87
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6

وَاعلَم أنَّ الرّاسِخينَ فِي العِلمِ هُمُ الَّذينَ أغناهُم عَنِ اقتِحامِ السُّدَدِ المَضروبَةِ دونَ الغُيوبِ ، الإِقرارُ بِجُملَةِ ما جَهِلوا تَفسيرَهُ مِنَ الغَيبِ المَحجوبِ ، فَمَدَحَ اللّهُ تَعالَى اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلما ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخا . فَاقتَصِر عَلى ذلِكَ ، ولا تُقَدِّر عَظَمَةَ اللّهِ سُبحانَهُ عَلى قَدرِ عَقلِكَ فَتَكونَ مِنَ الهالِكينَ .
هُوَ القادِرُ الَّذي إذَا ارتَمَتِ الأَوهامُ لِتُدرِكَ مُنقَطَعَ قُدرَتِهِ ، وحاوَلَ الفِكرُ المُبَرَّأُ مِن خَطَراتِ الوَساوِسِ أن يَقَعَ عَلَيهِ في عَميقاتِ غُيوبِ مَلَكوتِهِ ، وتَوَلَّهَتِ القُلوبُ إلَيهِ ؛ لِتَجرِيَ في كَيفِيَّةِ صِفاتِهِ ، وغَمَضَت مَداخِلُ العُقولِ في حَيثُ لا تَبلُغُهُ الصِّفاتُ لِتَناوُلِ عِلمِ ذاتِهِ ، رَدَعَها وهِيَ تَجوبُ مَهاوِيَ سُدَفِ ۱ الغُيوبِ ، مُتَخَلِّصَةً إلَيهِ سُبحانَهُ ، فَرَجَعَت إذ جُبِهَت مُعتَرِفَةً بِأَنَّهُ لا يُنالُ بِجَورِ الاِعتِسافِ كُنهُ مَعرِفَتِهِ ، ولا تَخطُرُ بِبالِ اُولي الرَوِيّاتِ ۲ خاطِرَةٌ مِن تَقديرِ جَلالِ عِزَّتِهِ ۳ .

۵۰۹۹.عنه عليه السلامـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: غايَةُ كُلِّ مَتَعَمِّقٍ في مَعرِفَةِ الخالِقِ سُبحانَهُ الِاعتِرافُ بِالقُصورِ عَن إدراكِها ۴ .

۵۱۰۰.عنه عليه السلامـ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ ـ:

كَيفِيَّةُ المَرءِ لَيسَ المَرءُ يُدرِكُها
فَكَيفَ كَيفِيَّةُ الجَبّارِ فِي القِدَمِ

هُوَ الَّذي أنشَأَ الأَشياءَ مُبتَدِعا
فَكَيفَ يُدرِكُهُ مُستَحدَثُ النَّسَمِ۵

1.السُّدَف : جمع سُدْفة ؛ وهي من الأضداد ؛ تقع على الضِياء والظلمة (النهاية : ج۲ ص۳۵۴ ـ ۳۵۵) والمراد هنا الظُّلَم .

2.هو جمع رَوِيّة ؛ وهي التفكّر في الأمر (تاج العروس : ج۱۹ ص۴۸۱) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، التوحيد : ص۵۵ و ص۵۱ ح۱۳ ، تفسير العيّاشي : ج۱ ص۱۶۳ ح۵ وفيه إلى «رسوخاً» وكلّها عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، تيسير المطالب : ص۲۰۳ عن زيد بن أسلم وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۰۷ ح۹۰ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۹۲ ح۳۴۴ .

5.الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام : ص۵۱۸ الرقم۳۹۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
86

۵۰۹۳.عنه عليه السلامـ في تَنزيهِ اللّهِ سُبحانَهُ ـ: تَتَلَقّاهُ الأَذهانُ لا بِمُشاعَرَةٍ ، وتَشهَدُ لَهُ المَرائي لا بِمُحاضَرَةٍ ، لَم تُحِط بِهِ الأَوهامُ ، بَل تَجَلّى لَها بِها ۱ .

۵۰۹۴.عنه عليه السلام :فَتَبارَكَ اللّهُ الَّذي لا يَبلُغُهُ بُعدُ الهِمَمِ ، ولا يَنالُهُ غَوصُ الفِطَنِ ۲ .

۵۰۹۵.عنه عليه السلامـ في تَنزيهِ اللّهِ سُبحانَهُ ـ: لَم تَبلُغهُ العُقولُ بِتَحديدٍ فَيَكونَ مُشبَّها ، ولَم تَقَع عَلَيهِ الأَوهامُ بِتَقديرٍ فَيَكون مُمَثَّلاً ۳ .

۵۰۹۶.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَعَ الأَوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ ؛ لِامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ وَالتَّشاكُلِ ۴ .

۵۰۹۷.عنه عليه السلام :أزَلُهُ نُهيَةٌ لِمَجاوِلِ الأَفكارِ ، ودَوامُهُ رَدعٌ لِطامِحاتِ العُقولِ ۵ .

۵۰۹۸.عنه عليه السلام :فَانظُر أيُّهَا السّائِلُ ؛ فَما دَلَّكَ القُرآنُ عَلَيهِ مِن صِفَتِهِ فَائتَمَّ بِهِ ، وَاستَضِئ بِنورِ هِدايَتِهِ ، وما كَلَّفَكَ الشَّيطانُ عِلمَهُ مِمّا لَيسَ فِي الكِتابِ عَلَيكَ فَرضُهُ ولا في سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأئِمَّةِ الهُدى أثَرُهُ ، فَكِل عِلمَهُ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مُنتَهى حَقِّ اللّهِ عَلَيكَ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۵ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۸۰ ح۱۱۷ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۲۶۱ ح۹ .

2.الكافي : ج۱ ص۱۳۵ ح۱ عن محمّد بن أبي عبد اللّه ومحمّد بن يحيى جميعا رفعاه إلى الإمام الصادق عليه السلام ، التوحيد : ص۴۲ ح۳ عن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلام ، نهج البلاغة : الخطبة ۹۴ وفيه «حدس» بدل «غوص» ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۷۳ ح۱۱۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج۴ ص۲۶۹ ح۱۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۵ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۳۱۷ ح۴۲ و ج۶۴ ص۳۲۳ ح۲ .

4.الكافي : ج۸ ص۱۸ ح۴ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام ، التوحيد : ص۷۳ ح۲۷ ، الأمالي للصدوق : ص۳۹۹ ح۵۱۵ وفيهما «أعجز» بدل «منع» و«في امتناعها من الشبه والشكل» بدل «لامتناعها . . . » وكلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه عنه عليهم السلام ، تحف العقول : ص۹۲ وفيه «أعدم» بدل «منع» ، بحار الأنوار : ج۷۰ ص۲۸۰ ح۱ .

5.الكافي : ج۱ ص۱۴۰ ح۵ عن إسماعيل بن قتيبة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۲۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج6
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186184
الصفحه من 496
طباعه  ارسل الي