353
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

تُدنِيَني مِن قُربِكَ ، وأن توزِعَني شُكرَكَ ، وأن تُلهِمَني ذِكرَكَ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لَُك سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أن تُسامِحَني وتَرحَمَني ، وتَجعَلَني بِقَسمِكَ راضِيا قانِعا ، وفي جِميعِ الأَحوالِ مُتَواضِعا .
اللّهُمَّ وأسأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وأنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وعَظُمَ فيما عِندَكَ رَغبَتُهُ .
اللّهُمَّ عَظُمَ سُلطانُكَ ، وعَلا مَكانُكَ ، وخَفِيَ مَكرُكَ ، وظَهَرَ أمرُكَ ، وغَلَبَ جُندُكَ ۱ ، وجَرَت قُدرَتُكَ ، ولا يُمكِنُ الفِرارُ مِن حُكومَتِكَ .
اللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنوبي غافِرا ، ولا لِقَبائِحي ساتِرا ، ولا لِشَيءٍ مِن عَمَلِيَ القَبيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيرَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، ظَلَمتُ نَفسي وتَجَرَّأتُ بِجَهلي ، وسَكَنتُ إلى قَديمِ ذِكرِكَ لي ، ومَنِّكَ عَلَيَّ .
اللّهُمَّ مَولايَ كَم مِن قَبيحٍ سَتَرتَهُ ، وكَم مِن فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أقَلتَهُ ، وكَم مِن عِثارٍ وَقَيتَهُ ، وكَم مِن مَكروهٍ دَفَعتَهُ ، وكَم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ !
اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي ، وأفرَطَ بي سُوءُ حالي ، وقَصُرَت بي أعمالي ، وقَعَدَت بي أغلالي ، وحَبَسَني عَن نَفعي بُعدُ آمالي ۲ ، وخَدَعَتِني الدُّنيا بِغُرورِها ، ونَفسي بِخِيانَتِها ۳ ومِطالي يا سَيِّدي ، فَأَسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحجُبَ عَنكَ دُعائي سوءُ عَمَلي وفِعالي ، ولا تَفضَحني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعتَ عَلَيهِ مِن سَريرَتي ، ولا تُعاجِلني بِالعُقوبَةِ عَلى ما عَمِلتُهُ في خَلَواتي مِن سوءِ فِعلي وإساءَتي ، ودَوامِ تَفريطي وجَهالَتي ، وكَثرَةِ شَهَواتي وغَفلَتي . وكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأَحوالِ رَؤوفا ، وعَلَيَّ في جَميع

1.وفي نسخة : «قهرك» .

2.وفي نسخة : «أملي» .

3.وفي نسخة : «بجنايتها» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
352

السَّنَةِ في مِثلِ تِلكَ اللَّيلَةِ المُقبِلَةِ ، وما مِن عَبدٍ يُحييها ويَدعو بِدُعاءِ الخِضرِ عليه السلام إلّا اُجيبَ لَهُ .
فَلَمَّا انصَرَفَ طَرَقتُهُ لَيلاً ، فَقالَ عليه السلام : ما جاءَ بِكَ يا كُمَيلُ ؟
قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ دُعاءُ الخِضرِ !
فَقالَ : اِجلِس يا كُمَيلُ ، إذا حَفِظتَ هذَا الدُّعاءَ فَادعُ بِهِ كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ ، أو فِي الشَّهرِ مَرَّةً ، أو فِي السَّنَةِ مَرَّةً ، أو في عُمُرِكَ مَرَّةً ، تُكفَ وتُنصَر وتُرزَق ولَن تَعدَمَ المَغفِرَةَ . يا كُمَيلُ أوجَبَ لَكَ طولُ الصُّحبَةِ لَنا أن نَجودَ لَكَ بِما سَأَلتَ ، ثُمَّ قالَ : اُكتُب :
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهرَتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وخَضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وذَلَّ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقومُ لَها شَيءٌ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَت أركانَ كُلِّ شَيءٍ ، وبِسُلطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيءٍ ، وبِوَجهِكَ الباقي بَعدَ فَناءِ كُلِّ شَيءٍ ، وبِأَسمائِكَ الَّتي غَلَبَت ۱ أركانَ كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، وبِنورِ وَجهِكَ الَّذي أضاءَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، يا نورُ يا قُدّوسُ ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ، ويا آخِرَ الآخِرينَ .
اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَم ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ [اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ] ۲ ، اللّهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، وكُلَّ خَطيئَةٍ أخطَأتُها .
اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذِكرِكَ ، وأستَشفِعُ بِكَ إلى نَفسِكَ ، وأسأَلُكَ بِجودِكَ أن

1.وفي نسخة : «عَلَت».

2.أثبتنا ما بين المعقوفين من مصباح الزائر .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 326801
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي