269
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

سَلَّطَ المُلوكَ وأعداها ، وأهلَكَ العُداةَ وأدحاها ، وأوصَلَ المَكارِمَ وأسراها ، وسَمَكَ السَّماءَ وعَلّاها ، وسَطَحَ المِهادَ وطَحاها ، ووَطَّدَها ودَحاها ، ومَدَّها وسَوّاها ، ومَهَّدَها ووَطّاها ، وأعطاكُم ماءَها ومَرعاها ، وأحكَمَ عَدَدَ الاُمَمِ وأحصاها ، وعَدَّلَ الأَعلامَ وأرساها .
الإِلهُ الأَوَّلُ لا مُعادِلَ لَهُ ، ولا رادَّ لِحُكمِهِ ، لا إلهَ إلّا هُوَ المَلِكُ السَّلامُ المُصَوِّرُ العَلّامُ الحاكِمُ الوَدودُ المُطَهِّرُ الطّاهِرُ ، المَحمودُ أمرُهُ ، المَعمورُ حَرَمُهُ ، المَأمولُ كَرَمُهُ .
عَلَّمَكُم كَلامَهُ ، وأراكُم أعلامَهُ ، وحَصَّلَ لَكُم أحكامَهُ ، وحَلَّلَ حَلالَهُ وحَرَّمَ حَرامَهُ ، وحَمَّلَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله الرِّسالَةَ ، رَسولَهُ المُكَرَّمَ ، المُسَوَّدَ المُسَدَّدَ ، الطُّهرَ المُطَهَّرَ ، أسعَدَ اللّهُ الاُمَّةَ لِعُلُوِّ مَحَلِّهِ ، وسُمُوِّ سُؤدَدِهِ ، وسَدادِ أمرِهِ ، وكَمالِ مُرادِهِ .
أطهَرُ وُلدِ آدَمَ مَولودا ، وأسطَعُهُم سُعودا ، وأطوَلُهُم عَمودا ، وأرواهُم عودا ، وأصَحُّهُم عُهودا ، وأكرَمُهُم مُردا وكُهولاً .
صَلاةُ اللّهِ لَهُ ولِالِهِ الأَطهارِ مُسَلَّمَةً مُكَرَّرَةً مَعدودَةً ، ولِالِ وُدِّهِمُ الكِرامِ ، مُحَصَّلَةً مُرَدَّدَةً ما دامَ لِلسَّماءِ أمرٌ مَرسومٌ وحَدٌّ مَعلومٌ .
أرسَلَهُ رَحمَةً لَكُم ، وطَهارَةً لِأَعمالِكُم ، وهُدوءَ دارِكُم ، ودُحورَ عارِكُم ، وصَلاحَ أحوالِكُم ، وطاعَةً للّهِِ ورُسُلِهِ ، وعِصمَةً لَكُم ورَحمَةً .
اِسمَعوا لَهُ ، وراعوا أمرَهُ ، وحَلِّلوا ما حَلَّلَ ، وحَرِّموا ما حَرَّمَ ، وَاعمِدوا ـ رَحِمَكُمُ اللّهُ ـ لِدَوامِ العَمَلِ ، وداحِرُوا الحِرصَ ، وَاعدِمُوا الكَسَلَ ، وَادروا السَّلامَةَ وحِراسَةَ المُلكِ ورَوعَها ، وهَلَعَ الصُّدورِ وحُلولَ كُلِّها وهَمِّها .
هَلَكَ ـ وَاللّهِ ـ أهلُ الإِصرارِ ، وما وَلَدَ والِدٌ لِلإِسرارِ ، كَم مُؤَمِّلٍ أمَّلَ ما أهلَكَهُ ، وكَم مالٍ وسِلاحٍ اُعِدَّ صارَ لِلأَعداءِ عَدُّهُ وعَمَدُهُ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
268

وخَلَدَ في قُصورٍ مُشَيَّدَةٍ ومُلكٍ بِحورِ عينٍ وحَفَدَةٍ ، وطيفَ عَلَيهِ بِكُؤوسٍ ، اُسكِنَ في حَظيرَةِ قُدّوسٍ ، وتَقَلَّبَ في نَعيمٍ ، وسُقِيَ مِن تَسنيمٍ ، وشَرَبَ مِن عَينٍ سَلسَبيلٍ ، ومُزِجَ لَهُ بِزَنجَبيلٍ مُخَتَّمٍ بِمِسكٍ وعَبيرٍ ، مُستَديمٌ لِلمُلكِ ، مُستَشعِرٌ لِلسُّرُرِ ، يَشرَبُ مِن خُمورٍ ، في رَوضٍ مُغدِقٍ ، لَيسَ يُصَدِّعُ مَن شَرِبَهُ ولَيسَ يُنزَفُ .
هذِهِ مَنزِلَةُ مَن خَشِيَ رَبَّهُ ، وحَذَّرَ نَفسَهُ مَعصِيَتَهُ ، وتِلكَ عُقوبَةُ مَن جَحَدَ مَشيئَتَهُ ، وسَوَّلَت لَهُ نَفسُهُ مَعصِيَتَهُ ، فَهُوَ قَولٌ فَصلٌ وحُكمٌ عَدلٌ وخَيرُ ۱ قَصَصٍ قُصَّ ووَعظٍ نُصَّ «تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»۲ نَزَلَ بِهِ روحُ قُدُسٍ مُبين عَلى قَلبِ نَبِيٍّ مُهتَدٍ رَشيدٍ ، صَلَّت عَلَيهِ رُسُلٌ سَفَرَةٌ مُكرَّمونَ بَرَرَةٌ .
عُذتُ بِرَبٍّ عَليمٍ رَحيمٍ كَريمٍ مِن شَرِّ كُلِّ عَدُوٍّ لَعينٍ رَجيمٍ ، فَليَتَضَرَّع مُتَضَرِّعُكُم وَليَبتَهِل مُبتَهِلُكُم ، وَليَستَغفِر كُلُّ مَربوبٍ مِنكُم لي ولَكُم ، وحَسبي رَبّي وَحدَهُ ۳ .

5 / 5

خُطبَتُهُ الخالِيَةُ مِنَ النُّقَطِ

۵۶۵۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ خَطَبَهَا ارتِجالاً خالِيَةً مِنَ النُّقَطِ۴ـ: الحَمدُ للّهِِ أهلِ الحَمدِ ومَأواهُ ، ولَهُ أوكَدُ الحَمدِ وأحلاهُ ، وأسعَدُ الحَمدِ وأسراهُ ، وأطهَرُ الحَمدِ وأسماهُ ، وأكرَمُ الحَمدِ وأولاهُ . الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ لا والِدَ لَهُ ولا وَلَدَ .

1.نقلنا ما أوردناه من «مصباح الكفعمي» ، و ما في المصدر : «خبر قصص» .

2.فصّلت : ۴۲ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۹ ص۱۴۰ ، مطالب السؤول : ص۶۰ ، كفاية الطالب : ص۳۹۳ عن أبي صالح ، كنز العمال : ج۱۶ ص۲۰۹ ح۴۴۲۳۴ ؛ المصباح للكفعمي : ص۹۶۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۳۴۰ ح۲۸ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۴۸ والخرائج والجرائح : ج۲ ص۷۴۰ ح۵۶ .

4.يجد القارئ الكريم في ثنايا هذه الخطبة الغرّاء أنّ الهاء الآخريّة في بعض الكلمات منقّطة ؛ ولكن بما أنّها تلفظ هاءً عند الوقف في أكثر الأحيان ، فلذا لم يورد الكثير عليها هذا الإشكال .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 178659
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي