423
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

قالَ : وكُنتُ فِي الجَيشِ الذَّينَ ساروا إلَى الحُسَينِ ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَيه نَظَرتُ إلَى الشَّجَرَةِ فَذَكَرتُ الحَديثَ ، فَتَقدَّمتُ عَلى فَرَسٍ لي فَقُلتُ : اُبَشِّرُكَ [ يَا ] ۱ ابن بنت رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَدَّثتُهُ الحَديثَ .
قالَ : مَعَنا أو عَلَينا ؟
قُلتُ : لا مَعَكَ ولا عَلَيكَ ، تَرَكتُ عِيالاً ، وتَرَكتُ ۲ .
قالَ : أمّا لا فَوَلِّ فِي الأَرضِ ؛ فَوَالَّذي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لا يَشهَدُ قَتلنَا اليَومَ رَجُلٌ إلّا دَخَلَ جَهَنَّمَ .
قالَ : فَانطَلَقتُ هارِبا مُوَلِّيا فِي الأَرضِ حَتّى خَفِيَ عَلَيَّ مَقتَلُهُ ۳ .

۵۸۴۴.وقعة صفّين عن أبي عبيدة عن هرثمة بن سليم :غَزَونا مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ غَزوَةَ صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلنا بِكَربَلاءَ صَلّى بِنا صَلاةً ، فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ إلَيهِ مِن تُرَبتِها فَشَمَّها ، ثُمَّ قالَ :
واها لَكِ أيَّتُها التُّربَةُ ، لَيُحشَرَنَّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
فَلَمّا رَجَعَ هَرثَمَةُ مِن غَزوَتِهِ إلَى امرَأَتِهِ ـ وهِيَ جَرداءُ بِنتُ سُمَيرٍ ، وكانَت شيعَةً لِعَلِيّ ـ فَقالَ لَها زَوجُها هَرثَمَةُ : ألا اُعَجِّبُكِ مِن صَديقِكِ أبِي الحَسَنِ ؟ ! لَمّا نَزَلنا كَربَلاءَ رَفَعَ إلَيهِ مِن تُربَتِها فَشَمَّها وقالَ : واها لَكِ يا تُربَةُ ، لَيُحشَرَنَّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلون الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ ! وما عِلمُهُ بِالغَيبِ ؟ !
فَقالَت : دَعنا مِنكَ أيُّهَا الرَّجُلُ ، فَإِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ لَم يَقُل إلّا حَقّا .
فَلَمّا بَعَثَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ البَعثَ الَّذي بَعَثَهُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وأصحابِهِ ، قالَ : كُنتُ فيهِم فِي الخَيلِ الَّتي بَعَثَ إلَيهِم ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَى القَومِ وحُسَينٍ وأصحابِه

1.الزيادة من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

2.كذا .

3.تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۲۲۲ ؛ الملاحم والفتن : ص۳۳۵ ح۴۸۸ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
422

يُقدِم إلّا بِما عُهِدَ إلَيهِ فيهِ ۱ .

۵۸۴۲.الطبقات الكبرى عن أبي عبيد الضبّي :دَخَلنا عَلى أبي هَرثَمٍ الضَّبِّيِّ حينَ أقبَلَ مِن صِفّينَ ـ وهُوَ مَعَ عَلِيٍّ ـ وهُوَ جالِسٌ عَلى دُكّانٍ ۲ ، ولَهُ امرَأَةٌ يُقالُ لَها : جَرداءُ ، هِيَ أشَدُّ حُبّا لِعَلِيٍّ وأشَدُّ لِقَولِهِ تَصديقا . فَجاءَت شاةٌ فَبَعَرَت ، فَقالَ : لَقَد ذَكَّرَني بَعرُ هذِهِ الشّاةِ حَديثا لِعَلِيٍّ .
قالوا : وما عِلمُ عَلِيٍّ بِهذا ؟
قالَ : أقبَلنا مَرجِعَنا مِن صِفّينَ فَنَزَلنا كَربَلاء ، فَصَلّى بِنا عَليٌّ صَلاةَ الفَجرِ بَينَ شَجَراتٍ ودَوحاتٍ حَرمَلٍ ، ثُمَّ أخَذَ كَفّا مِن بَعرِ الغِزلانِ فَشَمَّهُ ، ثُمَّ قالَ : أوهِ ، أوهِ ، يُقتَلُ بِهذَا الغائِطِ ۳ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : قالَت جَرداءُ : وما تُنكِرُ مِن هذا ؟ ! هُوَ أعلَمُ بِما قالَ مِنكَ ، نادَت بِذلِكَ وهِيَ في جَوفِ البَيتِ ۴ .

۵۸۴۳.تاريخ دمشق عن هرثمة بن سلمى :خَرَجنا مَعَ عَلِيٍّ في بَعضِ غَزوِهِ ، فَسارَ حَتَّى انتَهى إلى كَربَلاءَ ، فَنَزَلَ إلى شَجَرَةٍ فَصَلّى إلَيها ، فَأَخَذَ تُربَةً مِنَ الأَرضِ فَشَمَّها ، ثُمَّ قالَ : واها لَكِ [ مِن ] ۵ تُربَةٍ ! لَيُقتَلَنَّ بِكِ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : فَقَفَلنا مِن غَزَواتِنا ۶ ، وقُتِلَ عَلِيٌّ ، ونَسيتُ الحَديثَ .

1.اُسد الغابة : ج۴ ص۳۲۲ الرقم ۴۱۷۳ وراجع تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۱۹۸ .

2.الدُّكّان : الدكّة المبنيّة للجلوس عليها (لسان العرب : ج۱۳ ص۱۵۷) .

3.الغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب : ج۷ ص۳۶۴) .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج۱ ص۴۳۲ الرقم ۴۲۰ ، تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۱۹۸ عن أبي عبد اللّه الضبّي ؛ شرح الأخبار : ج۳ ص۱۳۶ ح۱۰۷۷ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۲۶ ح۵۱۴ كلاهما نحوه وراجع تهذيب التهذيب : ج۱ ص۵۹۰ الرقم ۱۵۷۷ ومقتل الحسين للخوارزمي : ج۱ ص۱۶۵ .

5.الزيادة من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحموديّ .

6.في هامش المصدر هنا: كذا، وفي المطبوعة: «غَزوَتِنا»، وبهامشها عن نسخةٍ: «غَزاتِنا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173764
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي