449
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

تَبيَضُّ فيهِ وُجوهٌ وتَسوَدُّ وُجوهٌ ، لِيَصرِفَ اللّهُ بِها وَجهي عَنِ النّارِ ، ويَصرِفَ النّارَ عَن وَجهي ۱ .

۴۶۶۰.الكامل للمبرّد عن أبي نيزر :جاءَني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أميرُ المُؤمِنينَ وأنَا أقومُ بِالضَّيعَتَينِ ؛ عَينِ أبي نَيزَرَ وَالبُغَيبِغَةِ ، فَقالَ لي : هَل عِندَكَ مِن طَعامٍ ؟ فَقُلتُ : طَعامٌ لا أرضاهُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ ؛ قَرعٌ من قَرعِ الضَّيعَةِ ، صَنَعتُهُ بِإِهالَةٍ سَنِخَةٍ ۲ . فَقالَ : عَلَيَّ بِهِ ، فَقامَ إلَى الرَّبيعِ ـ وهُوَ جَدوَلٌ ـ فَغَسَلَ يَدَيهِ ، ثُمَّ أصابَ مِن ذلِكَ شَيئا ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى الرَّبيعِ ، فَغَسَلَ يَدَيهِ بِالرَّملِ حَتّى أنقاهُما ، ثُمَّ ضَمَّ يَدَيهِ كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُما إلى اُختِها وشَرِبَ بِهِما حُسىً ۳ مِنَ الرَّبيعِ ، ثُمَّ قالَ : يا أبا نَيزَرَ ، إنَّ الأَكُفَّ أنظَفُ الآنِيَةِ . ثُمَّ مَسَحَ نَدى ذلِكَ الماءِ عَلى بَطنِهِ ، وقالَ : مَن أدخَلَهُ بَطنُهُ النّارَ فَأَبعَدَهُ اللّهُ !
ثُمَّ أخَذَ المِعوَلَ وَانحَدَرَ فِي العَينِ ، فَجَعَلَ يَضرِبُ ، وأبطَأَ عَلَيهِ الماءُ ، فَخَرَجَ وقَد تَفَضَّجَ ۴ جَبينُهُ عَرَقا ، فَانتَكَفَ العَرَقَ عَن جَبينِهِ ۵ ، ثُمَّ أخَذَ المِعوَلَ وعادَ إلَى العَينِ ، فَأَقبَلَ يَضرِبُ فيها ، وجَعَلَ يُهَمهِمُ ، فَانثالَت كَأَنَّها عُنقُ جَزورٍ ، فَخَرَجَ مُسرِعا ، فَقالَ : اُشهِدُ اللّهَ أنَّها صَدَقَةٌ ، عَلَيَّ بِدَواةٍ وصَحيفَةٍ . قالَ : فَعَجَّلتُ بِهِما إلَيهِ ، فَكَتَبَ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . هذا ماتَصَدَّقَ بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ ، تَصَدَّقَ بِالضَّيعَتَينِ المَعروفَتَينِ بِعَينِ أبي نَيزَرَ وَالبُغَيبِغَةِ عَلى فُقَراءِ أهلِ المَدينَةِ وَابنِ السَّبيلِ ؛ لِيَقِيَ اللّهُ بِهِما وَجهَهُ حَرَّ النّارِ يَومَ القِيامَةِ ، لا تُباعا ولا توهَبا حَتّى يَرِثَهُمَا اللّهُ وهُو

1.تاريخ المدينة : ج۱ ص۲۲۰ عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عليه السلام ، ذخائر العقبى : ص۱۸۳ ، الرياض النضرة : ج۳ ص۲۰۹ .

2.الإهالة : كلّ شيء من الأدهان ممّا يؤتدم به إهالة. والسَّنخَة : المتغيّرة الريح (لسان العرب : ج۱۱ ص۳۲) .

3.الحُسوة : مل ء الفم ممّا يحسى ، والجمع : حسىً وحُسوات (المصباح المنير : ص۱۳۶) .

4.تَفَضّجَ عَرَقا : سال (لسان العرب : ج۲ ص۳۴۵) .

5.انتكف العرَقَ عن جبينه : أي مسحه ونحّاه (لسان العرب : ج۹ ص۳۴۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
448

الأَرضَ ؛ ويَستَقِي الماءَ ، ويَغرِسُ النَّخلَ ، كُلُّ ذلِكَ يُباشِرُهُ بِنَفسِهِ الشَّريفَةِ ، ولَم يَستَبقِ مِنهُ لِوَقتِهِ ولا لِعَقِبِهِ قَليلاً ولا كَثيرا ، وإنَّما كانَ صَدَقَةً ۱ .

۴۶۵۷.الإمام الصادق عليه السلام :تَصَدَّقَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِدارٍ لَهُ بِالمَدينَةِ في بَني زُرَيقٍ فَكَتَبَ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . هذا ما تَصَدَّقَ بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وهُوَ حَيٌّ سَوِيٌّ ، تَصَدَّقَ بِدارِهِ الَّتي في بَني زُرَيقٍ ، صَدَقَةً لا تُباعُ ولا توهَبُ حَتّى يَرِثَهَا اللّهُ الَّذي يَرِثُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، وأسكَنَ هذِهِ الصَّدَقَةَ خالاتِهِ ما عِشنَ وعاشَ عَقِبَهُنَّ ، فَإِذَا انقَرَضوا فَهِيَ لِذَوِي الحاجَةِ مِنَ المُسلِمينَ ۲ .

۴۶۵۸.عنه عليه السلام :قَسَّمَ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه و آله الفَيءَ ، فَأَصابَ عَلِيّا عليه السلام أرضا ، فَاحتَفَرَ فيها عَينا ، فَخَرَجَ ماءٌ يَنبُعُ فِي السَّماءِ كَهَيئَةِ عُنُقِ البَعيرِ فَسَمّاها يَنبُعَ ، فَجاءَ البَشيرُ يُبَشِّرُ ، فَقالَ عليه السلام : بَشِّرِ الوارِثَ ؛ هِيَ صَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتلاً في حَجيجِ بَيتِ اللّهِ وعابِري سَبيلِ اللّهِ ، لاتُباعُ ولا توهَبُ ولا تورَثُ ، فَمَن باعَها أو وَهَبَها فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، لا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً ۳ .

۴۶۵۹.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عُمَرَ أقطَعَ ۴ لِعَلِيٍّ رضى الله عنه يَنبُعَ ، ثُمَّ اشتَرى عَلِيٌّ رضى الله عنه إلى قَطيعَةِ عُمَرَ أشياءَ فَحَفَرَ فيها عَينا ، فَبَينَما هُم يَعمَلونَ فيها إذِ انفَجَرَ عَلَيهِم مِثلُ عُنُقِ الجَزورِ مِنَ الماءِ ، فَاُتِيَ عَلِيٌّ رضى الله عنه فَبُشِّرَ بِذلِكَ ، فَقالَ : يَسُرُّ ۵ الوارِثَ . ثُمَّ تَصَدَّقَ بِها عَلَى الفُقَراءِ وَالمَساكينِ وفي سَبيلِ اللّهِ وأبناءِ السَّبيلِ ، القَريبِ وَالبَعيدِ ، فِي السِّلمِ وَالحَربِ ، لِيَوم

1.شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۱۴۷ .

2.تهذيب الأحكام : ج۹ ص۱۳۱ ح۵۶۰ ، كتاب من لايحضره الفقيه : ج۴ ص۲۴۸ ح۵۵۸۸ وزاد فيه «ولا تورث» بعد «ولا توهب» وكلاهما عن ربعي بن عبد اللّه .

3.الكافي : ج۷ ص۵۴ ح۹ ، تهذيب الأحكام : ج۹ ص۱۴۸ ح۶۰۹ كلاهما عن أيّوب بن عطيّة الحذّاء .

4.في المصدر: «قطع» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

5.كذا في المصدر ، وفي ذخائر العقبى : «بشّروا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 253829
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي