الأَصدافُ ، وحَضَنَت عَلَيهِ أمواجُ البِحارِ ، وما غَشِيَتهُ سُدفَةُ ۱ لَيلٍ أو ذَرَّ عَلَيهِ شارِقُ نَهارٍ ، ومَا اعتَقَبَت عَلَيهِ أطباقُ الدُّياجيرِ وسُبُحاتُ النّورِ ، وأثَرِ كُلِّ خَطوَةٍ ، وحِسِّ كُلِّ حَرَكَةٍ ، ورَجعِ كُلِّ كَلِمَةٍ ، وتَحريكِ كُلِّ شَفَةٍ ، ومُستَقَرِّ كُلِّ نَسَمَةٍ ، ومِثقالِ كُلِّ ذَرَّةٍ ، وهَماهِمِ كُلِّ نَفسٍ هامَّةٍ ، وما عَلَيها مِن ثَمَرِ شَجَرَةٍ ، أو ساقِطِ وَرَقَةٍ ، أو قَرارَةِ نُطفَةٍ ، أو نُقاعَةِ دمٍ ومُضغَةٍ ، أو ناشِئَةِ خَلقٍ وسُلالَةٍ ، لَم يَلحَقهُ في ذلِكَ كُلفَةٌ ، ولَا اعتَرَضَتهُ في حِفظِ مَا ابتَدَعَ مِن خَلقِهِ عارِضةٌ ، ولَا اعتَوَرَتهُ في تَنفيذِ الاُمورِ وتَدابيرِ المَخلوقينَ مَلالَةٌ ولا فَترَةٌ ، بَل نَفَذَهُم عِلمُهُ ، وأحصاهُم عَدَدُهُ ، ووَسِعَهُم عَدلُهُ ، وغَمَرَهُم فَضلُهُ مَعَ تَقصيرِهِم عَن كُنهِ ما هُوَ أهلُهُ .
اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الوَصفِ الجَميلِ وَالتَّعدادِ الكَثيرِ ، إن تُؤَمَّل فَخَيرُ مَأمولٍ وإن تُرجَ فَخَيرُ مَرجُوٍّ . اللّهُمَّ وقَد بَسَطتَ لي فيما لا أمدَحُ بِهِ غَيرَكَ ، ولا اُثني بِهِ عَلى أحَدٍ سِواكَ ، ولا اُوَجِّهُهُ إلى مَعادِنِ الخَيبَةِ ومَواضِعِ الرّيبَةِ ، وعَدَلتَ بِلِساني عَن مَدائِحِ الآدَمِيّينَ ، وَالثَّناءِ عَلَى المَربوبينَ المَخلوقينَ .
اللّهُمَّ ولِكُلِّ مُثنٍ عَلى مَن أثنى عَلَيهِ مَثوبَةٌ مِن جَزاءٍ أو عارِفَةٌ مِن عَطاءٍ ، وقَد رَجَوتُكَ دَليلاً عَلى ذَخائِرِ الرَّحمَةِ وكُنوزِ المَغفِرَةِ . اللّهُمَّ وهذا مَقامُ مَن أفرَدَكَ بِالتَّوحيدِ الَّذي هُوَ لَكَ ، ولَم يَرَ مُستَحِقّاً لهذِهِ المَحامِدِ وَالمَمادِحِ غَيرَكَ ، وبي فاقَةٌ إلَيكَ لا يَجبُرُ مَسكَنَتَها إلّا فَضلُكَ ، ولا يَنعَشُ مِن خَلَّتِها إلّا مَنُّكَ وجودُكَ ، فَهَب لَنا فيهذَا المَقامِ رِضاكَ، وأغنِنا عَن مَدِّ الأَيديإلى سِواكَ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ۲ .
۵۳۶۳.عنه عليه السلام :ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتي تُقِلُّكُم وَالسَّماءَ الَّتي تُظِلُّكُم مُطيعَتانِ لِرَبِّكُم ، وما أصبَحَتا