311
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

لَيسَ فِي الجَنَّةِ قَصرٌ ولا بَيتٌ إلّا وفيهِ غُصنٌ مِن أغصانِها . ومَثَلُها فِي الدُّنيَا الشَّمسُ أصلُها واحِدٌ وضَوؤُها في كُلِّ مَكانٍ .
وأمَّا الشَّجَرَةُ الَّتي نَبَتَت مِن غَيرِ ماءٍ : فَشَجَرَةُ يونُسُ ، وكانَ ذلِكَ مُعجِزَةً لَهُ ؛ لِقَولِهِ تَعالى : «وَ أَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ»۱ .
وأمَّا غِذاءُ أهلِ الجَنَّةِ : فَمَثَلُهُم فِي الدُّنيا الجَنينُ في بَطنِ اُمِّهِ ؛ فَإِنَّهُ يَغتَذي مِن سُرَّتِها ولا يَبولُ ولا يَتَغَوَّطُ .
وأمَّا الأَلوانُ فِي القَصعَةِ الواحِدَةِ : فَمَثَلُهُ فِي الدُّنيا البيضَةُ فيها لَونانِ أبيَضُ وأصفَرُ ولا يَختَلِطانِ .
وأمَّا الجارِيَةُ الَّتي تَخرُجُ مِنَ التُّفّاحَةِ : فَمَثَلُها فِي الدُّنيا الدّودَةُ تَخرُجُ مِنَ التُّفّاحَةِ ولا تَتَغَيَّرُ .
وأمَّا الجارِيَةُ الَّتي تَكونُ بَينَ اثنَينِ : فَالنَّخلَةُ الَّتي تَكونُ فِي الدُّنيا لِمُؤمِنٍ مِثلي ولِكافِرٍ مِثلِكَ ، وهِيَ لي فِي الآخِرَةِ دونَكَ ؛ لِأَ نَّها فِي الجَنَّةِ وأنتَ لا تَدخُلُها !
وأمّا مَفاتيحُ الجَنَّةِ : فَلا إلهَ إلَا اللّهُ ، مُحَمَّدٌ رسولُ اللّهِ .
قالَ ابنُ المُسَيِّبِ : فَلَمّا قَرَأَ قَيصَرُ الكِتابَ قالَ : ما خَرَجَ هذَا الكَلامُ إلّا مِن بَيتِ النُّبُوَّةِ ! ۲

۵۷۰۴.بحار الأنوار :قَضى [عَلِيٌّ عليه السلام ] بِالبَصرَةِ لِقَومٍ حَدّادينَ اشتَرَوا بابَ حَديدٍ مِن قَومٍ ، فَقالَ أصحابُ البابِ : كَذا وكَذا مَنّا ، فَصَدَّقوهُم وَابتاعوهُ ، فَلَمّا حَمَلُوا البابَ عَلى أعناقِهِم قالوا لِلمُشتَري : ما فيهِ ما ذَكَروهُ مِنَ الوَزنِ ، فَسَأَلوهُم الحَطيطَةَ فَأَبَوا ، فَارتَجَعوا عَلَيهِم ، فَصاروا إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقالَ : أدُلُّكُمُ ؛ احمِلوهُ إلَى الماءِ . فَحُمِلَ فَطُرِح

1.الصافّات : ۱۴۶ .

2.تذكرة الخواصّ : ص۱۴۵ ؛ الغدير : ج۶ ص۲۴۸ عن ابن المسيّب .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
310

وأمَّا الَّذي كُلُّهُ رِجلٌ : فَالماءُ .
وأمَّا الَّذي كُلُّهُ عَينٌ : فَالشَّمسُ .
وأمَّا الَّذي كُلُّهُ جَناحٌ : فَالرّيحُ .
وأمَّا الَّذي لا عَشيرَةَ لَهُ : فَآدَمُ عليه السلام .
وأمَّا الَّذينَ لَم يَحمِل بِهِم رَحِمٌ : فَعَصا موسى ، وكَبشُ إبراهيمَ ، وآدَمُ ، وحَوّاءُ .
وأمَّا الَّذي يَتَنَفَّسُ مِن غَيرِ روحٍ : فَالصُّبحُ ؛ لِقَولِهِ تَعالى : «وَ الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ»۱ . . . .
وأمَّا الظّاعِنُ ۲ : فَطورُ سَيناءَ ۳ ؛ لَمّا عَصَت بَنو إسرائيلَ ، وكانَ بَينَهُ وبَينَ الأَرضِ المُقَدَّسَةِ أيّامٌ ، فَقَلَعَ اللّهُ مِنهُ قِطعَةً وجَعَلَ لَها جَناحَينِ مِن نورٍ ، فَنَتَقَهُ ۴ عَلَيهِم ؛ فَذلِكَ قَولُهُ : «وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُـلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِع بِهِمْ»۵ ، وقالَ لِبَني إسرائيلَ : إن لَم تُؤمِنوا وإلّا أوقَعتُهُ عَلَيكُم ، فَلَمّا تابوا رَدَّهُ إلى مَكانِهِ .
وأمَّا المَكانُ الَّذي لَم تَطَّلِع عَلَيهِ الشَّمسُ إلّا مَرَّةً واحِدَةً : فَأَرضُ البَحرِ لَمّا فَلَقَهُ اللّهُ لِموسى عليه السلام ، وقامَ الماءُ أمثالَ الجِبالِ ، ويَبِسَتِ الأَرضُ بِطُلوعِ الشَّمسِ عَلَيها ، ثُمَّ عادَ ماءُ البَحرِ إلى مَكانِهِ .
وأمَّا الشَّجَرَةُ الَّتي يَسيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ : فَشَجَرَةُ طوبى ؛ وهِيَ سِدرَةُ المُنتَهى فِي السَّماءِ السّابِعَةِ ، إلَيها يَنتَهي أعمالُ بَني آدَمَ ، وهِيَ مِن أشجارِ الجَنَّةِ ،

1.التكوير : ۱۸ .

2.اسم فاعل من ظَعَن يظْعَن : أي ذَهَب وسارَ (انظر لسان العرب : ج۱۳ ص۲۷۰) .

3.طُور سَيْناء : سينا ـ بفتح السين أو كسرها ـ اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال : طُور سَيْناء ، الجبل الذي كلّم اللّه تعالى عليه موسى بن عمران عليه السلام (معجم البلدان : ج۳ ص۳۰۰) .

4.النَّتْق : أن تَقْلَع الشيءَ فتَرفَعه من مكانه لِتَرمي به (النهاية : ج۵ ص۱۳) .

5.الأعراف : ۱۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 178791
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي