211
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

وقامَ ثُمَّ رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قامَ . فَرَأَينا شَيئاً أنكَرناهُ ، لَم نَكُن نَعرِفُهُ بِمَكَّةَ ، فَأَقبَلنا عَلَى العَبّاسِ ، فَقُلنا : يا أبَا الفَضلِ ! إنَّ هذَا الدّينَ حَدَثَ فيكُم ، أو أمرٌ لَم نَكُن نَعرِفُهُ ؟ قالَ : أجَل وَاللّهِ ما تَعرِفونَ هذا ، هذَا ابنُ أخي مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ، وَالغُلامُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وَالمَرأَةُ خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ امرَأَتُهُ ، أما وَاللّهِ ما عَلى وَجهِ الأَرضِ أحَدٌ نَعلَمُهُ يَعبُدُ اللّهَ بِهذا الدّينِ إلّا هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ ۱ .

۴۱۱۲.مسند ابن حنبل عن إياس بن عفيف الكندي عن أبيه :كُنتُ امرَأً تاجِرا ، فَقَدِمتُ الحَجَّ فَأَتَيتُ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ لِأَبتاعَ مِنهُ بَعضَ التِّجارَةِ ، وكانَ امرَأً تاجِرا ، فَوَاللّهِ إنّي لَعِندَهُ ـ بِمِنىً ـ إذ خَرَجَ رَجُلٌ مِن خِباءٍ قَريبٍ مِنهُ ، فَنَظَرَ إلَى الشَّمسِ ، فَلَمّا رَآها مالَت ـ يَعني : قامَ يُصَلّي ـ .
قالَ : ثُمَّ خَرَجَتِ امرَأَةٌ مِن ذلِكَ الخِباءِ الَّذي خَرَجَ مِنهُ ذلِكَ الرَّجُلُ ، فَقامَت خَلفَهُ تُصَلّي ، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حينَ راهَقَ الحُلُمَ مِن ذلِكَ الخِباءِ ، فَقامَ مَعَهُ يُصَلّي .
قالَ : فَقُلتُ لِلعَبّاسِ : مَن هذا يا عَبّاسُ ؟
قالَ : هذا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ابنُ أخي .
قالَ : فَقُلتُ : مَن هذِهِ المَرأَةُ ؟ قالَ : هذِهِ امرَأَتُهُ خَديجَةُ ابنَةُ خُوَيلِدٍ .
قالَ : قُلتُ : مَن هذَا الفَتى ؟ قالَ : هذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ابنُ عَمِّهِ .
قالَ : فَقُلتُ : فَما هذَا الَّذي يَصنَعُ ؟
قالَ : يُصَلّي ، وهُوَ يَزعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ ، ولَم يَتبَعهُ عَلى أمرِهِ إلَا امرَأَتُهُ وَابنُ عَمِّهِ هذَا الفَتى ، وهُوَ يَزعُمُ أنَّهُ سَيُفتَحُ عَلَيهِ كُنوزُ كَسرى وقَيصَرَ .
قالَ : فَكانَ عَفيفٌ ـ وهُوَ ابنُ عَمِّ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ـ يَقولُ ـ وأسلَمَ بَعدَ ذلِك

1.سير أعلام النبلاء : ج۱ ص۴۶۳ الرقم۸۷ ، البداية والنهاية : ج۶ ص۱۸ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۲۲۵ ، المناقب للخوارزمي : ص۵۶ الرقم۲۱ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۸۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
210

۴۱۰۹.عنه عليه السلام :أنَا عَبدُ اللّهِ ، وأخو رَسولِهِ ، وأنَا الصِّدِّيقُ الأَكبَرُ ، لا يَقولُها بَعدي إلّا كاذِبٌ ، آمَنتُ قَبلَ النّاسِ سَبعَ سِنينَ ۱ .

۴۱۱۰.عنه عليه السلام :لَقَد أسلَمتُ قَبلَ النّاسِ بِسَبعِ سِنينَ ۲ .

۴۱۱۱.سير أعلام النبلاء عن عبد اللّه [بن مسعود] :إنَّ أوَّلَ شَيءٍ عَلِمتُهُ مِن أمرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَدِمتُ مَكَّةَ مَعَ عُمومَةٍ لي أو اُناسٍ مِن قَومي ، نَبتاعُ مِنها مَتاعا ، وكان في بُغيَتِنا شِراءُ عِطرٍ ، فَأَرشَدونا عَلَى العَبّاسِ ، فَانتَهَينا إلَيهِ ، وهُوَ جالِسٌ إلى زَمزَمَ ، فَجَلَسنا إلَيهِ ، فَبَينا نَحنُ عِندَهُ ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ مِن بابِ الصَّفا ، أبيَضُ ، تَعلوهُ حُمرَةٌ ، لَهُ وَفرَةٌ جَعدَةٌ ۳ ، إلى أنصافِ اُذُنَيهِ ، أشَمُّ ۴ ، أقنى ۵ ، أذلَفُ ۶ ، أدعَجُ ۷ العَينَينِ ، بَرّاقُ الثَّنايا ، دَقيقُ المَسرُبَةِ ۸ ، شَثنُ الكَفَّينِ وَالقَدَمَينِ ۹ ، كَثُّ اللِّحيَةِ ، عَلَيهِ ثَوبانِ أبيَضانِ ، كَأَنَّهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ ، يَمشي عَلى يَمينِهِ غُلامٌ حَسَنُ الوَجهِ ، مُراهِقٌ أو مُحتَلِمٌ ، تَقفوهُمُ امرَأَةٌ قَد سَتَرَت مَحاسِنَها ، حَتّى قَصَدَ نَحوَ الحَجَرِ ، فَاستَلَمَ ، ثُمَّ استَلَمَ الغُلام ، وَاستَلَمَتِ المَرأَةُ ، ثُمَّ طافَ بِالبَيتِ سَبعا ، وهُما يَطوفانِ مَعَهُ ، ثُمَّ استَقبَلَ الرُّكنَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ وكَبَّرَ ،

1.خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۸ ح۶ عن عباد بن عبد اللّه .

2.فضائل الصحابة لابن حنبل : ج۲ ص۵۸۶ ح۹۹۳ عن عبّاد بن عبد اللّه ؛ الفصول المختارة : ص۲۶۱ عن عباية الأسدي .

3.جَعْدُ الشَّعر : ضدّ السَّبْط (النهاية : ج۱ ص۲۷۵) .

4.الشَّمَم : ارتفاع قَصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلاً (النهاية : ج۲ ص۵۰۲) .

5.القنا في الأنف : طوله ورِقّة أرنَبَته مع حَدَبٍ في وسطه (النهاية : ج۴ ص۱۱۶) .

6.الذَّلَف : قصر الأنف وانبطاحه ، وقيل : ارتفاع طرفه مع صِغر أرنَبَته (النهاية : ج۲ ص۱۶۵) .

7.الدَّعَجُ والدُّعجةُ : السواد في العين وغيرها ، يريد أنّ سواد عينيه كان شديد السواد . وقيل : الدَّعَجُ : شِدَّةُ سَواد العين في شدّة بياضها (النهاية : ج۲ ص۱۱۹) .

8.المسرُبة : ما دقّ من شعر الصدر سائلاً إلى الجوف (النهاية : ج۲ ص۳۵۶) .

9.شثن الكفّين والقدمين : أي أنّهما يميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر . وقيل : هو الذي في أنامله غِلَظٌ بلا قِصَر (النهاية : ج۲ ص۴۴۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 256152
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي