249
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

كانَت عِندَهُ ، وأمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إلَى الغارِ ـ وقَد أحاطَ المُشرِكونَ بِالدّارِ ـ أن يَنامَ عَلى فِراشِهِ ، وقالَ لَهُ : اِتَّشِح ۱ بِبُردِي الحَضرَمِيِّ الأَخضَرِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخلُصُ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . فَفَعَلَ ذلِكَ .
فَأَوحَى اللّهُ إلى جَبرَئيلَ وميكائيلَ عليهماالسلام : إنّي آخَيتُ بَينَكُما ، وجَعَلتُ عُمُرَ أحدِكُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ ، فَأَيُّكُما يُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالحَياةِ ؟ فَاختارا كِلاهُمَا الحَياةَ ، فَأَوحَى اللّهُ عَزَّ وجَلَّ إلَيهِما : أ فَلا كُنتُما مِثلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؛ آخَيتُ بَينَهُ وبَينَ نَبِيّي مُحَمَّدٍ فَباتَ عَلى فِراشِهِ يَفديهِ بِنَفسِهِ ، ويُؤثِرُهُ بِالحَياةِ . اِهبِطا إلَى الأَرضِ ؛ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ . فَنَزَلا ، فَكانَ جَبرَئيلُ عِندَ رأسِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وميكائيلُ عِندَ رِجلَيهِ ، وجِبريلُ يُنادي : بَخٍ بَخٍ ، مَن مِثلُكَ يَابنَ أبي طالِبٍ يُباهِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِكَ ۲ المَلائِكَةَ ! !
فَأَنزَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ـ وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلَى المَدينَةِ ـ في شَأنِ عَلِيٍّ عليه السلام : «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ»۳ . ۴

۴۱۸۸.مجمع البيان عن أبي الطفيل :اِشتَرى عَلِيٌّ عليه السلام ثَوبا ، فَأَعجَبَهُ ، فَتَصَدَّقَ بِهِ وقالَ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن آثَرَ عَلى نَفسِهِ آثَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ بِالجَنَّةِ ، ومَن أحَبَّ شَيئا فَجَعَلَهُ للّهِ قالَ اللّهُ تَعالى يَومَ القِيامَةِ : قَد كانَ العِبادُ يُكافِئونَ فيما بَينَهُم بِالمَعروفِ ،

1.التَّوشُّح بالرداء : هو أن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر ؛ كما يفعل المحرم (لسان العرب : ج۲ ص۶۳۳) .

2.في المصدر: «به»، والصواب ما أثبتناه كما في جميع المصادر الاُخرى.

3.البقرة : ۲۰۷ .

4.اُسد الغابة : ج۴ ص۹۸ ح۳۷۸۹ ، تذكرة الخواصّ : ص۳۵ عن ابن عبّاس ، إحياء علوم الدين : ج۳ ص۳۷۹ ، شواهد التنزيل: ج۱ ص۱۲۳ ح۱۳۳ عن أبي سعيد الخدري؛ الأمالي للطوسي: ص۴۶۹ ح۱۰۳۱ عن أبي يقظان، تنبيه الخواطر : ج۱ ص۱۷۳ ، الفضائل لابن شاذان : ص۸۱ ، إرشاد القلوب : ص۲۲۴ عن أبي سعيد الخدري ، كشف الغمّة : ج۱ ص۳۱۰ وليس في السبعة الأخيرة صدره ، خصائص الوحي المبين : ص۹۲ ح۶۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
248

ذلِكَ أنَّكُم تَقولونَ : إنّي أكذِبُ عَلَيهِ ، وَيلَكُم أتَرَوني أكذِبُ ! ! فَعَلى مَن أكذِبُ ؛ أعَلَى اللّهِ ، فَأَنَا أوَّلُ مَن آمَنَ بِهِ ؟ ! أم عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأنَا أوَّلُ مَن صَدَّقَهُ ؟ ! ولكِن لَهجَةٌ غِبتُم عَنها ، ولَم تَكونوا مِن أهلِها ، وعلِمٌ عَجَزتُم عَن حَملِهِ ، ولَم تَكونوا مِن أهلِهِ ، إذ كَيلٌ بَغَيرِ ثَمَنِ لَو كانَ لَهُ وِعاءٌ : «وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين»۱ . ۲

2 / 9

كَمالُ الإِيثارِ

۴۱۸۶.الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ أوَّلَ مَن شَرى نَفسَهُ ابتِغاءَ رِضوانِ اللّهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام عِندَ مَبيتِهِ عَلى فِراشِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله :

وَقَيتُ بِنَفسي خَيرَ مَن وَطِى ءَ الحَصى
ومَن طافَ بِالبَيتِ العَتيقِ وبِالحِجر

رَسولَ إلهٍ خافَ أن يَمكُروا بِهِ
فَنَجّاهُ ذُو الطَّولِ الإِلهُ مِنَ المَكر

وباتَ رَسولُ اللّهِ فِي الغارِ آمِنا
مُوَقّىً وفي حِفظِ الإلهِ وفي سِتر

وبِتُّ اُراعِيهِم ولَم يَتهَمونَني
وقَد وَطَّنتُ نَفسي عَلَى القَتلِ وَالأَسر۳

۴۱۸۷.اُسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي :رَأَيتُ في بَعضِ الكُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام بِمَكَّةَ ؛ لِقَضاءِ دُيونِهِ ، ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتى
¨

1.ص : ۸۸ .

2.خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۹۹ ، نهج البلاغة : الخطبة ۷۱ ، الاختصاص : ص۱۵۵ كلاهما نحوه من «قد بلغني . . . » .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵ ح۴۲۶۴ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۲۷ ح۱۴۱ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۱۳۰ ح۱۴۱ و ۱۴۲ كلّها عن حكيم بن جبير ، تذكرة الخواصّ : ص۳۵ عن ابن عبّاس من دون إسنادٍ إلى المعصوم ؛ المناقب للكوفي : ج۱ ص۱۲۴ ح۶۹ عن ليث ، الأمالي للطوسي : ص۴۶۸ ح۱۰۳۱ عن عبيد اللّه بن أبي رافع ، الفصول المختارة : ص۵۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۶۰ ، الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام : ص۲۸۰ الرقم ۲۰۷ وفي الأربعة الأخيرة الأبيات فقط .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242428
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي