125
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
124

۴۰۱۸.وله أيضا :
أم مَن سَرى مَعَهُ سِواهُ عِندَما
مَضَيا بِعَونِ اللّهِ يَبتَدِرانِ

نَحوَ البَنِيَّةِ بَيتِهِ العالِي الَّذي
ما زالَ يُعرَفُ شامِخَ البُنيانِ

حَتّى إذَا انتَهَيا إلَيهِ بِسُدْفَةٍ۱
وهُما لِما قَصَدا لَهُ وَجِلانِ

وتَفَرَّقَ الكُفّارُ عَن أركانِهِ
وخَلَا المَقامُ وهَوَّمَ الحَيّانِ

أهوى لِيَحمِلَهُ قَراهُ وَصِيُّهُ
فَوَنى سِوى ألف ونى هذانِ۲

إنَّ النُّبُوَّةَ لَم يَكُن لِيُقِلَّها
إلّا نَبِيٌّ أيِّدُ النَّهَضانِ

فَحَنَى النَّبِيُّ لَهُ مَطاهُ وقالَ قُم
فَاركَب ولا تَكُ عَنهُ بِالخَشيانِ

فَعَلاهُ وَهوَ لَهُ مُطيعٌ سامِعٌ
بِأَبِي المُطيعُ مَعَ المُطاعِ الحاني

ولَوِ انَّهُ مِنهُ يَرومُ بَنانُهُ
نَجما لَنالَ مَطالِعَ الدَّبَرانِ۳

فَتَناوَلَ الصَّنَمَ الكَبيرَ فَزَجَّهُ
مِن فَوقِهِ ورَماهُ بِالكَذّانِ۴

حَتّى تَحَطَّمَ مَنكِباهُ ورَأسُهُ
ووَهَى القَوائِمُ۵وَالتَقَى الطَّرَفانِ

ونَحا بِصَمَّ جَلامِدِ أوثانِهِم
فَأَبادَها بِالكَسرِ وَالإِيهانِ

وغَدا عَلَيهِ الكافِرونَ بِحَسرَةٍ
وهُمُ بِلا صَنَمٍ ولا أوثانِ

أم مَن شَرى للّهِِ مُهجَةَ نَفسِهِ
دونَ النَّبِيِّ عَلَيهِ ذو تُكلانِ

هَل جادَ غَيرُ أخيهِ ثُمَّ بِنَفسِهِ
فَوقَ الفِراشِ يَغِطُّ كَالنَّعسانِ

أم مَن عَلَى المِسكينِ جادَ بِقوتِهِ
وعَلَى اليَتيمِ مَعَ الأَسيرِ العاني

حَتّى تَلَا التّالونَ فيها سورَةً
عُنوانُها هَلَ اتى عَلَى الإِنسانِ

أم مَن طَوى يَومَينِ لَم يَطعَم ولَم
تَطعَم حَليلَتُهُ وَلَا الحَسَنانِ

فَمَضى لِزَوجَتِهِ بِبَعضِ ثِيابِها
لِيَبيعَهُ فِي السّوقِ كَالعَجلانِ

يَهوَى ابتِياعَ جَرادِقَ لِعِيالِهِ
مِن بَينِ ساغِبَةٍ ومِن سَغبانِ

إذ جاءَ مِقدادٌ يُخَبِّرُ أنَّهُ
مُذ لَم يَذُق أكلاً لَهُ يَومانِ

إلى أن يقول :

أم مَن لَهُ فِي الطَّيرِ قالَ نَبِيُّهُ
قَولاً يُنيرُ بِشَرحِهِ الاُفُقانِ

يا رَبِّ جِئ بِأَحَبِّ خَلقِكَ كُلِّهِم
شَخصا إلَيكَ وخَيرِ مَن يَغشاني!

كَيما يُواكِلَني ويُؤنِسَ وَحشَتي
وَالشّاهِدانِ بِقَولِهِ عَدلانِ

فَبَدا عَلِيٌّ كَالهِزَبرِ ووَجهُهُ
كَالبَدرِ يَلمَعُ أيَّما لَمَعانِ

فَتَواكَلا وَاستَأنَسا وتَحَدَّثا
بِأَبي واُمّي ذلِكَ الحِدثانِ

أم مَن لَهُ ضَرَبَ النَّبِيُّ بِحُبِّهِ
مَثَلَ ابنِ مَريَمَ إنَّ ذاكَ لشانِ

إذ قالَ: يَهلِكُ في هَواكَ وفِي القِلى
لَكَ يا عَلِيُّ جَلالَةُ جيلانِ

كَعِصابَةٍ قالُوا المَسيحُ إلهُنا
فَردٌ ولَيسَ لِأُمِّهِم مِن ثانِ

وعِصابَةٌ قالوا كَذوبٌ ساحِرٌ
خُشِيَ الوُقوفُِ بِهِ عَلى بُهتانِ

فَكَذاكَ فَردٌ لَيسَ عيسى كَالَّذي
جَهلاً عَلَيهِ تَخَرَّصَ القَولانِ

وكَذا عَلِيٌّ قَد دَعاهُ إلهَهُم
قَومٌ فَأَحرَقَهُم ولَم يَستانِ

وأباهُ قَومٌ آخَرونَ قِلىً لَهُ
مِن بَينِ مُنتَكِثٍ وذي خِذلانِ

أم أيُّهُم فَخَرَ الأَنامَ بِخَصلَةٍ
طالَت طِوالَ فُروعِ كُلِّ عِنانِ

مِن بَعدِ أن بَعَثَ النَّبِيُّ إلى مِنىً
بِبَراءَةَ مَن كانَ بِالخَوّانِ

فيها فَأَتبَعَهُ رَسولاً رَدَّهُ
تَعدو بِهِ القَصواءُ۶كَالسِّرحانِ۷

كانَت لِوَحي منزل وافى بِهِ الـ
ـرّوحُ الأَمينُ فَقَصَّ عَن تِبيانِ

إذ قالَ لا عَنّي يُؤَدّي حُجَّتي
إلّا أنَا أو لي نَسيبٌ داني

أم مَن يَقولُ لَهُ سَأُعطي رايَتي
مَن لَم يَفِرَّ ولَم يَكُن بِجَبانِ

رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ وهُوَ يُحِبُّهُ
قَرْما۸يَنالُ السَّبقَ يَومَ رِهانِ

وعَلى يَدَيهِ اللّهُ يَفتَحُ بَعدَما
وافَى النَّبِيَّ بِرَدِّهَا الرَّجُلانِ

فَدَعا عَلِيّا وَهوَ أرمَدُ لا يَرى
أن تَستَمِرَّ بِمِشيَةِ الرَّجُلانِ

فَهَوى إلى عَينَيهِ يَتفِلُ فيهِما
وعَلَيهِما قَد أطبَقَ الجَفنانِ

فَمَضى بِها مُستَبشِرا وكَأَنَّما
مِن ريقِهِ عَيناهُ مِرآتانِ

فَأَتاهُ بِالفَتحِ النَّجيحِ ولَم يَكُن
يَأتي بِمِثلِ فُتوحِهِ العُمَرانِ

أم مَن أقَلَّ بِخَيبَرَ البابَ الَّذي
أعيا بِهِ نَفَرٌ مِنَ الأَعوانِ۹

1.السُّدْفة : من الأضداد تقع على الضياء والظلمة ، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر والإسفار (النهاية : ج۲ ص۳۵۴) .

2.كذا في المصدر .

3.الدَّبَران : خمسة كواكب من الثور ، يقال إنّه سَنامه ، وهو من منازل القمر (الصحاح : ج۲ ص۶۵۳) .

4.الكذّان : حجارة فيها رخاوة (لسان العرب : ج۱۳ ص۳۵۷) .

5.في المصدر : «القائم» ، والصحيح ما أثبتناه .

6.القَصْواء : الناقة التي قُطع طرف اُذنها ، ولم تكن ناقة النبيّ صلى الله عليه و آله قصواء ، وإنّما كان هذا لقبا لها (النهاية : ج۴ ص۷۵) .

7.السرحان : الذئب ، وقيل : الأسد (النهاية : ج۲ ص۳۵۸) .

8.القَرْم من الرجال : السيّد المعظّم (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۷۳) .

9.أعيان الشيعة : ج۳ ص۲۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۴۱ وفيه إلى «ولا أوثان» ونسبها لابن الأسود الكاتب وراجع ص۶۱ و ص۱۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 256032
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي