فِي الدُّنيا ، فَجَعَلَكَ لا تَنالُ مِنَ الدُّنيا شَيئا ، ولا تَنالُ الدُّنيا مِنكَ شَيئا ، ووَهَبَ لَكَ حُبَّ المَساكينِ ، فَرَضوا بِكَ إماما ، ورَضيتَ بِهِم أتباعا ، فَطوبى لِمَن أحَبَّكَ وصَدَقَ فيكَ ، ووَيلٌ لِمَن أبغَضَكَ وكَذَبَ عَلَيكَ ؛ فَأَمَّا الَّذينَ أحَبّوا وصَدَقوا فيكَ فَهُم جيرانُكَ في دارِكَ ، ورُفَقاؤُكَ في قَصرِكَ ، وأَمَّا الَّذينَ أبغَضوكَ وكَذَبوا عَلَيكَ فَحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يوقِفَهُم مَوقِفَ الكَذّابينَ يَومَ القِيامَةِ ۱ .
۴۱۹۵.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ: إنَّ اللّهَ زَيَّنَكَ بِزينَةٍ لَم يُزَيِّنِ العِبادَ بِشَيءٍ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِنها ، ولا أبلَغَ عِندَهُ مِنها ؛ الزُّهدِ فِي الدُّنيا ، وإنَّ اللّهَ قَد أعطاكَ ذلِكَ ، جَعَلَ الدُّنيا لا تَنالُ مِنكَ شَيئا ، وجَعَلَ لَكَ مِن ذلِكَ سيماءَ تُعرَفُ بِها ۲ .
۴۱۹۶.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى عامِلِهِ عَلَى البَصرَةِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ ـ: ألا وإنَّ لِكُلِّ مَأمومٍ إماما يَقتَدي بِهِ ، ويَستَضيءُ بِنورِ عِلمِهِ ، ألا وإنَّ إمامَكُم قَدِ اكتَفى مِن دُنياهُ بِطِمرَيهِ ۳ ، ومِن طُعمِهِ بِقُرصَيهِ ، ألا وإنَّكُم لا تَقدِرونَ عَلى ذلِكَ ، ولكِن أعينوني بِوَرَعٍ وَاجتِهادٍ ، وعِفَّةٍ وسَدادٍ . فَوَاللّهِ ماكَنَزتُ مِن دُنياكُم تِبرا ۴ ، ولَا ادَّخَرتُ مِن غَنائِمِها وَفرا ۵ ، ولا أعدَدتُ لِبالي ثَوبي طِمرا ...
بَلى ! كانَت في أيدينا فَدَكٌ مِن كُلِّ ما أظَلَّتهُ السَّماءُ ، فَشَحَّت عَلَيها نُفوسُ قَومٍ ،
1.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۲۸۱ و ص۲۸۲ نحوه ، اُسد الغابة : ج۴ ص۹۶ ح۳۷۸۹ ، المعجم الأوسط : ج۲ ص۳۳۷ ح۲۱۵۷ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۱۶ ح۱۲۶ كلاهما نحوه ، المناقب لابن المغازلي : ص۱۰۶ ح۱۴۸ ، الفردوس : ج۵ ص۳۱۹ ح۸۳۱۱ نحوه وكلاهما إلى «منك شيئا» ؛ الأمالي للطوسي : ص۱۸۱ ح۳۰۳ ، بشارة المصطفى : ص۹۸ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۱۵۱ ح۸۷ والثلاثة الأخيرة نحوه وكلّها عن عمّار ، روضة الواعظين : ص۴۷۹ وفيه إلى «من الدنيا شيئا» .
2.المحاسن : ج۱ ص۴۵۴ ح۱۰۴۶ ، مشكاة الأنوار : ص۲۰۷ ح۵۶۰ كلاهما عن أبي أيّوب الأنصاري .
3.الطِّمْر : الثوب الخَلَق (النهاية : ج۳ ص۱۳۸) .
4.التِّبْر : هو الذهب والفضّة قبل أن يُضربا دنانير ودراهم (النهاية : ج۱ ص۱۷۹) .
5.الوَفْر : المال الكثير (النهاية : ج۵ ص۲۱۰) .