205
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة

1 / 1

لَم يَـكفُر بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ

۴۰۸۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ سُبّاقَ الاُمَمِ ثَلاثَةٌ لَم يَكفُروا طَرفَةَ عَينٍ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وصاحِبُ ياسينَ ، ومُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ ، فَهُمُ الصِّدِّيقونَ ، وعَلِيٌّ أفضَلُهُم ۱ .

۴۰۸۸.عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ ما كَفَروا بِاللّهِ قَطُّ : مُؤمِنُ آلِ ياسينَ ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وآسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ ۲ .

۴۰۸۹.عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ لَم يَكفُروا بِالوَحيِ طَرفَةَ عَينٍ : مُؤمِنُ آلِ ياسينَ ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وآسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ ۳ .

۴۰۹۰.الإمام عليّ عليه السلام :إنّي لَم اُشرِك بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ ، ولَم أعبُدِ اللّاتَ وَالعُزّى ۴ .

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۶ ؛ كفاية الطالب : ص۱۲۳ وفيه «لم يشركوا» بدل «لم يكفروا» وكلاهما عن أبي ليلى .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۱۳ ح۸۸۶۴ عن جابر .

3.تاريخ بغداد : ج۱۴ ص۱۵۵ ح۷۴۶۸ ؛ الخصال : ص۱۷۴ ح۲۳۰ كلاهما عن جابر .

4.الخصال : ص۵۷۲ ح۱ عن مكحول .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
204

نزرٌ يسير نذكره هنا من تضاعيف النصوص الدينيّة المأثورة عن الفريقين ؛ إذ لا يسَعنا الإحاطة بصفات شخصيّة كشخصيّة عليّ عليه السلام ؛ تلك الشخصيّة المتفرّدة التي لا مثيل لها في الإيمان والعلم والخُلق والفتوّة والشجاعة والرحمة . بل لا نجد إنسانا يحمل بين جنباته خصائص متضادّة ـ لا تُجمع في شخصٍ عادةً ـ كعليّ إذا نظر إلى العدوّ وصاح به في ساحات الوغى ارتعدت فرائصه وبلغ قلبُه حنجرتَه ، ولم يجرُؤ أقرانه على منازلته . وإذا نظر إلى دموع اليتيم مترقرقةً في عينيه ، أو أبصر من حنا الدهرُ ظَهرَه اهتزّ قلبه وجرت دموعه . . . فلذا عُرف بأنّه «جامع الأضداد» !
إنّه العديم النظير في التاريخ كلّه ، وفي جميع الميادين ؛ فهو المعجزة الكبرى للإسلام ولرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكيف لا يكون كذلك وقد تكفّلته النبوّة واحتضنته الرسالة في حجر هذا الرسول العظيم ، وهو الفاني في جمال الحقّ . لكنّه ـ مع كلّ ذلك ـ كيف كان يرى نفسه في مقابل النبيّ صلى الله عليه و آله ؟ نجد ذلك في جوابه عليه السلام لمّا عَجِب أحدُهم مرّةً من علمه الزاخر ومعرفته العميقة حتى ظنّ أنّه هو رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال له الإمام عليّ عليه السلام : «أنَا عَبدٌ مِن عَبيدِ مُحَمَّدٍ» ۱ .
كان عليه السلام منذ الأيّام الاُولى لحياته رفيق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعضده ، وكم يأسر القلوبَ تصويره عليه السلام لهذه المرافقة والملازمة في خطبته الطويلة المعروفة بالقاصعة ! ۲
قلب عليّ عليه السلام منهل الوحي الصافي الزلال ، وروحه معطّرة بالتعاليم الربّانيّة ، وقد بلور ذلك كلّه في ميدان القتال والسياسة .
وحياة عليّ عليه السلام مزيج عجيب من العلم والعمل ، والزهد والسعي . وهو أسد الحروب والكفاح ، وروحه الكبيرة متعلّقة بالملكوت الأعلى في جوف الليل !

1.راجع : ج ۴ ص ۵۲۷ (أنا عبد من عبيد محمّد) .

2.راجع : ص ۲۲۴ (كلام في بدءِ إسلام الإمام) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242432
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي