419
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة

3 / 1

اِستِشهادُ الحُسَينِ في كَربَلاءَ

۵۸۳۵.كامل الزيارات عن أبي عبد اللّه الجدلي :دَخَلتُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام والحسين عليه السلام إلى جَنبِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى كَتِفِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا يُقتَلُ ولا يَنصُرُهُ أحَدٌ . قالَ : قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وَاللّهِ إنَّ تِلكَ لَحَياةُ سوءٍ . قالَ : إنَّ ذلِكَ لَكائِنٌ ۱ .

۵۸۳۶.الإرشاد عن إسماعيل بن زياد :إنَّ عَلِيّا عليه السلام قالَ لِلبَراء بنِ عازِبٍ يَوما : يا بَراءُ ، يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ وأنتَ حَيٌّ لا تَنصُرُهُ .
فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام كانَ البَراءُ بنُ عازِبٍ يَقولُ : صَدَقَ ـ وَاللّهِ ـ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، قُتِلَ الحُسَينُ ولَم أنصُرهُ . ثُمَّ يُظهِرُ الحَسرَةَ عَلى ذلِكَ وَالنَّدَمَ ۲ .

۵۸۳۷.الإرشاد عن جويرية بن مسهر العبدي :لَمّا تَوَجَّهنا مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى صِفّينَ ، فَبَلَغنا طُفوفَ كَربَلاءَ ، وَقَفَ عليه السلام ناحِيَةً مِنَ العَسكَرِ ، ثُمَّ نَظَرَ يَمينا وشِمالاً وَاستَعبَرَ ، ثُمَّ قالَ : هذا ـ وَاللّهِ ـ مُناخُ رِكابِهِم ومَوضِعُ مَنِيَّتِهِم .

1.كامل الزيارات : ص۱۴۹ ح۱۷۶ وراجع رجال الكشّي : ج۱ ص۳۰۷ ح۱۴۷ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۳۳۱ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۷۰ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
418

رهين اللطف الإلهي ، وما تحظى به تلك الوقائع من عظمة وجلال .
من جهة ثالثة يُلحظ أنّ الأرضيّة لم تكن واضحة بما فيه الكفاية لرؤية الواقعة من قبل عدد كبير من النّاس ؛ فمن ناحية كانت المدّة الَّتي عادت بها الشمس قصيرة ، ومن ناحية اُخرى تقضي طبيعة الحادثة وخصوصيّاتها ألّا تكون الشمس قد ارتفعت كثيراً في كبد السماء ، وبذلك لم تكن رؤيتها ممكنة إلّا في المناطق القريبة من الاُفق ، وبشرط عدم وجود المانع كالغمام والغبار ۱ .
مع ذلك كلّه ، لا تبدو نصوص الواقعة قليلة إذا ما قيست بنصوص وأخبار ما سواها من الوقائع . فعلى رغم عدم عناية المعاصرين للواقعة وعدم اهتمامهم بتوثيقها بحكم كونهم في صلب الحادثة وصميمها ، إلّا أنّ الذين وثّقوا لها في الأجيال اللاحقة ، وعنَوا بضبطها وتدوينها لم يكونوا قلّة قط .
ومهما يكن ؛ فإنّ وقوع «ردّ الشمس» هو أمر قطعيّ ، وأخبار الواقعة ثابتة مستفيضة .

1.ثَمَّ نصّ بهذا الشأن ربّما كان عن المعصوم ، جاء فيه : «قال العالم : علّة ردّ الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام وما طلعت على أهل الأرض كلّهم ، أنّه جلّل اللّه السماء بالغمام إلّا الموضع الذي كان فيه أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه ؛ فإنّه جلاه حتى طلعت عليهم» (بحار الأنوار : ج۵۸ ص۱۶۶ ح۲۶ نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 178719
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي