417
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

أنَّهُ قَد غَمَّ أهلَهُ ، وأحزَنَ وُلدَهُ بِذلِكَ ، فَقالَ عليه السلام ـ: عَلَيَّ بِعاصِمِ بنِ زيادٍ . فَجيءَ بِهِ ، فَلَمّا رَآهُ عَبَسَ في وَجهِهِ ، فَقالَ لَهُ : أ مَا استَحيَيتَ مِن أهلِكَ ؟ أ ما رَحِمتَ وُلدَكَ ؟ أ تَرَى اللّهَ أحَلَّ لَكَ الطَّيِّباتِ وهُوَ يَكرَهُ أخذَكَ مِنها ؟ أنتَ أهوَنُ عَلَى اللّهِ مِن ذلِكَ ! أ وَلَيسَ اللّهُ يَقولُ : «وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيْهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ» 1 أ وَلَيسَ اللّهُ يَقولُ : «مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ» 2 إلى قَولِهِ : « يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلُؤُ وَالمَرْجَانُ» 3 ؟ فَبِاللّهِ لَابتِذالُ نِعَمِ اللّهِ بِالفَعالِ أحَبُّ إلَيهِ مِنِ ابتِذالِها بِالمَقالِ ، وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث» 4 .
فَقالَ عَاصِمٌ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَعَلامَ اقتَصَرتَ في مَطعَمِكَ عَلَى الجُشوبَةِ ، وفي مَلبَسِكَ عَلَى الخُشونَةِ ؟
فَقالَ : وَيحَكَ ! إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ فَرَضَ عَلى أئِمَّةِ العَدلِ أن يُقَدِّروا أنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ ؛ كَي لا يَتَبَيَّغَ 5 بِالفَقيرِ فَقرُهُ 6 .

۴۵۵۹.تذكرة الخواصّ عن الأحنف بن قيس :دَخَلتُ علَى مُعاوِيَةَ فَقَدَّمَ إلَيَّ مِنَ الحُلوِ وَالحامِضِ ما كَثُرَ تُعَجُّبي مِنهُ ، ثُمَّ قالَ : قَدِّموا ذاكَ اللَّونِ . فَقَدَّموا لَونا ما أدري ما هُوَ ، فَقُلتُ : ما هذا ؟ فَقالَ : مَصارينُ البَطِّ مَحشُوَّةٌ بِالمُخِّ ودُهنِ الفُستُقِ ، قَد ذُرَّ عَلَيهِ السُّكَّرُ .

1.الرحمن : ۱۰ و ۱۱ .

2.الرحمن : ۱۹ و ۲۰ .

3.الرحمن : ۲۲ .

4.الضحى : ۱۱ .

5.تَبيَّغَ به : هاجَ به (لسان العرب : ج۸ ص۴۲۲) .

6.الكافي : ج۱ ص۴۱۰ ح۳ ، نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۹ ؛ ربيع الأبرار : ج۴ ص۸۶ وليس فيه «كي لا . . .» ، المعيار والموازنة : ص۲۴۳ كلّها نحوه وراجع الاختصاص : ص۱۵۲ وتذكرة الخواصّ : ص۱۱۱ و ۱۱۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
416

وقَتَلَ مَهلَعا وجَناحا وَقتَ الهِجرَةِ .
وقِتالُهُ لِأَحداثِ مَكَّةَ عِندَ خُروجِ النَّبِيِّ مِن دارِهِ إلَى المَسجِدِ ، ومَبيتُهُ عَلى فِراشِهِ لَيلَةَ الهِجرَةِ .
ولَهُ المَقامُ المَشهورُ فِي الجَمَلِ ؛ حَتّى قَطَعَ يَدَ الجَمَلِ ، ثُمَّ قَطَعَ رِجلَيهِ حَتّى سَقَطَ .
ولَهُ لَيلَةَ الهَريرِ ثَلاثُمِئَةِ تَكبيرَةٍ ، أسقَطَ بِكُلِّ تَكبيرَةٍ عَدُوّا . وفي رِوايَةٍ خَمسُمِئَةٍ وثَلاثَةٌ وعِشرونَ ، رَواهُ الأَعثَمُ . وفي رِوايَةٍ سَبعُمِئَةٍ . ولَم يَكُن لِدِرعِهِ ظَهرٌ ، ولا لِمَركوبِهِ كَرٌّ وفَرٌّ ۱ .

راجع : ص 489 (الخصائص الحربيّة)
و ج 1 ص 127 (الإمام عليّ مع النبيّ)
و ج 3 ص 7 (حروب الإمام عليّ) .

3 / 5

إمامُ المُستَضعَفينَ

3 / 5 ـ 1

تَقديرُ نَفسِهِ بِضَعَفَةِ النّاسِ

۴۵۵۷.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ جَعَلَني إماما لِخَلقِهِ ؛ فَفَرَضَ عَلَيَّ التَّقديرَ في نَفسي ومَطعَمي ومَشرَبي ومَلبَسي كَضُعَفاءِ النّاسِ ؛ كَي يَقتَدِيَ الفَقيرُ بِفَقري ، ولا يُطغِيَ الغَنِيَّ غِناهُ ۲ .

4558.الكافي عن صالح بن أبي حمّاد وأحمد بن محمّد وغيرهما عن الإمام عليّ عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ عليه السلام عَلى عاصِمِ بنِ زيادٍ حينَ لَبِسَ العَباءَ وتَرَكَ المُلاءَ ، وشَكاهُ أخوهُ الرَّبيعُ بنُ زِياد

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۸۲، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۶۵ ح۲ .

2.الكافي : ج۱ ص۴۱۰ ح۱ عن حميد وجابر العبدي ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۳۳۶ ح۱۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242528
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي