فَأَجابَهُ عَلِيٌّ عليه السلام وهُوَ فِي الصَّلاةِ : «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ»۱ . ۲
۴۱۷۱.شرح نهج البلاغة عن زرارة بن أعين عن أبيه عن الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام إذا صَلَّى الفَجرَ لَم يَزَل مُعَقِّبا إلى أنَ تَطلُعَ الشَّمسُ ، فَإِذا طَلَعَتِ اجتَمَعَ إلَيهِ الفُقَراءُ وَالمَساكينُ وغَيرُهُم مِنَ النّاسِ ، فَيُعَلِّمُهُمُ الفِقهَ وَالقُرآنَ .
وكانَ لَهُ وَقتٌ يَقومُ فيهِ مِن مَجلِسِهِ ذلِكَ ، فَقامَ يَوما فَمَرَّ بِرَجُلٍ ، فَرَماهُ بِكَلِمَةِ هُجرٍ ـ قالَ : لَم يُسَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ـ فَرَجَعَ عَودَهُ عَلى بَدئِهِ حَتّى صَعِدَ المِنبَرَ ، وأمَرَ فَنودِيَ الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى نَبِيِّهِ ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ ولا أعَمَّ نَفعا مِن حِلمِ إمامٍ وفِقهِهِ ، ولا شَيءٌ أبغَضَ إلَى اللّهِ ولا أعَمَّ ضَرَرا مِن جَهلِ إمامٍ وخُرقِهِ ۳ ، ألا وإنَّهُ مَن لَم يَكُن لَهُ مِن نَفسِهِ واعِظٌ لَم يَكُن لَهُ مِنَ اللّهِ حافِظٌ ، ألا وإنَّهُ مَن أنصَفَ مِن نَفسِهِ لَم يَزِدهُ اللّهُ إلّا عِزّا ، ألا وإنَّ الذُّلَّ في طاعَةِ اللّهِ أقرَبُ إلَى اللّهِ مِنَ التَّعَزُّزِ في مَعصِيَتِهِ .
ثُمَّ قالَ : أينَ المُتَكَلِّمُ آنِفا ! فَلَم يَستَطِعِ الإِنكارَ ، فَقالَ : ها أنَاذا يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ : أما إنّي لَو أشاءُ لَقُلتُ . فَقالَ : إن تَعفُ وتَصفَح فَأَنتَ أهلُ ذلِكَ . قالَ : قَد عَفَوتُ وصَفَحتُ .