185
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

۴۰۷۶.ومن كلام له يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام لمّا ورد إلى النجف الأشرف مع جمع من حجّاج بيت اللّه :
يا صاحِ ! هذَا المَشهَدُ الأَقدَسُ
قَرَّت بِهِ الأَعيُنُ وَالأَنفُسُ

وَالنَّجَفُ الأَشرَفُ بانَت لَنا
أعلامُهُ وَالمَعهَدُ الأَنفَسُ

وَالقُبَّةُ البَيضاءُ قَد أشرَقَتْ
يَنجابُ عَن لَألائِهَا الحِندِسُ

حَضرَةُ قُدسٍ لَم يَنَل فَضلَها
لَا المَسجِدُ الأَقصى ولَا المَقدِسُ

حَلَّت بِمَن حَلّ بِها رُتبَةٌ
يَقصُرُ عَنهَا الفَلَكُ الأَطلَسُ

تَوَدُّ لَو كانَت حَصا أرضِها
شُهُبُ الدُّجى وَالكُنَّسُ الخُنَّسُ

وتَحسُدُ الأَقدامَ مِنّا عَلَى
السَّعيِ إلى أعتابِهَا الأَرؤُسُ

فَقِف بِها وَالثِم ثَرى تُربِها
فَهِيَ المَقامُ الأَطهَرُ الأَقدَسُ

وقُل : صَلاةٌ وسَلامٌ عَلى
مَن طابَ مِنهَا الأَصلُ وَالمَغرِسُ

خَليفَةُ اللّهِ العَظيمِ الَّذي
مِن ضوئِهِ نورُ الهُدى يُقبَسُ

نَفسُ النَّبِيِّ المُصطَفى أحمَدٍ
وصِنوُهُ وَالسَّيِّدُ الأَرؤُسُ

العَلَمُ العَيلَمُ بَحرُ النَّدا
وبَرُّهُ وَالعالِمُ النِّقرِسُ۱

فَلَيلُنا مِن نورِهِ مُقمِرٌ
ويَومُنا مِن ضَوئِهِ مُشمِسُ

اُقسِمُ بِاللّهِ وآياتِهِ
ألِيَّةً تُنجي ولا تُغمِسُ

إنَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ
مَنارُ دينِ اللّهِ لا يُطمَسُ

ومَن حَباهُ اللّهُ أنباءَ ما
في كُتُبِهِ فَهوَ لَها فِهرِسُ

أحاطَ بِالعِلمِ الَّذي لَم يُحِط
بِمِثلِهِ بليا ولا هِرمِسُ

لَولاهُ لَم تُخلَق سَماءٌ ولا
أرضٌ ولا نُعمى ولا أبؤُسُ

ولا عَفَا الرَّحمنُ عَن آدَمٍ
ولانَجا مِن حوتِهِ يونُسُ

هذا أميرُ المُؤمِنينَ الَّذي
شَرائِعُ اللّهِ بِهِ تُحرَسُ

وحُجَّةُ اللّهِ الَّتي نورُها
كَالصُّبحِ لايَخفى ولا يُبلِسُ

تَاللّهِ لايَجحَدُها جاحِدٌ
إلَا امرُؤٌ في غَيِّهِ مُركَسُ

المُعلِنُ الحَقَّ بِلاخَشيَةٍ
حَيثُ خَطيبُ القَومِ لايَنبِسُ

وَالمُقحِمُ الخَيلَ وَطِيْسَ الوَغى
إذا تَناهَى البَطَلُ الأَحرَسُ

جِلبابُهُ يَومَ الفَخارِ التُّقى
لَا الطَّيلَسانُ الخَزُّ وَالبُرنُسُ

يَرفُلُ مِن تَقواهُ في حُلَّةٍ
يَحسُدُهَا الدّيباجُ وَالسُّندُسُ

يا خِيرَةَ اللّهِ الَّذي خَيرُهُ
يَشكُرُهُ النّاطِقُ وَالأَخرَسُ

عَبدُكَ قَد أمَّكَ مُستَوحِشاً
مِن ذَنبِهِ لِلعَفوِ يَستَأنِسُ

يَطوي إلَيكَ البَحرَ وَالبَرَّ لا
يوحِشُهُ شَيءٌ ولا يُؤنِسُ

طَوراً عَلى فَلَكٍ بِهِ سابِحٍ
وتارَةً تَسري بِهِ عِرْمِسُ۲

في كُلِّ هَيماءَ۳يَرى شَوكَها
كَأَنَّهُ الرَّيحانُ وَالنَّرجِسُ

حَتّى أتى بابَكَ مُستَبشِراً
ومَن أتى بابَكَ لايَيأَسُ

أدعوكَ يا مَولَى الوَرى موقِناً
إنَّ دُعائي عَنكَ لايُحبَسُ

فَنَجِّني مِن خَطبِ دَهرٍ غَداً
لِلجِسمِ مِنّي أبَداً يَنهَسُ

هذا ولَولا أملي فيكَ لَم
يُقَرَّ بي مَثوىً ولا مَجلِسُ

صَلّى عَلَيكَ اللّهُ مِن سَيِّدٍ
مَولاهُ فِي الدَّارَينِ لايوكَسُ۴

ما غَرَّدَت وَرقاءُ في رَوضَةٍ
وما زَهَت أغصانُهَا المَيِّسُ۵

1.النِّقرِس : الداهية الفطن . وطبيب نِقْرِس ؛ أي حاذق (لسان العرب : ج۶ ص۲۴۱) .

2.العِرْمِس : الناقة الصُّلبة الشديدة (لسان العرب : ج۶ ص۱۳۸) .

3.الهيماء : المفازة لا ماء بها (الصحاح : ج۵ ص۲۰۶۳) .

4.الوكس : النقص (لسان العرب : ج۶ ص۲۵۷) .

5.الغدير : ج۱۱ ص۳۵۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
184

10 / 47

السَّيِّدُ عَلي خانٍ المَدَنِيُّ ۱

۴۰۷۵.من نوابغ العلم والأدب في القرن الثاني عشر ، يقول :
أميرَ المُؤمِنينَ فَدَتكَ نَفسي
لَنا مِن شَأنِكَ العَجَبُ العُجابُ

تَوَلّاكَ الاُلى سَعِدوا فَفازوا
وناواكَ الَّذينَ شَقوا فَخابوا

ولَو عَلِمَ الوَرى ما أنتَ أضحَوا
لِوَجهِكَ ساجِدينَ ولَم يُحابوا

يَمينُ اللّهِ لَو كُشِفَ المُغَطّى
ووَجهُ اللّهِ لَو رُفِعَ الحِجابُ

خَفيتَ عَنِ العُيونِ وأنتَ شَمسٌ
سَمَت عَن أن يُجَلِّلَها سَحابُ

ولَيسَ عَلَى الصَّباحِ إذا تَجَلّى
ولَم يُبصِرهُ أعمَى العَينِ عابُ

لِسِرٍّ مّا دَعاكَ أبا تُرابٍ
مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ المُستَطابُ

فَكانَ لِكُلِّ مَن هُوَ مِن تُرابٍ
إلَيكَ وأنتَ عِلَّتُهُ انتِسابُ

فَلَولا أنتَ لَم يُخلَق سَماءٌ
ولَولا أنتَ لَم يُخلَق تُرابُ

وفيكَ وفي وَلائِكَ يَومَ حَشرٍ
يُعاقَبُ مَن يُعاقَبُ أو يُثابُ

بِفَضلِكَ أفصَحَتْ توراةُ موسى
وإنجيلُ ابنِ مَريَمَ وَالكِتابُ

فَيا عَجَباً لِمَن ناواكَ قِدماً
ومِن قَومٍ لِدَعوَتِهِم أجابوا

أزاغوا عَن صِراطِ الحَقِّ عَمداً
فَضَلّوا عَنكَ أم خَفِيَ الصَّوابُ

أمِ ارتابوا بِما لارَيبَ فيهِ
وهَل فِي الحَقِّ إذ صُدِعَ ارتِيابُ ؟

وهَل لِسواكَ بَعدَ غَديرِخُمٍّ
نَصيبٌ فِي الخِلافَةِ أو نِصابُ ؟

أ لَم يَجعَلكَ مَولاهُم فَذَلَّت
عَلى رَغمٍ هُناكَ لَكَ الرِّقابُ ؟

فَلَم يَطمَح إلَيها هاشِمِيٌّ
وإن أضحى لَهُ الحَسَبُ اللُّبابُ

فَمَن تَيمُ بنُ مُرَّةَ أو عَدِيٌّ ؟
وهُم سِيّانِ إن حَضَروا وغابوا

لَئِن جَحَدوكَ حَقَّكَ عَن شِقاءٍ
فَبِالأَشْقَينِ ما حَلَّ العِقابُ

فَكَم سَفِهَت عَلَيكَ حُلومُ قَومٍ
فَكُنتَ البَدرَ تَنبَحُهُ الكِلابُ۲

1.صدر الدين السيّد علي خان المدني الشيرازي : من ذخائر الدهر ، وحسنات العالم كلّه ، ومن عباقرة الدنيا ، فنّي كلّ فنّ ، والعلَم الهادي لكلّ فضيلة ، ألا وهو كلّ كتاب خطّه قلمه ، أو قريض نطق به فمه لايجد ملتحداً عن الإذعان بإمامته في كلّ تلكم المناحي ، وله مؤلّفات كثيرة .ولد سنة (۱۰۵۲ ه ) ، وتوفّي سنة (۱۱۲۰ ه ) ، ودفن في شيراز بحرم الشاه چراغ أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر سلام اللّه عليه (الغدير : ج۱۱ ص۳۴۶) .

2.الغدير : ج۱۱ ص۳۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242453
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي