129
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

10 / 17

أبُو الفَتحِ مَحمودُ بنُ مُحَمَّدٍ كَشاجِمٌ ۱

۴۰۲۱.من نوابغ القرن الرابع ، يقول :ووالِدُهُم سَيِّدُ الأَوصياءِ
ومُعطِي الفَقيرِ ومُردِي البَطَلْ

ومَن عَلَّمَ السُّمْرَ طَعنَ الحَلِيّ
لَدَى الرَّوعِ وَالبيضَ ضَربَ القُلَلْ۲

ولَو زالَتِ الأَرضُ يَومَ الهِيا
جِ مِن تَحتِ أخمَصِهِ لَم يَزُلْ

ومَن صَدَّ عَن وَجهِ دُنياهُمُ
وقَد لَبِسَت حُليِها وَالحُلَلْ

وكانَ إذا ما اُضيفوا إلَيهِ
فَأَرفَعُهُم رُتبَةً فِي المَثَلْ

سماءٌ اُضيفَ إلَيهَا الحَضيضْ
وبَحرٌ قَرَنتَ إلَيهِ الوَشَلْ۳

بِجودٍ تَعَلَّمَ مِنهُ السَّحابْ
وحِلمٍ تَوَلَّدَ مِنهُ الجَبَلْ

وكَم شُبهَةٌ بِهُداهُ جَلا
وكَم خُطَّةٌ بِحِجاهُ فَصَلْ

وكَم أطفَأَ اللّهُ نارَ الضَّلالْ
بِهِ وَهْيَ تَرمِي الهُدى بِالشُّعَلْ

ومَن رَدَّ خالِقُنا شَمسَهُ
عَلَيهِ وقَد جَنَحَت لِلطَّفَلْ۴

ولَو لَم تَعُد كانَ في رَأيِهِ
وفي وَجهِهِ مِن سَناها بَدَلْ

ومَن ضَرَبَ النّاسَ بِالمُرهَفاتْ۵
عَلَى الدّينِ ضَربَ عِرابِ الإِبِلْ

وقَد عَلِموا أنَّ يَومَ الغَديرْ
بِغَدرِهُمُ جَرَّ يَومَ الجَمَلْ۶

1.أبو الفتح محمود بن محمّد بن الحسين بن سندي بن شاهك الرملي ، المعروف بكشاجم : هو نابغة من رجالات الاُمّة ، وفذّ من أفذاذها ، كان شاعرا كاتبا متكلّماً منجّما منطقيّا محدّثا ، وإنّما لقّب نفسه بكشاجم إشارة بكلّ حرف منها إلى علم . فبالكاف إلى أنّه كاتب ، وبالشين إلى أنّه شاعر ، وبالألف إلى أدبه أو إنشاده ، وبالجيم إلى نبوغه في الجدل أو جوده ، وبالميم إلى أنّه متكلّم منطقي أو منجِّم . كانت ولادته في أواسط القرن الثالث كما يلوح من شعره ، وكان إماميّا صادق التشيّع ، مواليا لأهل بيت الوحي ، متفانيا في ولائهم . وكان من مصاديق الآية الكريمة «يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ» (الأنعام : ۹۵) فإنّ نصب جدّه السندي بن شاهك وعداءه لأهل البيت الطاهر ، وضغطه واضطهاده الإمام موسى الكاظم عليه السلام في سجن هارون ممّا سار به الركبان ، إلّا أنّ حفيده كان من محبّيهم والمجاهرين بولائهم ، ووقع الاختلاف في تاريخ وفاته فقيل : سنة (۳۶۰ ه ) وقيل : سنة (۳۵۰ ه ) وقيل : سنة (۳۳۰ ه ) (راجع الغدير : ج۴ ص۴) .

2.جمع قُلّة ؛ وهي من كلّ شيء : رأسه وأعلاه (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۶۵) .

3.الوَشَل : الماء القليل (النهاية : ج۵ ص۱۸۹) .

4.طَفَلَت الشمس : دنت للغروب (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۰۳) .

5.الرَّهْف : الرقّة واللطف ، وأرهفت سيفي : أي رقّقته ؛ فهو مرهف (لسان العرب : ج۹ ص۱۲۸) .

6.الغدير : ج۴ ص۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
128

10 / 16

أحمَدُ الصَّنَوبَرِيُ ۱

۴۰۲۰.من جهابذة الشعراء في القرن الرابع ، يقول :
أ لَيسَ مَن حَلَّ مِنهُ في اُخُوَّتِهِ
مَحَلَّ هارونَ مِن موسَى بنِ عِمرانِ

صَلّى إلَى القِبلَتَينِ المُقتَدى بِهِما
وَالنّاسُ عَن ذاكَ في صُمٍّ وعُميانِ

ما مِثلُ زَوجَتِهِ اُخرى يُقاسُ بِها
ولا يُقاسُ إلى سِبطَيهِ سِبطانِ

فَمُضمِرُ الحُبِّ في نورٍ يُخَصُّ بِهِ
ومُضمِرُ البُغضِ مَخصوصٌ بِنيرانِ

هذا غَدا مالِكٌ فِي النّارِ يَملِكُهُ
وذاكَ رِضوانُ يَلقاهُ بِرِضوانِ

قالَ النَّبِيُّ لَهُ : أشقَى البَرِيَّةِ يا
عَلِيُّ إن ذُكِرَ الأَشقى شَقِيّانِ

هذا عَصى صالِحا في عَقرِ ناقَتِهِ
وذاكَ فيكَ سَيَلقاني بِعِصيانِ

لَيَخضِبَنْ هذِهِ مِن ذا أبا حَسَنٍ
في حينَ يَخضِبُها مِن أحمَرٍ قانِ

نِعْمَ الشَّهيدانِ رَبُّ العَرشِ يَشهَدُ لي
وَالخَلقُ إنَّهُما نِعمَ الشَّهيدانِ

مَن ذا يُعَزِّي النَّبِيَّ المُصطَفى بِهِما
مَن ذا يُعَزِّيهِ مِن قاصٍ ومِن دانِ

مَن ذا لِفاطِمَةَ اللَّهفى يُنَبِّؤُها
عَن بَعلِها وَابنِها إنباءَ لَهفانِ ؟

مِن قابِضِ النَّفسِ فِي المِحرابِ مُنتَصِبٌ
وقابِضِ النَّفسِ فِي الهَيجاءِ عَطشانِ ؟

نَجمانِ فِي الأَرضِ بَل بَدرانِ قَد أفَلا
نَعَم وشَمسانِ إمّا قُلتَ شَمسانِ

سَيفانِ يُغمَدُ سَيفُ الحَربِ إن بَرَزا
وفي يَمينِهِما لِلحَربِ سَيفانِ۲

1.أحمد بن محمّد بن الحسن بن مرار الجزري الرقّي الضبّي الحلبي ، الشهير بالصنوبري : شاعر شيعي مُجيد ، جمع شعره بين طرفي الرقّة والقوّة ، ونال من المتانة وجودة الاُسلوب حظّه الأوفر . ولد سنة (۳۰۳ ه ) وتوفّي سنة (۳۳۴ ه ) (راجع الغدير : ج۳ ص۳۶۹) .

2.أعيان الشيعة : ج۳ ص۹۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۱۶ و ص۳۹۹ و ص۳۰۹ و ص۲۳۸ ، الغدير : ج۳ ص۳۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 255889
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي