313
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

كلامُ ابنِ أبي الحديد في علوم الإمام

قالَ ابنُ أبِي الحَديدِ في مُقَدَّمَةِ شَرحِ نَهجِ البَلاغَةِ : قَد عَرَفتَ أنَّ أشرَفَ العُلومِ هُوَ العِلمُ الإِلهِيُّ ؛ لِأَنَّ شَرَفَ العِلمِ بِشَرَفِ المَعلومِ ، ومَعلومُهُ أشرَفُ المَوجوداتِ ، فَكانَ هُوَ أشرَفَ العُلومِ . ومِن كَلامِهِ عليه السلام اقتُبِسَ ، وعَنهُ نُقِلَ ، وإلَيهِ انتُهِيَ ، ومِنهُ ابتُدِئَ .
فَإِنَّ المُعتَزِلَةَ ـ الَّذينَ هُم أهلُ التَّوحيدِ وَالعَدلِ ، وأربابُ النَّظَرِ ، ومِنهُم تَعَلَّمَ النّاسُ هذَا الفَنَّ ـ تَلامِذَتُهُ وأصحابُهُ ؛ لِأَنَّ كَبيرَهُم واصِلَ بنَ عَطاءٍ تِلميذُ أبي هاشِمٍ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ، وأبو هاشِمٍ تِلميذُ أبيهِ ، وأبوهُ تِلميذُهُ عليه السلام .
وأمَّا الأَشعَرِيَّةُ : فَإِنَّهُم يَنتَمونَ إلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي بِشرٍ الأَشعَرِيِّ ، وهُوَ تِلميذُ أبي عَلِيٍّ الجُبّائِيِّ ، وأبو عَلِيٍّ أحَدُ مَشايِخِ المُعتَزِلَةِ ، فَالأَشعَرِيَّةُ يَنتَهونَ بِأَخَرَةٍ إلى اُستاذِ المُعتَزِلَةِ ومُعَلِّمِهِم ، وهُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام .
وأمَّا الإِمامِيَّةُ وَالزَّيدِيَّةُ فَانتِماؤُهُم إلَيهِ ظاهِرٌ .
ومِنَ العُلومِ عِلمُ الفِقهِ ، وهُوَ عليه السلام أصلُهُ وأساسُهُ ، وكُلُّ فَقيهٍ فِي الإِسلامِ فَهُوَ عِيالٌ عَلَيهِ ، ومُستَفيدٌ مِن فِقهِهِ .
أمّا أصحابُ أبي حَنيفَةَ ، كَأَبي يوسُفَ ومُحَمَّدٍ وغَيرِهِما ، فَأَخَذوا عَن أبي حَنيفَةَ .
وأمَّا الشّافِعِيُّ فَقَرَأَ عَلى مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ، فَيَرجِعُ فِقهُهُ أيضا إلى أبي حَنيفَةَ .
وأمّا أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فَقَرَأَ عَلَى الشّافِعِيِّ ، فَيَرجِعُ فِقهُهُ أيضا إلى أبي حَنيفَةَ ،


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
312

في زَورَقٍ صَغيرٍ وعُلِّمَ عَلَى المَوضِعِ الَّذي بَلَغَهُ الماءُ . ثُمَّ قالَ : أرجِعوا مَكانَهُ تَمرا مَوزونا . فَما زالوا يَطرَحونَ شَيئا بَعدَ شَيءٍ مَوزونا حَتّى بَلَغَ الغايَةَ . قالَ : كَم طَرَحتُم ؟ قالوا : كَذا وكَذا مَنّا ورِطلاً . قالَ عليه السلام : وَزنُهُ هذا ۱ .

۵۷۰۵.الفضائل :رُوِيَ أنَّ امرَأَةً تَرَكَت طِفلاً ابنَ سِتَّةِ أشهُرٍ عَلى سَطحٍ ، فَمَشَى الصَّبِيُّ يَحبو حَتّى خَرَجَ مِنَ السَّطحِ وجَلَسَ عَلى رَأسِ الميزابِ ، فَجاءَت اُمُّهُ عَلَى السَّطحِ فَما قَدَرَت عَلَيهِ ، فَجاؤوا بِسُلَّمٍ ووَضَعوهُ عَلَى الجِدارِ فَما قَدَروا عَلَى الطِّفلِ ؛ مِن أَجلِ طولِ الميزابِ وبُعدُهُ عَنِ السَّطحِ ، وَالاُمُّ تَصيحُ وأهلُ الصَّبِيِّ كُلُّهُم يَبكونَ ، وكانَ في أيّامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، فَجاؤوا إلَيهِ فَحَضَرَ مَعَ القَومِ فَتَحَيَّروا فيهِ ، وقالوا : ما لِهذا إلّا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ! فَحَضَرَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَصاحَت اُمُّ الصَّبِيِّ في وَجهِهِ ، فَنَظَرَ أميرُ المُؤمِنينَ إلَى الصَّبِيِّ ، فَتَكَلَّمَ الصَّبِيَّ بِكَلامٍ لا يَعرِفُهُ أحَدٌ ، فَقالَ عليه السلام : أحضِروا هاهُنا طِفلاً مِثلَهُ ، فَأَحضَروهُ ، فَنَظَرَ بَعضُهُما إلى بَعضٍ وتَكَلَّمَ الطِّفلانِ بِكَلامِ الأَطفالِ ، فَخَرَجَ الطِّفلُ مِنَ الميزابِ إلَى السَّطحِ ، فَوَقَعَ فَرَحٌ فِي المَدينَةِ لَم يُرَ مِثلُهُ ۲ .

1.بحار الأنوار : ج۴۰ ص۲۸۶ ح۴۵ نقلاً عن كتاب صفوة الأخبار .

2.الفضائل لابن شاذان : ص۵۶ ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۲۶۷ ح۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 178647
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي