17
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ» فَكَرِهتُ وَاللّهِ أن أخذُلَكَ فَيَخذُلَنِيَ اللّهُ ۱ .

7 / 10

سَودَةُ الهَمدانِيَّةُ

۳۸۹۷.بلاغات النساء عن محمّد بن عبيد اللّه :اِستَأذَنَت سَودَةُ بِنتُ عُمارَةَ بنِ الأَسكِ ۲ الهَمدانِيَّةُ عَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ فَأَذِنَ لَها ، فَلَمّا دَخَلَت عَلَيهِ قالَ : هِي يا بِنتَ الأَسكِ ! أ لَستِ القائِلَةَ يَومَ صِفّينَ :

شَمِّر كَفِعلِ أبيكَ يَابنَ عُمارَةَ
يَومَ الطِّعانِ ومُلتَقَى الأَقرانِ

وَانصُر عَلِيّا وَالحُسَينَ ورَهطَهُ
وَاقصِد لِهِندٍ وَابنِها بِهَوانِ

إنَّ الإِمامَ أخُو النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
عَلَمُ الهُدى ومَنارَةُ الإيمانِ

فَقِهِ الحُتوفَ وَسِر أمامَ لِوائِهِ
قُدُما بِأَبيضَ صارِمٍ وسِنانِ

قالَت : إي وَاللّهِ ، ما مِثلي مَن رَغِبَ عَنِ الحَقِّ أوِ اعتَذَرَ بِالكَذِبِ .
قالَ لَها : فَما حَمَلَكِ عَلى ذلِكَ ؟ قالَت : حُبُّ عَلِيٍّ عليه السلام وَاتِّباعُ الحَقِّ .
قالَ : فَوَاللّهِ ما أرى عَلَيكِ مِن أثَرِ عَلِيٍّ شَيئا . قالَت : أنشُدُكَ اللّهَ يا أميرَ المُؤمِنينَ وإعادَةَ ما مَضى وتَذكارَ ما قَد نُسِيَ !
قالَ : هَيهاتَ ما مِثلُ مَقامِ أخيكِ يُنسى ، وما لَقيتُ مِن أحَدٍ ما لَقيتُ مِن قَومِكِ وأخيكِ قالَت : صَدَقَ فوكَ ، لَم يَكُن أخي ذَميمَ المَقامِ ، ولا خَفِيَّ المَكانِ ، كانَ وَاللّهِ كَقَولِ الخُنَساءِ :
وإنَّ صَخرا لَتَأتَمُّ الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ علَمٌ في رَأسِهِ نارُ

قالَ : صَدَقتِ ، لَقَد كانَ كَذلِكِ ، فَقالَت : ماتَ الرَّأسُ وبُتِرَ الذَّنَبُ ، وبِاللّهِ أسأَلُ أميرَ المُؤمِنينَ إعفائي مِمَّا استَعفَيتُ مِنهُ . قالَ : قَد فَعَلتُ ، فَما حاجَتُكِ ؟
قالَت : إنَّكَ أصبَحتَ لِلنّاسِ سَيِّدا ، ولِأَمرِهِم مُتَقَلِّدا ، وَاللّهُ سَائِلُكَ مِن أمرِنا ومَا افتَرَضَ عَلَيكَ مِن حَقِّنا ، ولا يَزالُ يَقدُمُ عَلَينا مَن يَنوءُ بِعِزِّكَ ، ويَبطِشُ بِسُلطانِكَ ، فَيَحصِدُنا حَصدَ السُّنبُلِ ، ويَدوسُنا دَوسَ البَقَرِ ، ويَسومُنَا الخَسيسَةَ ، ويَسلُبُنَا الجَليلَةَ ، هذا بُسرُ بنُ أرطاةَ قَدِمَ عَلَينا مِن قِبَلِكَ ، فَقَتَلَ رِجالي ، وأخَذَ مالي ، يَقولُ لي : فوهي بِمَا أستَعصمُ اللّهَ مِنهُ وَألجَأُ إلَيهِ فيهِ ، ولَولَا الطّاعَةُ لَكانَ فينا عِزٌّ ومَنَعَةٌ ، فَإِمّا عَزَلتَهُ عَنّا فَشَكَرناكَ ، وإمّا لا فَعَرَّفناكَ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : أ تُهَدِّديني بِقَومِكِ ؟ ! لَقَد هَمَمتُ أن أحمِلَكِ عَلى قَتَبٍ ۳ أشرَسَ ، فَأَرُدَّكِ إلَيهِ ، يُنفِذُ فيكِ حُكمَهُ ، فَأَطرَقَت تَبكي ثُمَّ أنشَأَت تَقولُ :

صَلَّى الإِلهُ عَلى جِسمٍ تَضَمَّنَهُ
قَبرٌ فَأَصبَحَ فيهِ العَدلُ مَدفونا

قَد حالَفَ الحَقَّ لا يَبغي بِهِ بَدَلا
فَصارَ بِالحَقِّ وَالإيمانِ مَقرونا

قالَ لَها : ومَن ذلِكِ ؟
قالَت : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام .
قالَ : وما صَنَعَ بكِ حَتّى صارَ عِندَكِ كَذلِكِ ؟
قالَت : قَدِمتُ عَلَيهِ في رَجُلٍ وَلّاهُ صَدَقَتَنا قَدِمَ عَلَينا مِن قِبَلِهِ ، فَكانَ بَيني وبَينَهُ ما بَينَ الغَثِّ وَالسَّمينِ ، فَأَتيتُ عَلِيّا عليه السلام لِأَشكُوَ إلَيهِ ما صَنَعَ فَوَجَدتُهُ قائِما يُصَلّي ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيَّ انفَتَلَ مِن صَلاتِهِ ، ثُمَّ قالَ لي بِرَأفَةٍ وتَعَطُّفٍ : أ لَكِ حاجَةٌ ؟ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ ، فَبَكى ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّكَ أنتَ الشّاهِدُ عَلَيَّ وعَلَيهِم ، أنّي لَم آمُرهُم بِظُلمِ خَلقِك

1.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۴ ح۱۱۹ ، الاختصاص : ص۷۹ كلاهما عن عبد اللّه بن سنان .

2.كذا في المصدر، وفي العقد الفريد: «الأشتر» بدل «الأسك».

3.القَتَب : رَحل صغير على قَدر السنام (الصحاح : ج۱ ص۱۹۸) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
16

ثُمَّ قالَ : أما وَاللّهِ لَو كانَ عَلِيٌّ حَيّا ما أعطاكِ مِنها شَيئا . قالَت : لا وَاللّهِ ، ولا وَبرَةً وَاحِدَةً مِن مالِ المُسلِمينَ ۱ .

7 / 8

الرَّبيعُ بنُ خُثَيمٍ

۳۸۹۵.فضائل الصحابة عن منذر عن الربيع بن خثيم۲ـ وذَكَروا عِندَهُ عَلِيّا عليه السلام فَقالَ ـفضائل الصحابة عن منذر عن الربيع بن خثيم ۳ : ما رَأَيتُ أحَدا [ مِن ] ۴ مُبغِضيهِ أشَدَّ لَهُ بُغضا ، ولا مُحِبّيهِ أشَدَّ لَهُ حُبّا ، ولَم أرَهُم يَجِدونَ عَلَيهِ في حُكمِهِ ، وَاللّهُ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ : «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا»۵ . ۶

7 / 9

زَيدُ بنُ صوحانَ

۳۸۹۶.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا صُرِعَ زَيدُ بنُ صوحانَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الجَمَلِ ، جاءَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام حَتّى جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ فَقالَ : رَحِمَكَ اللّهُ يا زَيدُ ، قَد كُنتَ خَفيفَ المَؤونَةِ عَظيمَ المَعونَةِ .
قالَ : فَرَفَعَ زَيدٌ رَأسَهُ إلَيهِ وقالَ : وأنتَ فَجَزاكَ اللّهُ خَيرا يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَوَاللّهِ ما عَلِمتُكَ إلّا بِاللّهِ عَليما ، وفي اُمِّ الِكتابِ عَلِيّا حَكيما ، وأنَّ اللّهَ في صَدرِكَ لَعَظيمٌ .
وَاللّهِ ما قاتَلتُ مَعَكَ عَلى جَهالَةٍ ، ولكِنّي سَمِعتُ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله تَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعاد

1.العقد الفريد : ج۱ ص۳۴۲ ، بلاغات النساء : ص۱۰۵ عن أبي إسحاق المقدمي نحوه .

2.في المصدر : «خيثم» ، والصحيح ما أثبتناه .

3.ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .

4.البقرة : ۲۶۹ .

5.فضائل الصحابة لابن حنبل : ج۲ ص۵۷۵ ح۹۷۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 325918
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي