427
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

ذلك حُجّة له عند أصحابه وسمّاها معجزة وإن لم ينصر قال لهم : تغيرت نيّاتكم وشككتم في قولي ، فمنعكم اللّه نصره ، ونحو ذلك من القول ، ولأ نّه قد جرت العادة أنّ الملوك والرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر والنصر ، ويُمنّونهم الدُّوَل ، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك على إخبار عن غيب يتضمّن إعجازا .
و القسم الثاني : في الأخبار المفصّلة عن الغيوب ، مثل هذا الخبر ، فإنّه لا يحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعيّن في أصحابه وفي الخوارج ، ووقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة ولا نقصان ، وذلك أمرٌ إلهي عرفه من جهة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعرفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله من جهة اللّه سبحانه ، والقوّة البشريّة تقصُر عن إدراك مثل هذا ، ولقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره ۱ .

راجع : ج 4 ص 16 (إخبار الإمام بما سيقع في الحرب) و ص 38 (إخبار الإمام باستمرار نهجهم في التاريخ).

3 / 5

ما يَقَعُ بَعدَهُ مِنَ الفِتَنِ

۵۸۵۰.الإمام عليّ عليه السلام :لَو فَقَدتُموني لَرَأَيتُم مِن بَعدي اُمورا يَتَمَنّى أحَدُكُمُ المَوتَ مِمّا يَرى مِن ( أهَلِ ) ۲ الجُحودِ وَالعُدوانِ مِن أهلِ الأَثَرَةِ ۳ ، وَالاِستِخفافِ بِحَقِّ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، وَالخَوفِ عَلى نَفسِهِ ! فَإِذا كانَ ذلِكَ فَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعا ولا تَفَرَّقوا ، وعَلَيكُم بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَالتَّقِيَّةِ ۴ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۳ ؛ بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۱۸ .

2.الظاهر أنّ كلمة «أهل» هنا زيادة من النسّاخ، وعبارة تحف العقول وتفسير فرات خالية عنها.

3.اِستَأثَرَ بالشيء: استَبَدَّ به، والاسم: الأَثرَةُ (المصباح المنير: ص۴) .

4.الخصال : ص۶۲۶ ح۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص۱۱۵ ، تفسير فرات : ص۳۶۷ ح۴۹۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
426

وَاللّهِ لَنَظهَرَنَّ عَلى هذِهِ الفِرقَةِ ، ولَنَقتُلَنَّ هذَينِ الرَّجُلَينِ ـ يَعني طَلَحَةَ وَالزُّبَيرَ ـ ولَنَستَبيحَنَّ عَسكَرَهُما .
قالَ التَّميمِيُّ : فَأَتَيتُ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فَقُلتُ : أما تَرى إلَى ابنِ عَمِّكَ وما يَقولُ ؟
فَقالَ : لا تَعجَل حَتّى تَنظُرَ ما يَكونُ .
فَلَمّا كانَ مِن أمرِ البَصرَةِ ما كانَ أتَيتُهُ فَقُلتُ : لا أرَى ابنَ عَمِّكَ إلّا قَد صَدَقَ !!
فَقالَ : وَيحَكَ ! إنّا كُنّا نَتَحَدَّثُ أصحابَ مُحَمَّدٍ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله عَهِدَ إلَيهِ ثَمانينَ عَهدا لَم يَعَهد شَيئا مِنها إلى أحَدٍ غَيرَهُ ، فَلَعَلَّ هذا مِمّا عَهِدَ إلَيهِ ۱ .

راجع : ج 3 ص 150 (وصول قوّات الكوفة إلى الإمام) .

3 / 4

مَصيرُ الخَوارِجِ

۵۸۴۹.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا عَزَمَ عَلى حَربِ الخَوارِجِ ـ: مَصارِعُهُم دونَ النُّطفَةِ . وَاللّهِ لا يُفلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ولا يَهلِكُ مِنكُم عَشَرَةٌ ! ۲
قال ابن أبي الحديد في شرح كلامه عليه السلام : هذا الخبر من الأخبار الَّتي تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل النّاس كافّة له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغيوب .
الأخبار على قسمين : أحدهما الأخبار المجملة ، ولا إعجاز فيها ، نحو أن يقول الرجل لأصحابه : إنّكم ستنصرون على هذه الفئة الَّتي تلقونها غدا ، فإن نُصِر جعل

1.الأمالي للطوسي : ص۱۱۳ ح۱۷۳ ، الأمالي للمفيد : ص۳۳۵ ح۵ ، بشارة المصطفى : ص۲۴۷ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۵۹ ؛ ينابيع المودّة : ج۱ ص۲۰۶ ح۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173696
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي