10 / 15
المُفَجَّعُ ۱
۴۰۱۹.من أكابر الاُدباء في القرن الرابع ، يقول :
لَم يَكُن أمرُهُ بِدَوحاتِ خُمٍّ
مُشكِلاً عَن سَبيلِهِ مَلوِيّا
إنَّ عَهدَ النَّبِيِّ في ثَقَلَيهِ
حُجَّةٌ كُنتُ عَن سِواها غَنِيّا
نَصَبَ المُرتَضى لَهُم في مَقامٍ
لَم يَكُن خامِلاً هُناكَ دَنِيّا
عَلَما قائِما كَما صَدَعَ البَد
رُ تَماما دُجُنَّةً۲أو دَجِيّا
قالَ : هذا مَولىً لِمَن كُنتُ مَولا
هُ جِهارا يَقولُها جَهْوَرِيّا
والِ يا رَبِّ مَن يُواليهِ وَانصُرْ
هُ وعادِ الَّذي يُعادِي الوَصِيّا
إنَّ هذَا الدُّعا لِمَن يَتَعَدّى
راعِيا فِي الأَنامِ أم مَرعِيّا
لا يُبالي أماتَ مَوتَ يَهودٍ
مَن قَلاهُ أو ماتَ نَصرانِيّا
مَن رَأى وَجهَهُ كَمَن عَبَدَ اللـّ
ـهَ مُديمَ القُنوتِ رُهبانِيّا
كانَ سُؤلَ النَّبِيِّ لَمّا تَمَنّى
حينَ أهدوهُ طائِرا مَشوِيّا
إذ دَعَا اللّهَ أن يَسوقَ أحَبَّ الـ
ـخَلقِ طُرّا إلَيهِ سَوْقا وَحِيّا۳
فَإِذا بِالوَصِيِّ قَد قَرَعَ البا
بَ يُريدُ السَّلامَ رَبّانِيّا
فَثَناهُ عَنِ الدُّخولِ مِرارا
أنَسٌ حينَ لَم يَكُن خَزرَجِيّا
وذَخيرا لِقَومِهِ وأبَى الرَّحـ
ـمنُ إلّا إمامَنَا الطّالِبِيّا
ورَمى بِالبَياضِ مَن صَدَّ عَنهُ
وحَبَا الفَضلَ سَيِّدا أريَحِيّا۴
1.أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الكاتب النحوي المصري ، الملقّب بالمفجّع : أوحديّ من رجالات العلم والحديث ، مدحه أصحابنا الإماميّة بحسن العقيدة وسلامة المذهب وسداد الرأي ، وقد أكثر في شعره الثناء على أهل البيت عليهم السلاموالتفجّع لما انتابهم من المصائب والفوادح ، ولذا لقّبه مناوئوه المتنابزون بالألقاب بالمفجّع ، وكان شاعر البصرة وأديبها ، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويُقرأ عليه الشعر واللغة والمصنّفات ، وشعره مشهور ، ولد المفجّع بالبصرة وتوفّي بها سنة (۳۲۷ ه ) (راجع الغدير : ج۳ ص۳۶۱) .
2.الدجنة : الظلمة ، والدياجي : الليالي المظلمة (النهاية : ج۲ ص۱۰۲) .
3.الوَحِيّ ـ على فعليل ـ : السريع (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۸۲) .
4.الغدير : ج۳ ص۳۵۳ .