333
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

فَذَهَبَ الوَزيرُ إلَى المَلِكِ مُبادِرا ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ . فَبَعَثَ المَلِكُ إلَى القاضِيَينِ ، فَاختَلَفا كَمَا اختَلَفَ الغُلامانِ . فَنادَى المَلِكُ فِي النّاسِ ، وأمَرَ بِقَتِلهِما ۱ .

3 / 3

المُتَّهَمَةُ بِالفُجورِ

۵۷۳۵.الإمام الصادق عليه السلام :اُتِيَ عُمَرُ بِامرَأَةٍ تَزَوَّجَها شَيخٌ ، فَلَمّا أن واقَعَها ماتَ عَلى بَطنِها ، فَجاءَت بِوَلَدٍ فَادَّعى بَنوهُ أ نَّها فَجَرَت ، وتَشاهَدوا عَلَيها ، فَأَمَرَ بِها عُمَرُ أن تُرجَمَ ، فَمَرَّ بِها عَلِيٌّ عليه السلام فَقالَت : يَابنَ عَمِّ رَسوِلِ اللّهِ ! إنَّ لي حُجَّةً . قالَ : هاتي حُجَّتَكِ ! فَدَفَعَت إلَيهِ كِتابا فَقَرَأَهُ ، فَقالَ : هذِهِ المَرأَةُ تُعلِمُكُم بِيوَمَ تَزَوَّجها ، ويَومَ واقَعَها ، وكَيفَ كانَ جِماعُهُ لَها ، رُدُّوا المَرأَةَ .
فَلَمّا أن كانَ مِنَ الغَدِ دَعا بِصِبيانٍ أترابٍ ودَعا بِالصَّبِيِّ مَعَهُم ، فَقالَ لَهُم : اِلعَبوا ، حَتّى إذا ألهاهُمُ اللَّعِبُ قالَ لَهُم : اِجلِسوا ، حَتّى إذا تَمَكَّنوا صاحَ بِهِم ، فَقامَ الصِّبيانُ وقامَ الغُلامُ فَاتَّكَأَ عَلى راحَتَيهِ . فَدَعا بِهِ عَلِيٌّ عليه السلام ۲ وَوَرَّثَهُ مِن أبيهِ وجَلَدَ إخوَتَهُ المُفتَرينَ حَدّا حَدّا .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : كَيفَ صَنَعتَ ؟ قالَ عليه السلام : عَرَفتُ ضَعفَ الشَّيخِ فِي اِتّكاءِ الغُلامِ عَلى راحَتَيهِ ۳ .

1.الكافي : ج۷ ص۴۲۶ ح۹ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۳۰۸ ح۸۵۲ كلاهما عن معاوية بن وهب ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۲۰ ح۳۲۵۱ عن الأصبغ بن نباتة ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۷۲ نحوه وكلاهما من دون إسنادٍ إلى المعصوم .

2.في المصدر : «عليّا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .

3.الكافي : ج۷ ص۴۲۴ ح۷ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۳۰۶ ح۸۵۰ كلاهما عن أبي الصباح الكناني ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۲۴ ح۳۲۵۴ عن الأصبغ بن نباتة ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۶۹ كلاهما من دون إسنادٍ إلى المعصوم .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
332

فَكانَ القاضِيانِ يَأتِيانِ بابَ الصديقِ ، فَعَشِقَا امرَأَتَهُ فَراوَداها عَن نَفسِها ، فَأَبَت ، فَقالا لَها : وَاللّهِ لَئِن لَم تَفعَلي لَنَشهَدَنَّ عَلَيكِ عِندَ المَلِكِ بِالزِّنى ، ثُمَّ لَنَرجُمَنَّكِ ، فَقالَتِ : افعَلا ما أحبَبتُما ، فَأَتَيَا المَلِكَ فَأَخبَراهُ وشَهِدا عِندَهُ أ نّها بَغَت ، فَدَخَلَ المَلِكُ مِن ذلِكَ أمرٌ عَظيمٌ ، وَاشتَدَّ بِها غَمُّهُ وكانَ بِها مُعجَبا .
فَقالَ لَهُما : إنَّ قَولَكُما مَقبولٌ ، ولكِنِ ارجُموها بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ ، ونادى فِي البَلَدِ الَّذي هُوَ فيهِ : احضُروا قَتلَ فُلانَةٍ العابِدَةِ . فَإِنَّها قَد بَغَت ؛ فَإِنَّ القاضِيَينِ قَد شَهِدا عَلَيها بِذلِكَ .
فَأَكثَرَ النّاسُ في ذلِكَ وقالَ المَلِكُ لِوَزيرِهِ : ما عِندَكَ في هذا مِن حيلَةٍ ؟ فَقالَ : ما عِندي في ذلِكَ من شَيءٍ .
فَخَرَجَ الوَزيرُ يَومَ الثّالِثِ ؛ وهُوَ آخِرُ أيّامِها ، فَإِذا هُوَ بِغِلمانٍ عُراةٍ يَلعَبونَ وفيهِم دانيالُ عليه السلام وهُوَ لا يَعرِفُهُ ، فَقالَ دانيالُ : يا مَعشَرَ الصِّبيانِ تَعالَوا حَتّى أكونَ أنَا المَلِكَ وتَكونَ أنتَ يا فُلانُ العابِدةَ ، ويَكونَ فُلانٌ وفُلانٌ القاضِيَينِ الشّاهِدَينِ عَلَيها .
ثُمَّ جَمَعَ تُرابا وجَعَلَ سَيفا مِن قَصَبٍ ، وقالَ لِلصِّبيانِ : خُذوا بِيَدِ هذا فَنَحّوهُ إلى مَكانِ كَذا وكَذا ، وخُذوا بِيَدِ هذا فَنَحّوهُ إلى مَكانِ كَذا وكَذا . ثُمَّ دَعا بِأَحَدِهِما فَقالَ لَهُ : قُل حَقّا ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تَقُل حَقّا قَتَلتُكَ ـ وَالوَزيرُ قائِمٌ يَنظُرُ ويَسمَعُ ـ فَقالَ : أشهَدُ أ نَّها بَغَت . فَقالَ : مَتى ؟ قالَ : يَومَ كَذا وكَذا . فَقالَ : رُدّوهُ إلى مَكانِهِ وهاتُوا الآخَرَ . فرَدّوهُ إلى مَكانِهِ وجاؤوا بِالآخَرِ ، فَقالَ لَهُ : بِما تَشهَدُ ؟ فَقالَ : أشهَدُ أ نَّها بَغَت . قالَ : مَتى ؟ قالَ : يَومَ كَذا وكَذا . قالَ : مَعَ مَن ؟ قالَ : مَعَ فُلانِ بنِ فُلانٍ . قالَ : وأينَ ؟ قالَ : بِمَوضِعِ كَذا وكَذا . فَخالَفَ أحَدُهُما صاحِبَهُ .
فَقالَ دانيالُ عليه السلام : اللّه أكبَرُ ، شَهِدا بِزورٍ ، يا فُلانُ نادِ فِي النّاسِ أ نَّهُما شَهِدا عَلى فُلانَةَ بِزورٍ ، فَاحضُروا قَتلَهُما .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 234575
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي