217
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

عَلَيكُم ؛ عَلِيّا .
قالوا : فَكانَ عَلِيٌّ عليه السلام في حِجرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، مُنذُ كانَ عُمُرُهُ سِتَّ سِنينَ .
وكانَ ما يُسدي إلَيهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ مِن إحسانِهِ وشَفَقَتِهِ وبِرِّهِ وحُسنِ تَربِيَتِهِ كَالمُكافَأَةِ وَالمُعاوَضَةِ لِصَنيعِ أبي طالِبٍ بِهِ ؛ حَيثُ ماتَ عَبدُ المُطَّلِبِ وجَعَلَهُ في حِجرِهِ .
وهذا يُطابِقُ قَولَهُ عليه السلام : لَقَد عَبَدتُ اللّهَ قَبلَ أن يَعبُدَهُ أحَدٌ مِن هذِهِ الاُمَّةِ سَبعَ سِنينَ» ، وقَولَهُ عليه السلام : «كُنتُ أسمَعُ الصَّوتَ ، واُبصِرُ الضَّوءَ سِنينَ سَبعا ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَئِذٍ صامِتٌ ، ما اُذِنَ لَهُ فِي الإِنذارِ وَالتَّبليغِ» ؛ وذلِكَ لِأَ نَّهُ إذا كانَ عُمُرُهُ يَومَ إظهارِ الدَّعوَةِ ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً ، وتَسليمُهُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن أبيهِ وهُوَ ابنُ سِتٍّ ، فَقَد صَحَّ أنَّهُ كانَ يَعبُدُ اللّهَ قَبلَ النّاسِ بِأَجمَعِهِم سَبعَ سِنينَ ۱ . وَابنُ سِتٍّ تَصِحُّ مِنهُ العِبادَةُ إذا كانَ ذا تَمييزٍ ، عَلى أنَّ عِبادَةَ مِثلِهِ هِيَ التَّعظيمُ ، وَالإِجلالُ ، وخُشوعُ القَلبِ ، وَاستِخذاءُ الجَوارِحِ إذا شاهَدَ شَيئا مِن جَلالِ اللّهِ سُبحانَهُ وآياتِهِ الباهِرَةِ ، ومِثلُ هذا مَوجودٌ في الصِّبيانِ ۲ .

1 / 2 ـ 2

يَومُ إسلامِهِ

۴۱۲۵.الإمام عليّ عليه السلام :بُعِثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ الإِثنَينِ ، وأسلَمتُ يَومَ الثُّلاثاءِ ۳ .

1.ومن الممكن أن يكون عمره عليه السلام عند ظهور الإسلام عشر سنوات ـ كما هو المشهور ـ ولكن لم يسلم أحد بعدُ إلّا خديجة عليهاالسلامإلى السنة الثالثة للهجرة ، ونزول قوله تعالى : « وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » ، فإنّه ـ على هذا الاحتمال ـ يكون بين السادسة من عمره وبين السنة الثالثة من الهجرة سبع سنين أيضا .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۴ .

3.مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۳۸ ح۴۴۲ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۰ كلاهما عن حبّة ، كنز العمّال : ج۱۳ ص۱۲۸ ح۳۶۴۰۷ نقلاً عن أبي القاسم الجرّاح في أماليه ؛ روضة الواعظين : ص۹۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۷ ، المناقب للكوفي : ج۱ ص۲۷۸ ح۱۹۲ والثلاثة الأخيرة عن حبّة .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
216

1 / 2 ـ 1

عُمُرُهُ يَومَ أسلَمَ

۴۱۲۳.الكافي عن سعيد بن المسيّب :سَأَلتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلام : اِبنَ كَم كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَومَ أسلَمَ ؟
فَقالَ عليه السلام : أ وَكانَ كافِرا قَطُّ ؟ إنَّما كانَ لِعَلِيٍّ عليه السلام حَيثُ بَعَثَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله عَشرُ سِنينَ ، ولَم يَكُن يَومَئِذٍ كافِرا ، ولَقَد آمَنَ بِاللّهِ تَبارَكَ وتَعالى وبِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وسَبَقَ النّاسَ كُلَّهُم إلَى الإِيمانِ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله وإلَى الصَّلاةِ بِثَلاثِ سِنينَ ، وكانَت أوَّلُ صَلاةٍ صَلّاها مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الظُّهرَ رَكعَتَينِ ۱ .

۴۱۲۴.شرح نهج البلاغة :وَاختُلِفَ في سِنِّهِ عليه السلام حينَ أظهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله الدَّعوَةَ ، إذ تَكامَلَ لَهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أرَبعونَ سَنَةً ؛ فَالأَشهَرُ مِنَ الرِّواياتِ أنَّهُ كانَ ابنَ عَشرٍ ، وكَثيرٌ مِن أصحابِنَا المُتَكَلِّمينَ ، يَقولونَ : إنَّهُ كانَ ابنَ ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً ، ذَكَرَ ذلِكَ شَيخُنا أبُو القاسِمِ البَلخِيُّ وغَيرُهُ مِن شُيوخِنا .
وَالأَوَّلونَ يَقولونَ : إنَّهُ عليه السلام قُتِلَ وهُوَ ابنُ ثَلاثٍ وسِتّينَ سَنَةً ، وهؤُلاءِ يَقولونَ : اِبنُ سِتٍّ وسِتّينَ ، وَالرِّواياتُ في ذلِكَ مُختَلِفَةٌ .
ومِنَ النّاسِ مَن يَزعُمُ أنَّ سِنَّهُ كانَت دونَ العَشرِ ، وَالأَكثَرُ الأَظهَرُ خِلافُ ذلِكَ .
وذَكَرَ أحمَدُ بنُ يَحيَى البَلاذُرِيُّ وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ الأَصفَهانِيُّ أنَّ قُرَيشا أصابَتها أزمَةٌ وقَحطٌ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَمَّيهِ حَمزَةَ وَالعَبّاسِ : ألا نَحمِلُ ثِقلَ أبي طالِبٍ في هذَا المَحلِ ۲ ! فَجاؤا إلَيهِ ، وسَأَلوهُ أن يَدفَعَ إلَيهِم وُلدَهُ ؛ لِيَكفوهُ أمرَهُم . فَقالَ : دَعوا لي عَقيلاً ، وخُذوا مَن شِئتُم ـ وكانَ شَديدَ الحُبِّ لِعَقيلٍ ـ . فَأَخَذَ العَبّاسُ طالِبا ، وأخَذَ حَمزَةُ جَعفَرا ، وأخَذَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله عَلِيّا عليه السلام ، وقالَ لَهُم : قَدِ اختَرتُ مَنِ اختارَهُ اللّهُ لى
¨

1.الكافي : ج۸ ص۳۳۹ ح۵۳۶ ، مختصر بصائر الدرجات : ص۱۲۹ .

2.المَحْل : الشِّدّة ، والجوع الشديد (لسان العرب : ج۱۱ ص۶۱۶) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242454
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي