447
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

أن اُخبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنكُم بِمَخرَجِهِ ومَولِجِهِ وجَميعَ شَأنِهِ لَفَعَلتُ . . .» تحت عنوان : «جملة من إخبار عليّ بالاُمور الغيبيّة» :
وقد ذكرنا فيما تقدّم من إخباره عليه السلام عن الغيوب طرفا صالحا ، ومن عجيب ما وقفت عليه من ذلِكَ قوله في الخطبة الَّتي يذكر فيها الملاحم ، وهو يشير إلى القرامطة : «يَنتَحِلونَ لَنَا الحُبَّ وَالهَوى ، ويُضمِرون لَنَا البُغضَ وَالقِلى ، وآيَةُ ذلِكَ قَتلُهُم وُرّاثَنا ، وهَجرُهُم أحداثَنا» ۱ .
وصحّ ما أخبر به ؛ لأنّ القرامطة قتلت من آل أبي طالب عليه السلام خلقا كثيرا ، وأسماؤهم مذكورة في كتاب «مقاتل الطالبيّين» لأبي الفرج الأصفهاني .
ومرّ أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي في جيشه بالغريّ ۲ وبالحاير ۳ ، فلم يعرّج على واحد منهما ولا دخل ولا وقف .
وفي هذه الخطبة قال ـ وهو يشير إلى السارية الَّتي كان يستند إليها في مسجد الكوفه ـ : «كَأَ نّي بِالحَجَرِ الأَسوَدِ مَنصوبا هاهُنا . وَيحَهُم ! إنَّ فَضيلَتَهُ لَيسَت في نَفسِهِ ، بَل في مَوضِعِهِ واُسُسِهِ ، يَمكُثُ هاهُنا بُرهَةً ، ثُمَّ هاهُنا بُرهَةً ـ وأَشارَ إلَى البَحرَينِ ـ ثُمَّ يَعودُ إلى مَأواهُ واُمِّ مَثواهُ» .
ووقع الأمر في الحجر الأسود . بموجب ما أخبر به عليه السلام ۴ .

1.الكتب الَّتي أوردت هذا الحديث نقَلَته من شرح نهج البلاغة ، ولم نعثر على مصدر آخر لهذا الحديث .

2.الغري : بظاهر الكوفة ، قرب قبر عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه (معجم البلدان : ج۴ ص۱۹۶) .

3.الحائر : قبر الحسين بن عليّ رضى الله عنه (معجم البلدان : ج۲ ص۲۰۸) .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص۱۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
446

مِنهُم يَشرُدُ المُلكُ مِنهُ شُرودَ المُنفَتقِ ، ويَعضُدُهُ الهَزرَةُ ۱ المُتَفَيهِقُ ۲ ، لَكَأَ نّي أراهُ عَلى جِسرِ الزَّوراءِ قَتيلاً « ذَ لِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَـلَّـمٍ لِّلْعَبِيدِ»۳ . ۴

۵۸۹۷.عنه عليه السلام :كَأَ نّي أرى رِجُلاً مِن بَني عَبّاسٍ يُنحَرُ كَما يُنحَرُ الإِبِلُ ، ولا يَقدِرُ أن يَدفَعَ عَن نَفسِهِ ، وَيلٌ لَهُ ثُمَّ وَيلٌ لَهُ ! ما أذَلَّهُ لَمّا وَلّى عَن أمرِ رَبِّهِ ، وأقبَلَ إلَى الدُّنيا الدَّنِيَّةِ ! ـ إلى أن قالَ ـ : لَو شِئتُ عَن أسمائِهِم وكُناهُم ومَواضِع قَتلِهِم لَأَخبَرتُ ۵ .

۵۸۹۸.عنه عليه السلام :إنَّ مُلكَ وُلدِ بَنِي العَبّاسِ مِن خُراسانَ يُقبِلُ ، ومِن خُراسانَ يَذهَبُ ۶ .

3 / 12

فِتنَةُ القَرامِطَة ۷

قال ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 176 من نهج البلاغة : « . . . وَاللّهِ لَو شِئت

1.رجلٌ هِزْر : مغبون أحمق يطمع به (لسان العرب : ج ۵ ص۲۶۳) .

2.المُتفيهق : الذي يتوسّع في كلامه ويفهق به فمه (لسان العرب : ج۱۰ ص۳۱۴) .

3.الحجّ : ۱۰ .

4.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۷۶ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۲۲ ح۴۵ .

5.إحقاق الحقّ : ج۸ ص۱۶۸ .

6.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۲۰ ح۴۴ .

7.يرجع مذهب القرامطة إلى كبيرهم الحسن بن بهرام الجنابي ، أبو سعيد ، كان دقّاقا من أهل جنابة بفارس ، ونفي فيها فأقام في البحرين تاجرا ، وجعل يدعو العرب إلى نحلتهم فعظم أمره ؛ فحاربه الخليفة مظفّر الحسن ، وصافاه المقتدر العبّاسي ؛ وكان أصحابه يسمّونه السيّد . استولى على هجر والأحساء والقطيف وسائر بلاد البحرين ؛ وكان شجاعا ؛ داهية ، قتله خادم له صقلبي في الحمّام بهجر ، سنة (۳۰۱ ه) (شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص۱۳ الهامش) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173748
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي