451
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

وفي رِوايَةٍ اُخرى : . . . كَأَ نّي أنظُرُ إلى قَريَتِكُم هذِهِ قَد طَبَّقَهَا الماءُ حَتّى ما يُرى مِنها إلّا شُرَفُ المَسجِدِ ، كَأَ نَّهُ جُؤجُؤُ طَيرٍ في لُجَّةِ بَحرٍ ۱ .
قال ابن أبي الحديد : والصحيح أنّ المُخبَر به قد وقع ، فإنّ البصرة غرقت مرّتين : مرّة في أيّام القادر باللّه ، ومرّة في أيّام القائم بأمر اللّه ، غرقت بأجمعها ولم يبقَ منها إلّا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر ، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام ، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس ، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام ، وخربت دورها ، وغرق كلّ ما في ضمنها ، وهلك كثير من أهلها .
وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة ، يتناقلها خلفهم عن سلفهم ۲ .

۵۹۰۴.الإمام عليّ عليه السلامـ فيما يُخبِرُ بِهِ عَنِ المَلاحِمِ بِالبَصرَةِ ـ: يا أحنَفُ ، كَأَ نّي بِهِ وقَد سارَ بِالجَيشِ الَّذي لا يَكونُ لَهُ غُبارٌ ولا لَجَبٌ ۳ ، ولا قَعقَعَةُ ۴ لُجُمٍ ، ولا حَمحَمَةُ خَيلٍ ، يُثيرونَ الأَرضَ بِأَقدامِهِم كَأَ نّها أقدامُ النَّعامِ ۵ .
ـ ثُمَّ قالَ عليه السلام : ـ وَيلٌ لِسِكَكِكُمُ العامِرَةِ ، وَالدّورِ المُزَخرَفَةِ الَّتي لَها أجنِحَةٌ كَأَجنِحَةِ النُّسورِ ، وخَراطيمُ كَخَراطيمِ الفِيَلَةِ ! مِن اُولئِكَ الَّذينَ لا يُندَبُ قَتيلُهُم ، ولا يُفقَدُ غائِبُهُم . أنَا كابُّ الدُّنيا لِوَجهِها ، وقادِرُها بِقَدرِها ، وناظِرُها بِعَينِها ۶ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۵۳ .

3.اللَّجَب : الصوت والصياح والجَلَبة (لسان العرب : ج۱ ص۷۳۵) .

4.تَقَعْقَعَ الشيء : اضطرب وتحرّك (لسان العرب : ج۸ ص۲۸۶) .

5.قال الشريف الرضي رحمه الله : يومئ بذلك إلى صاحب الزنج .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
450

3 / 14

ما يَأتي عَلى مَدينَةِ البَصرَةِ

۵۹۰۱.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ ذَكَرَ فيها أحوالَ النّاسِ المُقبِلَةَ ـ: فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ ، لا تَقومُ لَها قائِمَةٌ ، ولا تُرَدُّ لَها رايَةٌ ، تَأتيكُم مَزمومَةً مَرحولَةً ، يَحفِزُها قائِدُها ، ويَجهَدُها راكِبُها ، أهلُها قَومٌ شَديدٌ كَلَبُهُم ۱ ، قَليلٌ سَلَبُهُم ، يُجاهِدُهُم في سَبيلِ اللّهِ قَومٌ أذِلَّةٌ عِندَ المُتَكَبِّرينَ ، فِي الأَرضِ مَجهولونَ ، وفِي السَّماءِ مَعروفونَ . فَوَيلٌ لَكِ يا بَصرَةُ عِندَ ذلِكَ ، مِن جَيشٍ مِن نِقَمِ اللّهِ ! لا رَهَجَ ۲ لَهُ ولا حَسَّ ۳ ، وسَيُبتَلى أهلُكِ بِالمَوتِ الأَحمَرِ ، وَالجوعِ الأَغبَرِ ۴
.

۵۹۰۲.عنه عليه السلامـ في وصَفِ مَدينَةِ البَصرَةِ ـ: وَايمُ اللّهِ ، لَيَأتِيَنَّ عَلَيها زَمانٌ لا يُرى مِنها إلّا شُرُفاتُ مَسجِدِها فِي البَحرِ مِثلَ جُؤجُؤِ السَّفينَةِ ۵ .

۵۹۰۳.نهج البلاغةـ مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام في ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ ـ: كَأَ نّي بِمَسجِدِكُم كَجُؤجُؤِ ۶ سَفينَةٍ ، قَد بَعَثَ اللّهُ عَلَيهَا العَذابَ مِن فَوقِها ومِن تَحتِها ، وغَرِقَ مَن في ضِمنِها .
وفي رِوايَةٍ : وَايمُ اللّهِ ، لَتَغرَقَنَّ بَلدَتُكُم حَتّى كَأَ نّي أنظُرُ إلى مَسجِدِها كَجُؤجُؤِ سَفينَةٍ ، أو نَعامَةٍ جاثِمَةٍ .
وفي رِوايَةٍ : كَجُؤجُؤِ طَيرٍ في لُجَّةِ بَحرٍ .

1.الكَلَب : الشرّ والأذى (اُنظر لسان العرب : ج۱ ص۷۲۳) .

2.الرهج : الغُبَار (النهاية : ج۲ ص۲۸۱) .

3.الحَسُّ : الجَلَبَةُ . والحِسُّ : الحَرَكَة ( تاج العروس : ج۸ ص۲۴۰ و ۲۴۱ ) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۲ .

5.الأخبار الطوال : ص۱۵۲ .

6.الجؤجؤ : الصَّدر (النهاية : ج۱ ص۲۳۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173733
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي