فَقالَ رُشيدٌ: قَد بَقِيَ لي عِندَكُم شَيءٌ ما أراكُم فَعَلتُموهُ .
فَقالَ زِيادٌ : اِقطَعوا لِسانَهُ .
فَلَمّا أخرَجوا لِسانَهُ لِيُقطَعَ قالَ : نَفِّسوا عَنّي أتَكَلَّمُ كَلِمَةً واحِدَةً .
فَنَفَّسوا عَنهُ ، فَقالَ : هذا وَاللّهِ تَصديقُ خَبَرِ أميرِ المُؤمِنينَ ؛ أخبَرَني بِقَطعِ لِساني .
فَقَطَعوا لِسانَهُ وصَلَبوهُ .
ورَوى أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ عَن سُلَيمانَ بنِ رُزَيقٍ عَن عَبدِ العَزيزِ بنِ صُهَيبٍ ، قالَ : حَدَّثني أبُو العالِيَةِ ، قالَ : حَدَّثني مزرعٌ صاحِبُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أ نَّهُ قالَ : لَيُقبِلَنَّ جَيشٌ حَتّى إذا كانوا بِالبَيداءِ ، خُسِفَ بِهِم .
قالَ أبُو العالِيَةِ : فَقُلتُ لَهُ : إنَّكَ لَتُحَدِّثُني بِالغَيبِ !
فَقالَ : اِحفَظ ما أقولُهُ لَكَ ، فَإِنَّما حَدَّثَني بِهِ الثِّقَةُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ .
وحَدَّثني أيضا شَيئا آخَرَ : لَيُؤخَذَنَّ رَجُلٌ فَلَيُقتَلَنَّ ولَيُصلَبَنَّ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ المَسجِدِ .
فَقُلتُ لَهُ : إنَّكَ لَتُحَدِّثُني بِالغَيبِ ! فَقالَ : اِحفَظ ما أقولُ لَكَ .
قالَ أبُو العالِيَةِ : فَوَاللّهِ ، ما أتَت عَلَينا جُمُعَةٌ حَتّى اُخِذَ مزرعٌ ، فَقُتِلَ وصُلِبَ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ المَسجِدِ .
قُلتُ : حَديثُ الخَسفِ بِالجَيشِ قَد خَرَّجَهُ البُخارِيُّ ومُسلِمٌ فِي الصَّحيحَينِ ، عَن اُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنها ، قالَت : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يَعوذُ قَومٌ بِالبَيتِ حَتّى إذا كانوا بِالبَيداءِ خُسِفَ بِهمِ . فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَعَلَّ فيهِمُ المُكرَهُ أو الكارِهُ ، فَقالَ : يُخسَفُ بِهِم ، ولكِن يُحشَرونَ ـ أو قالَ : يُبعَثونَ ـ عَلى نِيّاتِهِم يَومَ القِيامَةِ .
قالَ : فَسُئِلَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ : أهِيَ بَيداءٌ مِنَ الأَرضِ ؟ فَقالَ : كَلّا وَاللّهِ إنَّها بَيداءُ المَدينَةِ . أخرَجَ البُخارِيُّ بَعضَهُ وأخرَجَ مُسلِمٌ الباقِيَ .