153
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

10 / 30

الخَطيبُ الخُوارِزمِيُّ ۱

۴۰۴۸.من كبار المحدّثين والمؤرّخين في القرن السادس ، يقول :
ألا هَل فَتىً كَأَبي تُرابِ
وأنّى مِثلُهُ فَوقَ التُّرابِ ؟ !

إذا ما مُقلَتي رَمِدَت فَكُحلي
تُرابٌ مَسَّ نَعلَ أبي تُرابِ

مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ كَمِصرِ عِلمٍ
أميرُ المُؤمِنينَ لَهُ كَبابِ

هُوَ البَكّاءُ فِي المِحرابِ لكِنْ
هُوَ الضَّحّاكُ في يَومِ الحِرابِ

هُوَ المَولَى المُفَرِّقُ فِي المَوالي
جَرائِبَ قَد حَواها بالحرابِ

وعَن حَمراءِ بَيتِ المالِ أمسى
وعَن صَفرائِهِ صِفرَ الوِطابِ۲

شَياطينُ الوَغى دُحِروا دُحورا
بِهِ إذ سَلَّ سَيفا كَالشِّهابِ

نَعَمْ زَوجُ البَتولِ أخو أبيها
أبُو السِّبطَينِ رَوّاضُ الصِّعابِ

عَلِيٌّ ما عَلِيٌّ ما عَلِيٌّ!!
فَتىً يَومَ الكَتيبَةِ وَالكِتابِ

عَلِيٌّ بِالهِدايَةِ قَد تَحَلّى
ولَمّا يَدَّرَعُ بُردَ الثِّيابِ

عَلِيٌّ كاسِرُ الأَصنامِ لَمّا
عَلا كِتفَ النَّبِيِّ بِلَا احتِجابِ

عَلِيٌّ فِي النِّساءِ لَهُ وَصِيٌّ
أمينٌ لَم يُمانَع بِالحِجابِ

إلى أن قالَ :

عَلِيٌّ قاتِلٌ عَمرَو بنَ وَدٍّ
بِضَربٍ عامِرُ البَلَدِ الخَرابِ

عَلِيُّ بَراءَةٍ وغَديرُ خُمٍّ
ورايَةُ خَيبَرَ ضَرغامُ غابِ

إلى أن قالَ :

هُما مَثَلاً كَهارونَ وموسى
بِتَمثيلِ النَّبِيِّ بِلَا ارتِيابِ

بَنى فِي المَسجِدِ المَخصوصِ بابا
لَهُ إذ سَدَّ أبوابَ الصِّحابِ

كَأَنَّ النّاسَ كُلَّهُمُ قُشورٌ
ومَولانا عَلِيٌّ كَاللُّبابِ

وِلايَتُهُ بِلا رَيبٍ كَطوقٍ
عَلى رَغمِ المَعاطِسِ فِي الرِّقابِ

إذا عُمَرٌ تَخَبَّطَ في جَوابٍ
ونَبَّهَهُ عَلِيٌّ لِلصَّوابِ

يَقولُ بِعَدلِهِ : لَولا عَلِيٌّ
هَلَكتُ هَلَكتُ في دَركِ الجَوابِ۳

1.الحافظ أبو المؤيّد ، وأبو محمّد موفّق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق ابن المؤيّد المكّي الحنفي ، المعروف بأخطب خوارزم : كان فقيها غزير العلم ، حافظا ، محدِّثا كثير الطرق ، خطيبا متمكّنا في العربيّة ، خبيرا في السيرة والتاريخ ، أديبا شاعرا ، له كتب كثيرة منها : ۱ ـ ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام . ۲ ـ فضائل أمير المؤمنين عليه السلام المعروف بـ «المناقب» . ۳ ـ مقتل الإمام السبط الشهيد . ۴ ـ قضايا أمير المؤمنين عليه السلام . ۵ ـ الأربعين في مناقب النبيّ الأمين ووصيّه أمير المؤمنين عليه السلام . ۶ ـ ديوان شعره ، كما ذكره الچلبي في كشف الظنون . كان مولده سنة (۴۸۴ ه ) وتوفّي سنة (۵۶۸ ه ) (راجع الغدير : ج۴ ص۳۹۸) .

2.الوِطاب : جمع وَطْب ؛ وهو سقاء اللبن ، وصَفِرت وِطابُه : أي فَرَغت وخَلَت (لسان العرب : ج۱ ص۷۹۷) .

3.المناقب للخوارزمي : ص۳۹۹ ؛ الغدير : ج۴ ص۳۹۷ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
152

۴۰۴۷.وله في مدح أمير المؤمنين عليه السلام :
فَإِن يَكُن آدَمُ مِن قَبلِ الوَرى
نُبِيَّ وفي جَنَّةِ عَدنٍ دارُهُ

فَإِنَّ مَولايَ عَلِيٌّ ذُوالعُلى
مِن قَبلِهِ ساطِعَةٌ أنوارُهُ

تابَ عَلى آدَمَ مِن ذُنوبِهِ
بِخَمسَةٍ وَهوَ بِهِم أجارَهُ

وإن يَكُن نوحٌ بَنى سَفينَةً
تُنجيهِ مِن سَيلٍ طَمى تَيّارُهُ

فَإِنَّ مَولايَ عَلِيٌّ ذُوالعُلى
سَفينَةٌ يُنجى بِها أنصارُهُ

وإن يَكُن ذُوالنّونِ ناجى حوتَهُ
فِي اليَمِّ لَمّا كَضَّهُ حضارهُ۱

فَفي جُلَندى لِلأَنامِ عِبرَةٌ
يَعرِفُها مَن دَلَّهُ اختِيارُهُ

رُدَّت لَهُ الشَّمسُ بِأَرضِ بابِلَ
وَاللَّيلُ قَد تَجَلَّلَت أستارُهُ

وإن يَكُن موسى رَعى مُجتَهِدا
عَشرا إلى أن شَفَّهُ انتِظارُهُ

وسارَ بَعدَ ضُرِّهِ بِأَهلِهِ
حَتّى عَلَت بِالوادِيَينِ نارُهُ

فَإِنَّ مَولايَ عَلِيٌّ ذُوالعُلى
زَوَّجَهُ وَاختارَ مَن يَختارُهُ

وإن يَكُن عيسى لَهُ فَضيلَةٌ
تُدهِشُ مَن أدهَشَهُ انبِهارُهُ

مَن حَمَلَتهُ اُمُّهُ ما سَجَدَت
لِلّاتِ بَل شَغَلَهَا استِغفارُهُ۲

1.في الغدير : «حصاره» .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۶۵ ، الغدير : ج۴ ص۳۹۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242434
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي