453
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

فَلا تَطمَعوا في غَيرِ مُقبِلٍ ، ولا تَيأَسوا مِن مُدبِرٍ ، فَإِنَّ المُدبِرَ عَسى أن تَزِلَّ بِهِ إحدى قائِمَتَيهِ ، وتَثبُتَ الاُخرى ، فَتَرجِعا حَتّى تَثبُتا جَميعا .
ألا إنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله كَمَثلِ نُجومِ السَّماءِ ؛ إذا خَوى نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ ، فَكَأَ نَّكُم قَد تَكامَلَت مِنَ اللّهِ فِيكُمُ الصَّنائِعُ ، وأراكُم ما كُنتُم تَأمُلونَ ۱ .

۵۹۰۸.الغيبة للنعماني عن أبي وائل :نَظَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ : إنَّ ابني هذَا سَيِّدٌ كَما سَمّاهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَيِّدا ، وسَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ رَجُلاً بِاسمِ نَبِيِّكُم ، يُشبِهُهُ فِي الخَلقِ وَالخُلُقِ ، يَخرُجُ عَلى حينِ غَفلَةٍ مِنَ النّاسِ وإماتَةٍ لِلحَقِّ وإظهارٍ لِلجَورِ ، وَاللّهِ لَو لَم يَخرُج لَضُرِبَت عُنُقُهُ ، يَفرَحُ بِخُروجِهِ أهلُ السَّماواتِ وسُكّانُها ، وهُوَ رَجلٌ أجلَى الجَبينِ ۲ ، أقنَى الأَنفِ ۳ ، ضَخمُ البَطنِ ، أزيَلُ الفَخِذَينِ ۴ ، بِفَخِذِهِ اليُمنى شامَةٌ ، أفلَجُ ۵ الثَّنايا ، ويَملَأُ الأَرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلما وجَورا ۶ .

۵۹۰۹.كمال الدين عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلامـ لِلحُسَينِ عليه السلام ـ: التّاسِعُ مِن وُلدِكَ يا حُسَينُ هُوَ القائِمُ بِالحَقِّ ، المُظهِرُ لِلدّينِ ، وَالباسِطُ لِلعَدلِ .
قالَ الحُسَينُ : فَقُلتُ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وإنَّ ذلِكَ لَكائِنٌ ؟
فَقالَ عليه السلام : إي وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالنُّبُوَّةِ ، وَاصطَفاهُ عَلى جَميعِ البَرِيَّةِ ، ولكِنَ بَعدَ غَيبَةٍ وحَيرَةٍ ، فَلا يَثبُتُ فيها عَلى دينِهِ إلّا المُخلِصونَ المُباشِرونَ لِروحِ اليَقينِ ، الَّذينَ أخَذَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ ميثاقَهُم بِوَلايَتِنا ، وكَتَبَ في قُلوبِهِم

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۰ .

2.الأجْلَى : الخفيف شعر ما بين النزعَتَين من الصُّدغَين ، والذي انحَسَرَ الشعرُ عن جَبهته (النهاية : ج۱ ص۲۹۰) .

3.القَنا في الأنف : طوله ورِقّة أرنَبَتِه مع حَدَبٍ في وسطه (النهاية : ج۴ ص۱۱۶) .

4.أزيَلُ الفَخِذَينِ : أي منفرجُهما (النهاية : ج۲ ص۳۲۵) .

5.الفَلَج : فُرجَة ما بين الثَّنايا والرَّباعيات (النهاية : ج۳ ص۴۶۸) .

6.الغيبة للنعماني : ص۲۱۴ ح۲ ، الغيبة للطوسي : ص۱۹۰ ح۱۵۲ ، الصراط المستقيم : ج۲ ص۲۲۴ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
452

3 / 15

غَلَبَةُ الحَقِّ عَلَى الباطِلِ في آخِرِ الزَّمانِ

۵۹۰۵.نهج البلاغة :وقالَ الإمامُ عَلِيّ عليه السلام : لَتَعطِفَنَّ الدُّنيا عَلَينا بَعدَ شِماسِها ۱ عَطفَ الضَّروسِ ۲ عَلى وَلَدِها ـ وتَلا عَقيبَ ذلِكَ ـ : «وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَ رِثِينَ»۳ . ۴

۵۹۰۶.الإمام عليّ عليه السلام :لَيَخرُجَنَّ رَجُلٌ مِن وُلدي عِندَ اقتِرابِ السّاعَةِ حينَ تَموتُ قُلوبُ المُؤمِنينَ كَما تَموتُ الأَبدانُ ، لِما لَحِقَهُم مِنَ الضُّرّ وَالشِّدَّةِ وَالجوعِ وَالقَتلِ ، وتَواتُرِ الفِتَنِ وَالمَلاحِمِ العِظامِ ، وإماتَةِ السُّنَنِ وإحياءِ البِدَعِ ، وتَركِ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، فَيُحيِي اللّهُ بِالمَهدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ السُّنَنَ الَّتي قَد اُميتَت ، ويُسَرُّ بِعَدلِهِ وبَرَكَتِهِ قُلوبُ المُؤمِنينَ ، وتَتَأَلَّفُ إلَيهِ عُصَبٌ مِنَ العَجَمِ وقَبائِلُ مِنَ العَرَبِ ، فَيَبقى عَلى ذلِكَ سِنينَ ۵ .

۵۹۰۷.عنه عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ ذَكَرَ فيها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ: وخَلَّفَ فينا رايَةَ الحَقِّ ، مَن تَقَدَّمَها مَرَقَ ، ومَن تَخَلَّفَ عَنها زَهَقَ ، ومَن لَزِمُها لَحِقَ ، دَليلُها مَكيثُ ۶ الكَلامِ ، بَطيءُ القِيامِ ، سَريعٌ إذا قامَ . فَإِذا أنتُم ألَنتُم لَهُ رِقابَكُم ، وأشَرتُم إلَيهِ بِأَصابِعِكُم ، جاءَهُ المَوتُ فَذَهَبَ بِهِ ، فَلَبِثتُم بَعدَهُ ما شاءَ اللّهُ ، حَتّى يُطلِعَ اللّهُ لَكُم مَن يَجمَعُكُم ويَضُمُّ نَشرَكُم .

1.شُمس : جمع شَمُوس ، وهو النَّفور من الدَّوابّ الذي لا يَستقِرّ لشَغَبه وحدّته (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۱) .

2.الضَّرُوس : الناقة العضوض لتذبّ عن ولدها (تاج العروس : ج۸ ص۳۳۴) .

3.القصص : ۵ .

4.نهج البلاغة : الحكمة ۲۰۹ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۷۰ عن الإمام الصادق عليه السلام ، عيون الحكم والمواعظ : ص۴۰۵ ح۶۸۵۵ وليس فيه الآية ؛ ينابيع المودّة : ج۳ ص۲۷۲ ح۷ .

5.كنز العمّال : ج۱۴ ص۵۹۲ ح۳۹۶۷۸ نقلاً عن ابن المنادي في الملاحم .

6.المَكِيث : الرَّزين الذي لا يعجل في أمره (لسان العرب : ج۲ ص۱۹۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173734
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي