15
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

قالَ : فَكَيفَ رَأَيتِهِ ؟
قالَت : رَأَيتُهُ وَاللّهِ لم يَفتِنهُ المُلكُ الَّذي فَتَنَكَ ، ولَم تَشغَلهُ النِّعمَةُ الَّتي شَغَلَتكَ .
قالَ : فَهَل سَمِعتِ كَلامَهُ ؟
قالَت : نَعَم وَاللّهِ ، فَكانَ يَجلُو القَلبَ مِنَ العَمى ، كَما يَجلُو الزَّيتُ صَدَأَ الطَّستِ .
قالَ : صَدَقتِ ، فَهَل لَكِ مِن حاجَةٍ ؟
قالَت : أ وَ تَفعَلُ إذا سَأَلتُكَ ؟
قالَ : نَعَم .
قالَت : تُعطيني مِئَةَ ناقَةٍ حَمراءَ فيها فَحلُها وراعيها .
قالَ : تَصنَعينَ بِها ماذا ؟
قالَت : أغذوا بِأَلبانِهَا الصِّغارَ ، وأستَحيي بِهَا الكِبارَ ، وأكتَسِبُ بِهَا المَكارِمَ ، واُصلِحُ بِها بَينَ العَشائِرِ .
قالَ : فَإِن أعطَيتُكِ ذلِكَ ، فَهَل أحُلُّ عِندَكِ مَحَلَّ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟
قالَت : ماءٌ ولا كَصَدّاءٍ ، ومَرعىً ولا كَالسَّعدانِ ، وفَتىً ولا كَمالِكٍ ۱ ، يا سُبحانَ اللّهِ ! أ وَدونَهُ ؟ !
فَأَنشَأَ مُعاوِيَةُ يَقولُ :

إذا لَم أعُد بِالحِلمِ مِنّي عَلَيكُمُ
فَمَن ذَا الَّذي بَعدي يُؤَمَّلُ لِلحِلمِ

خُذيها هَنيئا وَاذكُري فِعلَ ماجِدِ
جَزاكِ عَلى حَربِ العَداوَةِ بِالسِّلمِ

1.صَدّاء : رَكِيَّة لم يكن عندهم ماء أعذب من مائها . والسَّعدان : أخثر العشب لبنا ، وهو من أنجع المراعي في المال . ومالك هو ابن نويرة (مجمع الأمثال : ج۳ ص۲۶۷ الرقم ۳۸۴۲ و ج۲ ص۴۵۰ الرقم ۲۷۶۲) وهذه أمثال ثلاثة تضرب للشيء يفضل على أشباهه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
14

7 / 6

خالِدُ بنُ مُعَمَّرٍ

۳۸۹۳.الصواعق المحرقة :قالَ مُعاوِيَةُ لِخالِدِ بنِ مُعَمَّرٍ : لِمَ أحبَبتَ عَلِيّا عَلَينا ؟ قالَ : عَلى ثَلاثِ خِصالٍ : عَلى حِلمِهِ إذا غَضِبَ ، وعَلى صِدقِهِ إذا قالَ ، وعَلى عَدلِهِ إذا حَكَمَ ۱ .

7 / 7

دارِمِيَّةُ الحَجونِيَّةُ

۳۸۹۴.العقد الفريد عن أبي سهل التميمي :حَجَّ مُعاوِيَةُ فَسَأَلَ عَنِ امرَأَةٍ مِن بَني كِنانَةَ كانَت تَنزِلُ بِالحَجونِ ۲ يُقالُ لَها : دارِمِيَّةُ الحَجونِيَّةُ . . . فَبَعَثَ إلَيها فَجيءَ بِها، فَقالَ : . . . أ تَدرينَ لِمَ بَعَثتُ إلَيكِ ؟ قالَت : لا يَعلَمُ الغَيبَ إلَا اللّهُ . قالَ : بَعَثتُ إلَيكِ لِأَسأَلَكِ : عَلامَ أحبَبتِ عَلِيّا وأبغَضتِني ، ووالَيتِهِ وعادَيتِني ؟ قالَت : أوَتُعفيني يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : لا اُعفيكِ .
قالَت : أمّا إذ أبَيتَ ؛ فَإِنّي أحبَبتُ عَلِيّا عَلى عَدلِهِ فِي الرَّعِيَّةِ ، وقَسمِهِ بِالسَّوِيَّةِ ، وأبغَضتُكَ عَلى قِتالِكَ مَن هُوَ أولى مِنكَ بِالأَمرِ ، وطِلبَتِكَ ما لَيسَ لَكَ بِحَقِّ ، ووالَيتُ عَلِيّا عَلى ما عَقَدَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ الوَلاءِ ، وحُبِّهِ المَساكينَ ، وإعظامِهِ لِأَهلِ الدّينِ ، وعادَيتُكَ عَلى سَفكِكَ الدِّماءَ ، وجَورِكَ فِي القَضاءِ ، وحُكمِكَ بِالهَوى . . . .
قالَ لَها : يا هذِهِ ! هَل رَأَيتِ عَلِيّا ؟
قالَت : إي وَاللّهِ .

1.الصواعق المحرقة : ص۱۳۲ ، الفصول المهمّة : ص۱۲۷ ؛ الأمالي للطوسي : ص۵۹۴ ح۱۲۲۹ ، تنبيه الخواطر : ج۲ ص۷۵ ، كشف الغمّة : ج۲ ص۳۶ وفي الثلاثة الأخيرة «ولي» بدل «حكم» .

2.جبل بأعلى مكّة عنده مدافن أهلها (معجم البلدان : ج۲ ص۲۲۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 229937
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي