وسَمِّ أفعى اُسقاه دِهاقا ، وقِلادَةٍ مِن نارٍ اُوهِقُها ۱ خِناقا .
ولَقَد رَقَّعتُ مِدرَعَتي هذِهِ حَتَّى استَحيَيتُ مِن راقِعِها ، وقالَ لي : اِقذِف بِها قَذفَ الاُتُنِ ، لا يَرتَضيها لِيَرقَعَها . فَقُلتُ لَهُ : اُغرُب عَنّي فَعِندَ الصَّباحِ يَحمَدُ القَومُ السُّرى ۲ ، وتَنجَلي عَنّا عُلالاتُ الكَرى .
ولَو شِئتُ لَتَسَربَلتُ بِالعَبقَرِيِّ المَنقوشِ مِن ديباجِكُم ، ولَأَكَلتُ لُبابَ هذَا البُرِّ بِصُدورِ دَجاجِكُم ، ولَشَرِبتُ الماءَ الزُّلالَ بِرَقيقِ زُجاجِكُم ، ولكِنّي اُصَدِّقُ اللّهَ جَلَّت عَظَمَتُهُ حَيثُ يَقولُ : «مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَــلَهُمْ فِيهَا وَ هُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِى الْأَخِرَةِ إِلَا النَّارُ»۳ . فَكَيفَ أستَطيعُ الصَّبرَ عَلى نارٍ لَو قَذَفَت بِشَرَرَةٍ إلَى الأَرضِ لَأَحرَقَت نَبتَها ! ولَوِ اعتَصَمَت نَفسٌ بِقُلَّةٍ لَأَنضَجَها وَهجُ النّارِ في قُلَّتِها ! وأيُّما خَيرٌ لِعَلِيٍّ أن يَكونَ عِندَ ذِي العَرشِ مُقَرَّبا ، أو يَكونَ في لَظى خَسيئا مُبعَّدا مَسخوطا عَلَيهِ بِجُرمِهِ مُكَذَّبا ! ۴
۴۱۹۸.عنه عليه السلام :دُنياكُم هذِهِ أزهَدُ عِندي مِن عَفطَةِ عَنزٍ ۵ .
۴۱۹۹.عنه عليه السلام :وَاللّهِ لَدُنياكُم هذِهِ أهوَنُ في عَيني مِن عُراقِ ۶ خِنزيرٍ في يَدِ مَجذومٍ ۷ .
1.الوَهَق : حبل كالطِّوَل ؛ تُشدّ به الإبل والخيل لئلّا تنِدّ (النهاية : ج۵ ص۲۳۳) .
2.عند الصباح يحمد القوم السُّرى : مثلٌ يُضربُ للرجل يحتمل المشقّة رجاء الراحة (مجمع الأمثال : ج۲ ص۳۱۸ الرقم ۲۳۸۲) .
3.هود : ۱۵ و ۱۶ .
4.الأمالي للصدوق : ص۷۱۸ ح۹۸۸ عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۳ ، معاني الأخبار : ص۳۶۲ ح۱ ، علل الشرائع : ص۱۵۱ ح۱۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۸۹ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، الأمالي للطوسي : ص۳۷۴ ح۸۰۳ عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام عن ابن عبّاس وعن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلام ، نثر الدرّ : ج۱ ص۲۷۵ وفيه «أهون» بدل «أزهد» .
6.العَرْق : العظم إذا اُخذ عنه معظم اللحم ، وجمعه : عُراق (النهاية : ج۳ ص۲۲۰) .
7.نهج البلاغة : الحكمة ۲۳۶ .