبعَها أمرَها .
وَاللّهِ لَو شِئتُ أن اُخبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنكُم بِمَخرَجِهِ ومَولِجِهِ وجَميعِ شَأنِهِ لَفَعَلتُ ، ولكِن أخافُ أن تَكفُروا فِيَّ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
ألا وإنّي مُفضيهِ إلَى الخاصَّةِ مِمَّن يُؤمَنُ ذلِكَ مِنهُ . وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ وَاصطَفاهُ عَلَى الخَلقِ ما أنطِقُ إلّا صادِقاً . وقَد عَهِدَ إلَيَّ بِذلِكَ كُلِّهِ ، وبِمَهلِكِ مَن يَهلِكُ ، ومَنجى